> حسين فروي

كم تكذب العناوين! وكم يخدع الألقاب! وكم يعيش أبناء اليمن في ظلال عمياء وجهالة جهلا بسبب الحكومات التي جثمت على صدور الشعب اليمني! للأسف إنها حكومات خطبهم سهلة ورنانة تجاه هذا الشعب، وتعمل من خلال هذه الخطب على تخدير الأمة بوَهم الاستقرار والرخاء بهدف البقاء لفترة أطول على سدة الحكم، لكن مصائبهم علينا كبيرة لو أنهم حرصوا عن أنفسهم وأبدوا لهذا الشعب صفحات وجوههم التي تحمل الكذب والغش والخداع، ولكنهم مراؤون ومخادعون، لقد تفننوا في تعذيب هذا الشعب وإرهاقه، والله ما أدري ما الذي أقامهم هذا المقام وعهد إليهم هذا العهد، ومن الذي وكل إليهم النظر في شؤون هذه الأمة والفصل في قضاياهم.

والله ما هم بالبررة والمخلصين الذين يصلحون أن يكونوا أمثلة حسنة في منازلهم، فيكونوا قدوة صالحة في أمتهم، لأنهم لم يكونوا عند ظن هذا الشعب، ولم يكونوا أمناء على العهد الذي عهد إليهم، ولم يستطيعوا أن يكونوا حكاما عادلين في أحكامهم وآرائهم، ولم تصلحوا منهم، ولم تتعلموا أن تتجردوا من أهوائهم وأغراضهم، فقد عجزوا أن تكونوا عادلين وراحمين تجاه هذا الشعب، فارحموا أنفسكم وأعفوها من الدخول في مأزق وأنتم عاجزون.

والله لولاكم ما وصلت أحوالنا إلى ما وصلت إليه الآن، ولا أصبحنا صغار المقام والقيمة ولا أهمية، فالكل يعبث بنا أشبه بذلك الفريق الذي يبحث عن طوق نجاة من بطش هذه الحكومات، والتي تقدس السلطة وتعشق الدماء وتكدس الثروة وتكشف مؤخرتها للملأ دون حياء أو خجل.

فأعنّا يا الله على هؤلاء الكاذبين الذين خدعونا وحيرونا بالوعود الكاذبة، فلنصرخ بالحقيقة المقررة تجاه هذه الحكومات التي أفسدت ما أصلحت، فنقول لهم إذا كنتم ستكملون رحلة العبث واللامبالة والظهور والتباهي بهذه المناصب هو الغاية والهدف، فلا داعي لأن تستمروا، فاتركوا كراسيكم لغيركم واخرجوا بماء الوجه قبل أن تستباح، وتفقدوا احترامكم ومكانتكم بين الناس.