> "الأيام" غرفة الأخبار:
عكس الإعلان المفاجئ عن توقيع الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي التوصل لتفاهمات جديدة حول البرنامج الزمني لتنفيذ اتفاق الرياض نجاحاً لجهود التحالف العربي بقيادة السعودية في كسر الجمود الذي لفّ الاتفاق منذ التوقيع عليه، وتعبيراً عن إصرار المملكة التي ترعى الاتفاق على المضي قدما في تنفيذه وفقا البرنامج المزمّن.
ووفقاً لصحيفة العرب اللندنية، فإن قيادة التحالف العربي أبلغت الأطراف الموقعة على اتفاق الرياض أن التحالف بصدد التعامل بحزم مع أيّ محاولة للعرقلة أو التسويف في تنفيذ بنود الاتفاق، وهي الجهود التي أفضت إلى التوقيع على مصفوفة تنفيذية لبنود الاتفاق وآلية مزمّنة سيشرف التحالف على متابعة تنفيذها من خلال لجان ميدانية.
ولفتت المصادر إلى أن التفاهمات الجديدة بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي ستضيّق من هامش العبث لدى التيار المناهض لاتفاق الرياض، والذي لوّح في الأيام القليلة الماضية بتشكيل تكتل سياسي جديد معادٍ للتحالف العربي، وتجاوز ذلك إلى المجاهرة علنا بالسعي لطلب تدخل قوى إقليمية جديدة في المشهد اليمني وشرعنة وجودها، مثل تركيا.
ورجّحت المصادر أن يترافق كل تقدم يتم إحرازه في تنفيذ اتفاق الرياض خلال الفترة القادمة مع تصعيد جديد من قبل القوى المرتبطة بقطر وتركيا، والتي تتجه بحسب المصادر إلى الإعلان عن تحالف سياسي يمني جديد في مسقط يضم قيادات حوثية وإخوانية وجنوبية مناهضة للتحالف العربي.
وكشفت مصادر حكومية يمنية لـ "العرب" عن قرارات سيتم اتخاذها خلال الفترة المقبلة لمواجهة حالة الازدواج والفوضى السياسية التي تتسبب بها قيادات في الحكومة تعمل من داخل الشرعية لصالح مشروع قطر - تركيا الساعي لتقويض التحالف العربي وخلق مسارات جديدة للمشهد اليمني تصب في صالح تحالفات داخلية مشبوهة تضم الحوثي وتيارات نافذة في جماعة الإخوان.
كما تشير المعلومات إلى توافق قيادة الشرعية والتحالف على تحجيم التيار الموالي لمحور قطر - تركيا داخل مؤسسات الشرعية من خلال نزع الصفة الرسمية عن الكثير من الشخصيات السياسية والإعلامية التي تتبنى أجندة معادية للتحالف، وتعمل على إرباك عمل الشرعية.
وكشف السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، الخميس الماضي، عن اتفاق فريقي الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي على تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق الرياض، وفقا لمصفوفة بدأ تنفيذها من يوم أمس الأول الجمعة، و "تشمل الخطوات العسكرية والأمنية وتعيين محافظ ومدير لأمن عدن والوقت المحدد لتنفيذها بموجب اتفاق الرياض تحت إشراف قوات التحالف بقيادة السعودية".
وقال آل جابر في سلسلة تغريدات على تويتر إن المرحلة الثانية من الاتفاق تتضمن "عودة جميع القوات التي تحركت من مواقعها ومعسكراتها الأساسية باتجاه محافظات عدن وأبين وشبوة منذ بداية شهر أغسطس 2019 إلى مواقعها السابقة بكامل أفرادها وأسلحتها وتحلّ محلها قوات الأمن التابعة للسلطة المحلية خلال 15 يوماً في كل محافظة من تاريخ التوقيع".
وعلّق رئيس الحكومة اليمنية، معين عبدالملك، على توقيع مصفوفة الإجراءات التنفيذية، بأنها "خطوة كبيرة في اتجاه التطبيق الكامل لاتفاق الرياض".
وقال نزار هيثم، الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي: "سيتم تنفيذ الانسحابات المتبادلة من أبين وشبوة وعودة القوات القادمة من مأرب والجوف إلى مواقعها".
ووصف مستشار الرئيس اليمني والمشرف على الفريق الحكومي لتنفيذ اتفاق الرياض، أحمد عبيد بن دغر، التوقيع على "مصفوفة الانسحابات المتبادلة وعودة القوات إلى مواقع متفق عليها"، بأنها "خطوة أخرى نحو الاستقرار"، مضيفا "وضعنا اليوم اتفاق الرياض بين الشرعية والمجلس الانتقالي في مرحلة متقدمة على طريق التطبيق الشامل للاتفاق في شقه العسكري بإذن الله".
وفي تصريح صحافي حول التوقيع على المصفوفة التنفيذية لاتفاق الرياض، أكد الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، نزار هيثم، على التزام المجلس "بتنفيذ كافة بنود اتفاق الرياض وفقاً لتراتبيتها وتسلسلها الزمني"، مشيرا إلى أن "أيّ تلاعب في تفسير بنود الاتفاق لن يؤدي سوى للمزيد من التوترات، وهو ما يصب في مصلحة الميليشيات الحوثية ومشروع التوسع الإيراني، ومن على شاكلتهم".
وكشف الناطق باسم الانتقالي عن قيام قيادة التحالف العربي بالتوجيه لإعادة قوات سعيد معيلي (إخوان) المتواجدة حالياً في أبين إلى مأرب قبل البدء بتنفيذ أيّ إجراء من إجراءات عملية الانسحاب المتبادل ومنع أيّ محاولة لتفجير الموقف أو القيام بأيّ عمل عسكري يحول دون تنفيذ اتفاق الرياض.
وأشار إلى أنه تم تشكيل لجان مشتركة للإشراف على تنفيذ المصفوفة بما يحول دون أيّ تلاعب أو إبقاء أيّ قوات غير مسموح لها بالبقاء في نطاق هذه المحافظات. كما تم الاتفاق على أن يتم تعيين محافظ ومدير أمن عدن بالتوازي مع عملية الانسحاب، وبالتوافق بين المجلس الانتقالي الجنوبي والرئيس عبدربه منصور هادي على أن يتم ذلك في موعد أقصاه الـ 18 من يناير وليس بعده.
ولفت ناطق الانتقالي إلى مبادرة المجلس، الأربعاء الماضي، بتسليم الأسرى المتحفظ عليهم نتيجة لأحداث أغسطس إلى قيادة التحالف في عدن، على أن يقوم الطرف الآخر بتسليم الأسرى الجنوبيين لديه إلى قيادة التحالف تمهيداً لإطلاق سراحهم.