> تقرير/ وئام نجيب
█ 10 أفراد ينامون في غرفة واحدة
تحتضن مدينتي المحاطة بفوهة بركان عدداً من الأحياء التي يئن ساكنوها بصمت، يتضورون جوعاً، يعجزون عن إرسال أطفالهم إلى المدارس، يفتقدون لأبسط الخدمات، يعيشون حياة بسيطة ويرحلون بصمت ولا يكترث لمعاناتهم أحد.
ويتقاتل هوامير الأراضي على ما تبقى من مساحات في مدينتي، وإلى جهات غير معلومة تغادر المليارات على متن شاحنات بالقرب من بوابة البنك المركزي الواقع على مقربة من منزل أم حنين التي تقطن هي وأسرتها المكونة من 10 أفراد في غرفة واحدة وتعاني الجوع والفقر والمرض.
في حي العيدروس التقت "الأيام" أم حنين التي تختزل قصتها معاناة مدينة منكوبة، في غرفة بمنزل والد زوجها تقطن أم حنين 37 عاماً هي وأولادها الثمانية وزوجها، كما لو أنهم أسرى حرب بعد معركة كبيرة تم حشرهم في سجن صغير.

█ 3 أسر تتناوب على مطبخ واحد
منذ نقل مؤسسات الدولة إلى عدن التي صارت العاصمة المؤقتة ارتفعت إيجارات الشقق السكنية بشكل جنوني، ولم تقم الحكومة بمعالجة المشكلات الناجمة وأثرها على المواطنين في المدينة، حيث أجبر الكثير من أبناء المدينة على ترك شققا سكنوا فيها لعقود واضطر الكثير منهم إلى البحث عن مساكن عشوائية في أطراف المدينة.
تقول أم حنين: "أسكن مع زوجي وأطفالي، ثلاثة الذكور وخمس إناث، في غرفة واحدة في منزل عمي (والد زوجي)، نحشر جميعاً في مساحة صغيرة وبسبب صغر المساحة نعاني اليوم من أمراض جلدية وكما ترين مروحة السطح لا تعمل بشكل جيد وعندما تنطفئ الكهرباء تتحول الغرفة إلى علبة صفيح. تقول أم حنين أن 3 أسر تعيش في المنزل وتتناوب على مطبخ مشترك: "لا يوجد شيء مستقل بنا والثلاث العائلات تتناوب على الطبخ في المطبخ، ونعمل يومياً على حل الخلافات والمشكلات بين الأطفال".

لجأت أم حنين مؤخراً لمساعدة زوجها الموظف، بالعمل على تنظيف بعض المنازل في الحي مقابل مصروف يومي لا يفي بأبسط احتياجات الأسرة.
وتضيف أم حنين، وعيناها تفيض بدموع تدحرجت على خدها المجهد: "ليس لدينا مصدر دخل تابت إلا راتب زوجي الموظف في مستشفى الجمهورية، ولا يتجاوز 45 ألف ريال، وأشهر كثيرة يتم الاستقطاع منه بمبرر الغياب، أحياناً زوجي لا يستطيع الذهاب إلى المستشفى لأنه لا يملك حق المواصلات".
تضطر أم حنين إلى الذهاب إلى المساجد والتسول عندما يتأخر راتب زوجها لتوفير وجبة غداء لأطفالها، تواصل أم حنين الحديث عن معاناتها قائلة: "عندما يشتد علينا الحال أتوجه للمساجد، وأضع ابنتي الصغرى عند أختها الكبرى، وتأتي عليّ أيام أكون مريضة ولم أتمكن من الخروج من المنزل وذلك يضطرني للجوء إلى الدين، الذي أقضيه عندما يتحصل زوجي على راتبه، والجزء المتبقي منه نأخذ منه بعض من المستلزمات الضرورية تتمثل بقطمة أرز، قطمة سكر، ودبة زيت، أما عن الوجبات الثلاث فلم نتمكن من توفيرها بشكل كلي، حيث نسيّر أمورنا في أي شيء وتأتي علينا أيام نبيت فيها بدون عشاء، ونعيش على وجبة أو وجبتين في اليوم.

█ ظروف صحية وقلة حيلة
وبتنهيدة عميقة تتابع حديثها بالقول: "ابنتي الصغرى (9أشهر) تعيش على الرضاعة فقط، وتعاني هي وأختها البالغة من العمر عامين من التهابات في الصدر، وحالتهم الصحية بحاجة لمجموعة من الحقن وتبلغ قيمة الواحدة منها 900 ريال، يساعدني شقيقي وفاعلي الخير على أخذ بعض منها، والكبرى (20عاماً) تعاني من روماتيزم، وعندما يأتي إليها آلالم تعجز عن المشي، وعندما اتحصل على مساعدة أخذ لها العلاج مالم فتبقى تصارع آلامها، وأقف ووالدها مكبلي الأيدي، كما يشكو زوجي من تضخم في الكبد ومنذ ستة أشهر تم تمديده في مستشفى الجمهورية وصرفوا له علاج بشكل مجاني كونه يعمل لديهم في المستشفى".

█ حرمان من التعليم
تعيش أم حنين وأطفالها في سجن إجباري مفتوح فرضه الفساد وغياب العدالة والعبث، أسوة بآلاف الأسر التي تواجه الحرمان والموت البطيء، تقول وهي تسرد معاناها: "لا أسمح لأبنائي بالخروج إلى الشارع، وظروفنا لم تسمح لنا إلحاق 2 من أطفالي بالمدرسة وهم في سن الدراسة، حيث يبلغ أحدهم سبعة أعوام، والثاني ثمانية أعوام، وأشعر بغصة وهم يبكون حينما يشاهدون أقرانهم في طريقهم إلى المدرسة".

وننابع: "في السابق حاولت وسعيت لتدريس بناتي الكبار ولكنني أجبرتهم على إيقاف الدراسة والخروج من المدرسة وهن في الصف الخامس، بسبب قلة الحيلة وعجزي عن توفير مصاريف الدراسة ومستلزماتها".
أم حنين وأسرتها ليست استثنائية ولكنها صورة مصغرة لمعاناة أبناء مدينة سحق أحلامهم أساطين الفساد وتجار الحروب، و"ذبحوهم من الوريد إلى الوريد".
تحتضن مدينتي المحاطة بفوهة بركان عدداً من الأحياء التي يئن ساكنوها بصمت، يتضورون جوعاً، يعجزون عن إرسال أطفالهم إلى المدارس، يفتقدون لأبسط الخدمات، يعيشون حياة بسيطة ويرحلون بصمت ولا يكترث لمعاناتهم أحد.
ويتقاتل هوامير الأراضي على ما تبقى من مساحات في مدينتي، وإلى جهات غير معلومة تغادر المليارات على متن شاحنات بالقرب من بوابة البنك المركزي الواقع على مقربة من منزل أم حنين التي تقطن هي وأسرتها المكونة من 10 أفراد في غرفة واحدة وتعاني الجوع والفقر والمرض.
في حي العيدروس التقت "الأيام" أم حنين التي تختزل قصتها معاناة مدينة منكوبة، في غرفة بمنزل والد زوجها تقطن أم حنين 37 عاماً هي وأولادها الثمانية وزوجها، كما لو أنهم أسرى حرب بعد معركة كبيرة تم حشرهم في سجن صغير.

█ 3 أسر تتناوب على مطبخ واحد
منذ نقل مؤسسات الدولة إلى عدن التي صارت العاصمة المؤقتة ارتفعت إيجارات الشقق السكنية بشكل جنوني، ولم تقم الحكومة بمعالجة المشكلات الناجمة وأثرها على المواطنين في المدينة، حيث أجبر الكثير من أبناء المدينة على ترك شققا سكنوا فيها لعقود واضطر الكثير منهم إلى البحث عن مساكن عشوائية في أطراف المدينة.
تقول أم حنين: "أسكن مع زوجي وأطفالي، ثلاثة الذكور وخمس إناث، في غرفة واحدة في منزل عمي (والد زوجي)، نحشر جميعاً في مساحة صغيرة وبسبب صغر المساحة نعاني اليوم من أمراض جلدية وكما ترين مروحة السطح لا تعمل بشكل جيد وعندما تنطفئ الكهرباء تتحول الغرفة إلى علبة صفيح. تقول أم حنين أن 3 أسر تعيش في المنزل وتتناوب على مطبخ مشترك: "لا يوجد شيء مستقل بنا والثلاث العائلات تتناوب على الطبخ في المطبخ، ونعمل يومياً على حل الخلافات والمشكلات بين الأطفال".

مطبخ تتشارك فيه ثلاث أسر
لجأت أم حنين مؤخراً لمساعدة زوجها الموظف، بالعمل على تنظيف بعض المنازل في الحي مقابل مصروف يومي لا يفي بأبسط احتياجات الأسرة.
وتضيف أم حنين، وعيناها تفيض بدموع تدحرجت على خدها المجهد: "ليس لدينا مصدر دخل تابت إلا راتب زوجي الموظف في مستشفى الجمهورية، ولا يتجاوز 45 ألف ريال، وأشهر كثيرة يتم الاستقطاع منه بمبرر الغياب، أحياناً زوجي لا يستطيع الذهاب إلى المستشفى لأنه لا يملك حق المواصلات".
تضطر أم حنين إلى الذهاب إلى المساجد والتسول عندما يتأخر راتب زوجها لتوفير وجبة غداء لأطفالها، تواصل أم حنين الحديث عن معاناتها قائلة: "عندما يشتد علينا الحال أتوجه للمساجد، وأضع ابنتي الصغرى عند أختها الكبرى، وتأتي عليّ أيام أكون مريضة ولم أتمكن من الخروج من المنزل وذلك يضطرني للجوء إلى الدين، الذي أقضيه عندما يتحصل زوجي على راتبه، والجزء المتبقي منه نأخذ منه بعض من المستلزمات الضرورية تتمثل بقطمة أرز، قطمة سكر، ودبة زيت، أما عن الوجبات الثلاث فلم نتمكن من توفيرها بشكل كلي، حيث نسيّر أمورنا في أي شيء وتأتي علينا أيام نبيت فيها بدون عشاء، ونعيش على وجبة أو وجبتين في اليوم.

█ ظروف صحية وقلة حيلة
وبتنهيدة عميقة تتابع حديثها بالقول: "ابنتي الصغرى (9أشهر) تعيش على الرضاعة فقط، وتعاني هي وأختها البالغة من العمر عامين من التهابات في الصدر، وحالتهم الصحية بحاجة لمجموعة من الحقن وتبلغ قيمة الواحدة منها 900 ريال، يساعدني شقيقي وفاعلي الخير على أخذ بعض منها، والكبرى (20عاماً) تعاني من روماتيزم، وعندما يأتي إليها آلالم تعجز عن المشي، وعندما اتحصل على مساعدة أخذ لها العلاج مالم فتبقى تصارع آلامها، وأقف ووالدها مكبلي الأيدي، كما يشكو زوجي من تضخم في الكبد ومنذ ستة أشهر تم تمديده في مستشفى الجمهورية وصرفوا له علاج بشكل مجاني كونه يعمل لديهم في المستشفى".

وجبة الغداء التي تلجأ إليها الأسرة عند نفاذ الارز
█ حرمان من التعليم
تعيش أم حنين وأطفالها في سجن إجباري مفتوح فرضه الفساد وغياب العدالة والعبث، أسوة بآلاف الأسر التي تواجه الحرمان والموت البطيء، تقول وهي تسرد معاناها: "لا أسمح لأبنائي بالخروج إلى الشارع، وظروفنا لم تسمح لنا إلحاق 2 من أطفالي بالمدرسة وهم في سن الدراسة، حيث يبلغ أحدهم سبعة أعوام، والثاني ثمانية أعوام، وأشعر بغصة وهم يبكون حينما يشاهدون أقرانهم في طريقهم إلى المدرسة".

وننابع: "في السابق حاولت وسعيت لتدريس بناتي الكبار ولكنني أجبرتهم على إيقاف الدراسة والخروج من المدرسة وهن في الصف الخامس، بسبب قلة الحيلة وعجزي عن توفير مصاريف الدراسة ومستلزماتها".
أم حنين وأسرتها ليست استثنائية ولكنها صورة مصغرة لمعاناة أبناء مدينة سحق أحلامهم أساطين الفساد وتجار الحروب، و"ذبحوهم من الوريد إلى الوريد".