> الرياض «الأيام» الوكالات/ خاص:
وتبنى المتمردون الحوثيون المدعومون من طهران في اليمن المجاور، حيث يخوض التحالف الذي تقوده الرياض حربًا مستمرة منذ خمس سنوات، هجمات أمس الأول السبت التي استهدفت معملين تابعين لمجموعة أرامكو الحكومية العملاقة.
وقال: «تشنُّ إيران الآن هجوماً غير مسبوق على إمدادات الطاقة العالمية». وكتب بومبيو في حسابه على تويتر: «لا توجد أدلة على أن الهجوم جاء من اليمن»، مضيفاً أن «طهران وراء نحو 100 هجوم تعرضت لها السعودية، في حين يتظاهر روحاني وظريف بانخراطهما في الدبلوماسية».
لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، لم ينتظر طويلاً للرد على الاتهامات الأمريكية، إذ قال إنها «اتهامات فارغة»، في حين حذرت إيران في الوقت ذاته القوات الأمريكية بالمنطقة. واعتبر موسوي أن اتهامات أمريكا لبلاده «عديمة الجدوى، لا معنى لها، وغير مفهومة وفارغة»،
من جهته، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن “للمملكة الإرادة والقدرة على مواجهة هذا العدوان الإرهابي والتعامل معه”.
وقال الخبير في كلية “إس. راجاراتنام” للدراسات الدولية في سنغافورة لفرانس برس إن “السعودية لا ترغب بنزاع مفتوح مع إيران. يفضّل السعوديون بأن يخوض آخرون هذه الحرب والآخرون مترددون في ذلك”.
وكشفت المصادر لشبكة CNN، أن الهجوم الذي استهدف معملين تابعين لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خُرَيص شرقي البلاد، يعد «أكبر عملية في العمق السعودي للطيران المسير»، وتم عبر تنسيق مباشر بين الحوثيين «أنصار الله» وقوة «حزب الله» العراقي، وذلك في أول استهداف حقيقي للأمن القومي السعودي من الأراضي العراقية.
الطائرات المسيرة اللي ضربت منطقة #بقيق في تصوير يعتقد انها مرت من حفر الباطن متجه الى الجنوب ،وفي الكويت تصوير غير واضح لأجسام وأصوات قادمة من الشمال ومتجه الى الجنوب.
— عادل عبدالله المطيري (@almutairiadel) ١٤ سبتمبر ٢٠١٩
هل للميليشيات في جنوب العراق صلة بتفجيرات بقيق
ام هي صواريخ الدفاعات السعودية وهي تحاول اعتراض الطائرات المسيرة pic.twitter.com/lXDl67Q7sS
وتناقل نشطاء عبر «تويتر» مقاطع فيديو يعتقد أنّها لشخص كويتي، تظهر أجساماً مضيئة في سماء منطقة السالمي، وهي منطقة من مناطق محافظة الجهراء في الكويت، وتقع على أقصى نقطة في الحدود الغربية للكويت مع العراق والسعودية.
وقد أشار الناشط السعودي فهد الدحيم إلى ذلك عبر «تويتر»، الذي أكدّ بدوره على أنّ شخصاً كويتياً تمكن من رصد أجسام مضيئة أثناء وجوده في بر السالمي وهو في رحلة الصيد، حيث مرت بحسب ما أكده الدحيم صواريخ وطائرات مسيرة عند موقعه قادمة من جهة العراق باتجاه السعودية.
2️⃣ الرصد الثاني
— 🇸🇦فهد الدحيم🇸🇦 (@Aldohaim2030) ١٤ سبتمبر ٢٠١٩
#بقيق pic.twitter.com/WaX6NuOTgM
كما تناقل الكاتب الصحفي الكويتي عادل عبدالله المطيري مقطعاً آخر يظهر أيضاً طائرات مسيرة وهي متجهة إلى الجنوب، قبل أن تضرب منطقة بقيق، في تصوير يعتقد أنّه في منطقة حفر الباطن، حيث عبّر المطيري عن تساؤله بالقول: “هل للميليشيات في جنوب العراق صلة بتفجيرات بقيق، أم هي صواريخ الدفاعات السعودية وهي تحاول اعتراض الطائرات المسيرة؟».
رصد مواطن كويتي كان متواجد في بر السالمي صواريخ تنطلق من العراق بتجاة السعودية لضرب منطقة بقيق pic.twitter.com/6bEnuUxs4m
— الشاهد الالكترونية (@shahednewskw) ١٤ سبتمبر ٢٠١٩
تبني الحوثيين للعملية ووجود أدلة على تورط حزب الله العراقي فيها سيكون أول دليل ربط مباشر بين الحوثيين وطهران.
وبالفعل، صبّت المملكة اهتمامها على استئناف الإنتاج في المنشأتين بينما انخفض مؤشر الأسهم السعودية بنسبة ثلاثة بالمئة مع بدء التداول صباح أمس الأحد.
وتسببت انفجارات أمس الأول السبت باندلاع النيران في معملي بقيق - أكبر منشأة في العالم لمعالجة النفط - وخريص المجاور الذي يضم حقلاً نفطيًا شاسعًا.
ولم يتضح بعد الحجم الفعلي للأضرار ولا نوع الأسلحة التي استخدمت بينما تم منع الصحافيين من الاقتراب من المنشأتين وسط اجراءات أمنية مشددة.
وأفادت أرامكو بأنها ستلجأ لمخزوناتها النفطية لتعويض عملائها، لكن يمكن للحادثة أن تهزّ ثقة المستثمرين مع اقتراب موعد طرح جزء من أسهم المجموعة للاكتتاب العام الأولي.
وفي وقت تراقب الأسواق عن كثب مدى قدرة المملكة، التي تعد أكبر مصدّر للنفط في العالم، على إعادة هذا القطاع إلى مساره الطبيعي، أفاد الرئيس التنفيذي لأرامكو أمين ناصر بأن العمل جار لاستئناف الإنتاج بطاقته الكاملة.
وبَنَتْ الرياض خمس منشآت تخزين ضخمة تحت الأرض في مناطق عدة من البلاد قادرة على استيعاب عشرات ملايين البراميل من المنتجات البترولية المكررة على أنواعها.
في أعقاب اتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي، دان البيت الأبيض الهجمات على “البنية التحتيّة الحيويّة للاقتصاد العالمي”.
ويدور سجال بين طهران وواشنطن منذ مايو العام الماضي عندما أعلن ترامب انسحاب بلاده من اتفاق 2015 الدولي الذي نصّ على تخفيف العقوبات المفروضة على طهران مقابل وضعها قيوداً على برنامجها النووي.
وأعرب موفد الأمم المتحدة الى اليمن مارتن جريفثس عن “قلقه البالغ” حيال الهجمات التي سارعت الإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت لإدانتها.
وبينما يصعب استهداف آبارها النفطية المنتشرة في مناطق واسعة، إلا أن منشآتها العديدة لمعالجة النفط تعد هدفًا أسهل بكثير.
فيما قال أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لأرامكو في بيان، إن الشركة سيكون لديها مزيد من المعلومات خلال 48 ساعة، في الوقت الذي تعمل فيه على إعادة الإنتاج المتوقف.
ويشهد فائض الطاقة الإنتاجية لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وهي القدرات الإنتاجية غير المستغلة التي يمكن اللجوء إليها لتزويد المستهكين في حالة نقص الإمدادات، تراجعاً منذ عشرات السنين بفعل تقادم حقول النفط.
وقال محللون إن روسيا ربما تملك قدرة فائضة في أعقاب الاتفاق العالمي بين أوبك وحلفائها، للحدِّ من الإنتاج بهدف دعم الأسعار. فيما تقول وزارة الطاقة الأمريكية إن المخزون الإستراتيجي الأمريكي يبلغ الآن نحو 644 مليون برميل، تعادل ما يقرب من إنتاج الولايات المتحدة في 52 يوماً.
إذا طال أمد تعطُّل الإمدادات، قد يدفع ذلك لزيادة الإنتاج والصادرات من الولايات المتحدة، لكن محللين ومتعاملين في النفط قالوا إن استجابة الشركات الأمريكية للتغيرات السعرية قد تستغرق شهوراً بسبب قيود لوجستية.
ويتجاوز الإنتاج الأمريكي الآن 12 مليون برميل يومياً، وتتجاوز الصادرات ثلاثة ملايين برميل يومياً، لكن ليس من الواضح ما إذا كان بإمكان منشآت التصدير الأمريكية استيعاب الشحنات الإضافية.
ونفّذ الحوثيون خلال الأشهر الأخيرة هجمات متكررة عبر الحدود استهدفت قواعد جوية سعودية ومنشآت أخرى في عمليات أشاروا إلى أن الهدف منها الرد على العملية العسكرية التي تقودها الرياض في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في اليمن.
وبحسب موقع «عربي بوست»، فإن حركة «أنصار الولاية» التي تتبع قوة «حزب الله» بالعراق هي الحلقة الأبرز التي نفذت العملية، بالتعاون مع جماعة الحوثيين «أنصار الله» .
وأوضح مصدر خاص لـ «عربي بوست» أن الطرفين اتفقا على أن تكون «أنصار الولاية» هي المنفذ لتلك العملية، على اعتبار أنّ الحركة تملك تقنيات أفضل، وبحوزتها العديد من الإمكانيات التي تؤهلها لاستهداف العمق السعودي.
وتؤكدّ مصادر خاصة مطلعة، رفضت الكشف عن اسمها لـ «عربي بوست»، أنّ أوامر إيرانية مباشرة صدرت من الحرس الثوري الإيراني، وتحديداً من قائد فيلق القدس قاسم سليماني، لتكثيف الهجمات التي تستهدف العمق السعودي، لتحقيق مزيد من الضغوط على حلفائها بالمنطقة وعلى رأسها السعودية.
وأشار إلى أنّ طهران وميليشياتها المسلحة التابعة لها في العراق تستعد لتنفيذ مزيد من العمليات داخل العمق السعودي، وهي على أهبة الاستعداد في أي لحظة، متى ما طلب منها استهداف الأراضي السعودية.
أعده للنشر قسم التحرير