> «الأيام» غرفة الأخبار
عقب نشر وسائل إعلام أمريكية خبر مقتل زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قاسم الريمي بضربات بدون طيار أمريكية في اليمن، دعا خبراء أمريكيون في المجلس الأطلسي، الولايات المتحدة إلى دعم جهود مكافحة الإرهاب المحلية في جنوب اليمن، واعتبروا أن الضربات الأمريكية لوحدها لا يمكنها القضاء على هذه التنظيمات الإرهابية دون التعاون مع الشركاء المحليين.
ويقول التقرير بأنه "منذ عام 2015، استفاد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من الفراغ السياسي للحرب الأهلية اليمنية المستمرة، في محاولة للسيطرة على مختلف البلدات والأراضي في المناطق الجنوبية والوسطى من اليمن، مع تركيز التحالف بقيادة السعودية والمدعوم من الولايات المتحدة على قوات الحوثيين المعارضة في اليمن".
منظمات خطرة
يقول ويليام تشسلر، مدير مركز رفيق الحريري وبرامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي "إن إدارة ترامب لم تؤكد علنًا مقتله. لذلك من المهم أن يتم استغراق الوقت المناسب لمجتمع المخابرات حتى يتمكن من إجراء تقييم عالي الثقة".
ويضيف تشسلر إذا كان الريمي بالفعل قد قتل، فإن هذه الأخبار ستكون موضع ترحيب لا يمكن إنكاره. لقد سعى هو والمنظمة التي قادها بنشاط إلى قتل الأميركيين الأبرياء في الداخل والخارج، واحتفلوا علانية بقتل الأمريكيين على أيدي أولئك الذين ساعدوا في إلهامهم.
ويضيف "عندما تكون الولايات المتحدة قادرة على تحديد هوية إرهابي في الخارج يهدد الأمريكيين، يكون الحل بسيطًاً في الغالبية العظمى من الحالات: ببساطة التواصل من خلال قنوات إنفاذ القانون أو المخابرات، ومطالبة الحكومة المحلية بالقبض عليهم. لسوء الحظ، لا تزال هناك أماكن قليلة في العالم لا تملك فيها الحكومات المضيفة القدرة العملية على القيام بذلك - في الواقع، في بعض هذه الأماكن، تواجه السلطات الحكومية الشرعية خطراً كبيراً بالقتل إذا حاولت ذلك. اليمن هي واحدة من هذه الأماكن".
ويقول "المنظمات التي تحدد نفسها بنفسها بدافع من الإسلام وتختلف عن القاعدة، حتى لو كانت مدفوعة في بادئ الأمر بمخاوف محلية، بمجرد أن يتمكنوا من إنشاء ملاذ مادي يعتقدون أنه بإمكانهم التصرف فيه دون عقاب، فإنهم سيشنون في النهاية هجمات خارجية".
ويردف تشسلر بأن "الولايات المتحدة تحتاج أحياناً إلى مواجهة التهديدات الإرهابية بشكل مباشر عندما لا يكون هناك خيار آخر ممكناً، كما حدث مع الريمي".
متنفس للمفاوضات
كيرستن فونتينروز، مديرة مبادرة أمن الشرق الأوسط في مركز سكوكروفت للإستراتيجية والأمن التابع للمجلس الأطلسي، اعتبرت "الريمي هو هدف شرعي بلا شك، وفقًا لسلطات الاستخدام المرخص به للقوة العسكرية (AUMF) المرتبطة بتنظيم القاعدة".
وترى فونتينروز بأن "إزالة الريمي من ساحة المعركة، سوف يفسره الحوثيون والجماعات العسكرية في جنوب اليمن على أنها تمنح مجموعاتهم مساحة أكبر للعمل".
شركاء محليون أكفاء
أما توماس واريك، زميل أقدم غير مقيم، في مركز رفيق الحريري وبرامج الشرق الأوسط، في المجلس الأطلسي فيرى بأن "الجماعات الإرهابية مثل القاعدة في جزيرة العرب تكون خطرة عندما يكون لديها أراضي يمكنها من خلالها تدريب وتخطيط وتجنيد واستخدام الإنترنت للدعاية وإلهام الآخرين لشن هجمات إرهابية"..
ويضيف بأن "الهجمات المباشرة قد تؤدي إلى القضاء على الإرهابيين الأفراد مثل الريمي، لكنها لا تلغي الملاذات الآمنة للإرهابيين".
ولهذا السبب يرى واريك بأنه "يتطلب مزيجاً من الإجراءات من قبل شركاء محليين أكفاء، والذي غالباً ما يتضمن دعماً من الولايات المتحدة والحكومات الأخرى، ويتطلب دبلوماسية وموارد، بما في ذلك دور سفارة الولايات المتحدة في البلد الذي يمكن للولايات المتحدة تقديم الدعم منه". هذا جزء أساسي من إنهاء "الحروب إلى الأبد" في البلدان غير المستقرة حيث يجد الإرهابيون ملاذات آمنة، يضيف واريك.
قوات النخبة
تجدر الإشارة إلى أن تقريراً أعده مجموعة من الخبراء الأمميين وقدم إلى رئيس مجلس الأمن الدولي في 20 يناير 2020، أشار إلى أن الدول الأعضاء في المجلس ذكرت في تقاريرها أن هجمات قوات النخبة الشبوانية ساعدت في تقييد مقاتلي تنظيم القاعدة في محافظة شبوة اليمنية. ووقعت تلك الهجمات في جبال المحافظة ووديانها وأوديتها التي يختبئ فيها أفراد تنظيم القاعدة وقادته. ونتيجة لذلك -يضيف التقرير- أصبح من العسير بل من المستحيل أحياناً أن يتنقل أفراد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بحرية في مقاطعات عتق وعزان والصعيد والحوطةً.
ويقول التقرير بأن "معظم قبائل مأرب تتعاطف مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وهذا يمنح التنظيم قدرته على التنقل بحرية في أغلب أنحاء المحافظة".
قاسم الريمي
أصبح الريمي مدرباً للقاعدة في أوائل العشرينات من عمره، ووفقاََ لوزارة الخارجية الأمريكية، "درب الإرهابيين في معسكر للقاعدة في أفغانستان في التسعينيات".
بعد عودته إلى اليمن، أُلقي القبض عليه في عام 2005 وحُكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة التخطيط لاغتيال السفير الأمريكي في اليمن. ومع ذلك، استطاع الهرب في عام 2006، وعاد إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في عام 2009. وقد أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية الريمي في قائمتها الخاصة بالإرهاب العالمي، وتم إضافته أيضاً إلى القائمة الموحدة للجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة 1267. كما يذكر موقع المجلس الأطلس في تقريره المنشور الجمعة الماضية.