> سامي الصغير

تواجدوا في مأرب المسمى بـ "إقليم سبأ" من أجل حب الوطن والانتماء.. من أجل الدفاع عن الأرض والعرض.. من أجل إنهاء مليشيا الظلم والجبروت والفساد التي أنهكت العباد والبلاد وهي ميليشيا الحوثي الإيرانية، من أجل تضميد الجراح، تواجدوا في قمم جبال صرواح، إنهم رجالات الجنوب الأوفياء والشرفاء والشجعان والأبطال، ولكن لم يدر بخلدهم أنها ستلفظهم وتهمشهم القيادات العسكرية المتعاقبة بعد استشهاد القائد الفدائي والوطني والغيور والجسور عبدربه سالم الشدادي. لم تشفع لهم تضحياتهم الجسيمة ودماؤهم الزكية.. وهاهم اليوم في حالة مرثية، تبكي لها العيون وترتجف لها القلوب، وحالهم وأوضاعهم ليست على ما يرام. فهل يعقل أن يبحثوا عن لقمة طعام، أو باختصار ما يسدون به رمق جوعهم؟. لقد تم تهميشهم وحرمانهم من مستحقاتهم.

سنتحدث بإيجاز وبالقول الفصيح ودون تجريح، رغم إننا ناشدنا وكتبنا وبلغنا ووصلت مناشداتنا ومعاناتنا لمسامع قيادات وطنية عسكرية وسياسية وغيرها، ولكن لا أذن تسمع ولا قلب يخشع، ولا عين تدمع، فازداد الوجع، ولكن لمن نجد من يسمع، وازدادت المعاناة، ولم نجد صدى للشكوى والمناداة.
سنتحدث عن رجالات الجنوب في مأرب المسمى بـ "إقليم سبأ" تحديداً في المنطقة العسكرية الثالثة وغيرها، لقد تم تهميشهم وإذلالهم وحرمانهم من مستحقاتهم. نحن نتكلم ولم نعلم، فهل يعلم حاكم الشيخ سلطان العرادة، محافظ مأرب، بما يحدث لأبناء الجنوب الشرفاء؟، لقد بلغ الصبر الحلقوم أيها القوم.

هكذا وبلهجة بدوية يتحدث أبناء الجنوب الشرفاء عن معاناتهم، نحن نتكلم من باب المصلحة الوطنية وليس من باب الكراهية والعنصرية، ونحذر بأن وضعهم بهذه الطريقة المهينة لم يجلب سوى الأحقاد والكراهية والعنصرية.
ولابد للقيادات العسكرية والسياسية أن يعلموا بأن هوشليتهم وسلوكهم العنجهي الذي تسلكه قياداتهم العسكرية لأهداف ذاتية، قد انتهت، لأنها بذلك تجلب للبلاد الأحقاد.

ورسالتنا باختصار نوجهها لكل قائد مغوار، ولكل وطني غيور، ولكل القيادات السياسية والعسكرية المخلصة أن ينظروا لحال أبناء الجنوب الأبطال في مأرب، ورسالتنا ليس من أننا من مؤيدي الانفصال أو إننا أصحاب انتقام، ولكن من باب المحبة والسلام، لأن أوضاعهم بهذه الطريقة المهينة كقنبلة موقوتة، فلا تحاولوا تفجيرها لأنها لن تحمد عقباها، بل حاولوا إصلاحها وإعطاء كل ذي حقا حقه وكفى.