> لندن «الأيام» كيفن تروبليه:
سجلت أسعار النفط ارتفاعا الإثنين بعد الهجوم على المنشآت النفطية السعودية الذي تسبب بانخفاض حاد في الإمدادات النفطية في العالم، مثيرة مخاوف من تصعيد عسكري مجددا بين الولايات المتحدة وإيران.
وبلغ ارتفاع أسعار النفط قرابة الساعة 8,45 ت غ 8,62% مسجلا 65,41 دولارا في لندن حيث يتم التداول بنفط برنت بحر الشمال، و8% إلى 59,24 دولارا في نيويورك للنفط الخام الخفيف (لايت سويت كرود)، النفط المرجعي الأميركي.
وأوضح كريغ إيرلام من شركة "أواندا" للتداول في البورصة أن "الهجوم شل نصف الإنتاج السعودي تقريبا، ما يمثل حوالى 5% من الإنتاج العالمي".
وسارعت السلطات السعودية إلى تأكيد عدم وقوع ضحايا، لكن الشكوك لا تزال تحوم حول قدرة المصدر الأول للنفط الخام في العالم على العودة إلى مستوى الإنتاج الاعتيادي.
وكتب ترامب في تغريدة أن هناك "الكثير من النفط".
وتبنى المتمردون الحوثيون في اليمن المجاور المدعومون من طهران الهجمات على المنشآت في السعودية التي تقود تحالفا عسكريا يشن منذ 2015 حملة جوية في اليمن ضدهم دعما لحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا.
في المقابل، اعتبرت إيران هذه الاتهامات "باطلة" و"غير مفهومة" وقال المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي إن الهدف منها "تبرير أي خطوات ضد بلاده" في المستقبل.
وحضت الصين كلا الولايات المتحدة وإيران على "ضبط النفس" وتفادي "أي تصعيد للتوتر في المنطقة. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية هوا شونيينغ إنه "في غياب تحقيق نهائي يسمح باستخلاص استنتاجات، قد لا يكون من المسؤول تصور الجهة التي ينبغي تحميلها مسؤولية" الهجوم.
من جهته، أكّد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أنّ "للمملكة الإرادة والقدرة على مواجهة هذا العدوان الإرهابي والتعامل معه".
ويأتي هذا التصعيد بعد أشهر من التوتر الدبلوماسي بين الأميركيين والإيرانيين.
أ.ف.ب
وقالت المحللة لدى مجموعة "لندن كابيتال غروب" إيبك أوزكارديسكايا "إنها أكبر بلبلة لعرض النفط في التاريخ".
وشهدت أسعار النفط ارتفاعا بنسبة 20% عند بدء المداولات في لندن، مسجلة أكبر ارتفاع خلال الجلسة نفسها منذ 1991 وحرب الخليج.
وتسببت الهجمات بواسطة طائرات مسيّرة السبت بانفجارات أدت إلى اندلاع النيران في منشأتي بقيق، أكبر منشأة في العالم لمعالجة النفط، وخريص المجاورة التي تضم حقلاً نفطيًا شاسعًا شرق السعودية، ما أدى إلى توقف نصف إنتاج النفط السعودي.
ويتوقع خبراء أن تتمكن الرياض سريعا من تعويض ثلث إنتاجها المفقود، وقد وعدت باستخدام احتياطاتها الهائلة لامتصاص الصدمة، فيما أجاز الرئيس الأميركي دونالد ترامب استخدام الاحتياطي الأميركي الإستراتيجي للهدف نفسه.
وأكدت وكالة الطاقة الدولية صباح الإثنين أنه "في الوقت الحاضر، الأسواق ممونة بشكل جيد مع العديد من الاحتياطات التجارية".
تصعيد بين واشنطن وطهران
وإن كان العالم بمنأى من انقطاع آني في إمدادات النفط، فإن الأسواق عكست بتوترها الإثنين مخاوف من تصعيد عسكري بين واشنطن وطهران.وأبدت الولايات المتحدة "استعدادها للرد" على هجمات الطائرات المسيرة، بعدما اتهم وزير الخارجية مايك بومبيو السبت إيران بالوقوف خلفها.
لكن بومبيو أشار السبت إلى "عدم وجود أدلّة على أنّ هذا الهجوم غير المسبوق على إمدادات الطاقة العالمية" انطلق من اليمن.
حذرت موسكو الأسرة الدولية الإثنين من أي "استنتاجات متسرعة" وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف للصحافيين "ندعو جميع البلدان إلى الإحجام عن أي عمل أو استنتاج من شأنه التسبب بتفاقم الوضع".
كذلك دعا الاتحاد الأوروبي إلى لزوم "أكبر قدر ممكن من ضبط النفس وخفض حدة التوتر"، وقالت المتحدثة باسم وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني "من المهم التثبت بوضوح من الوقائع وتحديد المسؤولية في هذا الهجوم المؤسف".
لكن خبير الشرق الأوسط في معهد "س. راجاراتنام للدراسات الدولية" في سنغافورة جيمس دورسي استبعد شن عمليات انتقامية مباشرة على أهداف نفطية إيرانية، وقال إن "السعودية لا ترغب بنزاع مفتوح مع إيران. يُفضّل السعوديّون أن يخوض آخرون هذه الحرب، والآخرون متردّدون إزاء ذلك".
وقبل اتهام طهران بالوقوف خلف الهجمات على المنشآت النفطية السعودية، اتهمت واشنطن إيران بتحمل مسؤولية هجمات وأعمال تخريب استهدفت ناقلات نفط في الخليج في مايو ويونيو.