> أكرم باشكيل
تقف القضية الجنوبية اليوم على مفترق طرق في لحظة مفصلية من تاريخها السياسي برمته بعد أن قارب الموعد الزمني لتنفيذ اتفاق الرياض على الانتهاء في الوقت الذي لم ينفذ الطرف الثاني المتمثل بـ(الشرعية) بنود الاتفاق المزمنة عليه، وهنا يأتي دور راعي الاتفاق بإلزامه بالتنفيذ، وهو ما نراه غير ممكن في ظل التغيير في مسار الحرب في جبهة نهم بمأرب والجوف، وما يمثل ذلك المشهد العسكري من تغيير في الخارطة العسكرية للضغط على دول التحالف لإيقاف تنفيذ اتفاق الرياض والتملص من الاستحقاق السياسي الذي يمثله، ناهيك عن الالتزام العسكري.
إن على المجلس الانتقالي اليوم مسؤولية وطنية في كيفية التعامل مع هذا الواقع، خاصة فيما يتعلق بمسائل الالتزام بتنفيذ الاتفاق وكيفية متابعة الموقف مع الدولة الراعية له ووضعها أمام مسؤولياتها من التنفيذ من جانب الطرف الآخر، وكيفية التعامل معه بالقوة لإجباره على تنفيذ كافة البنود أو تمكين المجلس الانتقالي من تنفيذه من طرف واحد وتقديم له كل الإمكانيات نحو بلوغ ذلك مع المساندة من الدول الراعية للاتفاق إقليميا ودوليا.
ما يمكن قراءته من تداعيات الأحداث في المشهد اليمني أن جوهر الصراع في عمقه سياسيا بين الشمال والجنوب، وأن كل ما عداه هو تحصيل حاصل وتمظهرات لمحاولة خروجه عن جوهره الحقيقي الذي باتت ملامح تشكلاته الأخيرة تجسد بدون شك هذه الحقيقة التي يجب على اللاعبين إدراكها وعدم انطلاء اللعبة عليهم بتفرعات الصراعات البينية الشمالية، وإظهارها بمظهر التعدد والتنوع لطمس هوية القضية الجنوبية من خلال سياستهم المتبعة لخلط الأوراق.