> تقرير/ سليم المعمري

وصل جرحى محافظة تعز في دولة مصر لحالة من المعاناة دفعت بالبعض منهم لمحاولة الانتحار في ظل غياب دور الجهات المعنية.
وأكد العديد من الجرحى أنهم باتوا لا يجدون علاجات لجروحهم أو مبالغ مالية يسدون بها جوعهم.

ولجأ البعض إلى رهن جوازاتهم لدى أصحاب المطاعم بسبب المديونية التي عليهم أو لدى المراكز الصحية.

خذلان
وأكد الجريح علي الأبيض أن التاريخ سيسجل كل صغيرة وكبيرة عاناها جرحى تعز في الداخل والخارج جراء الإهمال والخذلان من قِبل الجهات المسئولة.
وطالب في حديثه لـ "الأيام" المسئولين عن ملف جرحى المحافظة مدنيين وعسكريين بأن يتقوا الله فيمن تولوا أمورهم والتجرد من الحزبية والابتعاد عن المحسوبية والوساطة، مؤكداً في السياق أنه خرج ورفاقه من الجرحى لمحاربة الفساد ولن يتراجعوا عنه فإما يحققوا النصر أو الموت دونه.

وقال الجريح نزار الخامري: "المؤسف أن الجرحى يعانون كثيراً فلا علاجات متوفرة ولا مصاريف يتحصلون عليها؛ بل أصبحنا في سلة المهملات، فيما ينعم المسئولون بالنعيم".
وأضاف: "قدمنا الغالي والنفيس في سبيل هذا الوطن، وما نطالبه من المعنيين اليوم هو إيجاد حل سريع لمعاناتنا وتمكيننا من العودة إلى أهالينا، خصوصاً أن الكثير منا وصل إلى مرحلة لا يجد فيها حق كوب شاي".

إقامة الأعراس
فيما استغرب الجريح ياسين العزعزي من قيام الشرعية الأعراس الجماعية والأفراح.. وغيرها من المناسبات وترك الجرحى يقاسون آلامهم لا يجدون دواء ولا ما يتغذون عليه.
وأضاف: "بل والله أن هناك من الجرحى لا يوجد معه حق وجبة الصباح أو الغداء، وهناك من يرهن جوازه لدى صاحب المطعم بهذا الخصوص".

وتابع: "أنا معاق كلياً ولا أستطيع الحركة، وكل ما نريده هو تمكيننا من مواصلة العلاج أو العودة بنا إلى الوطن خير مما نحن الآن فيه من معاناة وبهذلة".

إهمال
وحمّل الجريح أيمن الشرعبي جميع الجهات مسئولية ما وصل إليه الجرحى من حرمان في الحقوق كالعلاج والمصاريف تسبب بإصابة العديد بأمراض نفسية.
وقال في حديثه لـ "الأيام": "لا نُبرئ أحداً منهم، كلهم مشتركون فيما نحن فيه، فيما هم في نعيم وراحة.. لا نريد مهدئاً ولا مسكناً، مطالبنا مصاريف وعلاجات وأطراف صناعية".

وأشار الجريح محمد صبري إلى أن جرحى الجيش الوطني في القاهرة مطلبهم من الحكومة هو اتخاذ موقف حازم وجاد تجاه قضيتهم، لاسيما أنهم أصبحوا في وضع يُرثى له من مضاعفات وجوع وتشريد من السكن وغياب المبالاة من قِبل المعنيين.
وأكد صبري بأن الأمر وصل بالبعض إلى محاولة الانتحار وحجز البعض في مراكز ومستشفيات بسبب تراكم الديون المالية عليهم، محملين ما وصلوا إليه الحكومة ووزير الدفاع ورئاسة هيئة الأركان ووزارتي الداخلية والمالية وجميع مسئولين الدولة والدوائر المالية في البنك المركزي لعدم صرفهم مستحقات الجرحى المالية.

فيما ناشد الجريح يونس عبد الرقيب الشريحي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومحافظ تعز وقائد المحور وجميع قيادات الألوية بضرورة الإسراع في إنقاذ الجرحى مما وصولوا إليه من بهذلة ومعاناة جراء عدم امتلاكهم المصاريف والعلاجات وكذلك إيجارات للسكن.

البحث عن مهدئ
وأوضح الناشط شريف الحيمي بأن ما وصل إليه الجرحى في القاهرة أصبح يفطر قلب من يشاهدهم وهم يقاصون الألم، ولا يأكلون إلا وجبة واحدة في اليوم، فضلاً عن الدّين الذي بات على عاتقهم لدى أصحاب المطاعم، لافتاً إلى أن هناك من الجرحى من تم احتجازهم لمدة ثلاث أيام لعدم تمكنهم من دفع ما عليهم من مبالغ مالية، قبل أن يتم السماح لهم بالخروج بعد أن رهنوا جوازات سفرهم.

وأكد في حديثه لـ "الأيام" أن هناك حالات كانت تعاني كثيراً من شدة الألم، وأصيبت بسبب الإهمال بحالات نفسية قد تدفعها للإقدام على الانتحار.

رفض صرف المبلغ
وتعليقاً على معاناة جرحى تعز في مصر، قال د. محمد نعمان الثوابي، رئيس لجنة الجرحى بالمحافظة: "لا يوجد أي مبلغ مالي لدى اللجنة الطبية العسكرية لجرحى محور تعز"، لافتاً إلى أن "المليار الريال اليمني الذي وجه بصرفه كل من نائب الرئيس ورئيس الوزراء لم يصل منه ريال واحداً، لرفض وزارة المالية صرف المبلغ بدون أسباب بالرغم من متابعتنا الدائمة".

وأضاف تصريحه لـ "الأيام" بالقول: "نتابع الجهات المعنية باستمرار ونأمل أن يكون هناك تجاوب قريب من أجل إنهاء معاناة جرحى تعز في الداخل والخارج وليس مجرد التخفيف منها".
ورداً على سؤال "الأيام" عن سبب رفض وزير المالية لصرف المليار ريال للجرحى تعز، قال: "هذا السؤال يفترض أن يوجه لوزير المالية للرد وتوضيح الأسباب التي لم يوضحوها لنا بعد، ونحن ليس لدينا أي تفسير لذلك"، مؤكداً أنه منذ شهرين وهو يتابع الموضوع ولكن لا جديد بخصوص ذلك.