> «الأيام» غرفة الأخبار

كشفت تقارير إعلامية، أمس، عن تبني حسابات تابعة للحراك المناهض للتحالف العربي في المهرة بقيادة الشيخ القبلي علي سالم الحريزي الموالي لحزب الإصلاح جناح قطر، على مواقع التواصل الاجتماعي مسؤولية الهجوم الذي تعرضت له قوة عسكرية يمنية سعودية مشتركة أمس الأول قرب منفذ شحن على الحدود مع سلطنة عمان.

وأشارت التقارير إلى أن الكمين هدفه السياسي "الالتفاف على نجاحات التحالف العربي وخاصة القوات السعودية في المهرة وسيطرتها مع قوة يمنية على منفذ (شحن) الإستراتيجي".
وقتل 5 جنود يمنيين وأصيب آخرون، في الكمين الذي وقع في الطريق بين مديريتي "حات" و "شحن"، جراء استهداف رتلهم العسكري بواسطة صواريخ محمولة على الكتف.

وفيما نفت ما تسمّى لجنة اعتصام المهرة، التي تموّلها مسقط والدوحة وتتبنى مطالب طرد ما تصفه بـ "الاحتلال السعودي" من المحافظة، علاقتها بالحادث، نقلت وسائل إعلام حوثية عن مصادر قبلية مقربة من الحراك المناهض للتحالف العربي قيام كيان يطلق على نفسه "المقاومة المهرية" بتنفيذ العملية.

صحيفة العرب الصادرة من لندن نشرت أمس تقريرا عن تفاصيل وخفايا الكمين حيث نقلت عن مصادر خاصة القول بأن العملية "تهدف لإرباك المشهد في محافظة المهرة وخلط الأوراق، وعكس نتائج التحرك العسكري الذي نفّذه التحالف العربي لإعادة السيطرة على منفذ "شحن" الحدودي الذي تؤكد المصادر أنه بات أحد المصادر الرئيسية لتهريب الأسلحة للميليشيات الحوثية.

وحسب التقرير فقد أثار انتشار قوات تابعة للتحالف العربي في منفذ "شحن" موجة من الغضب لدى شخصيات قبلية وعسكرية وسياسية يمنية محسوبة على قطر دأبت على تنفيذ احتجاجات مطالبة بمغادرة التحالف العربي للمحافظة.

وجاء كمين أمس الأول في وقت صعد مسلحون تابعون للحريزي الاسبوع الماضي من تحرّكاتهم تجاه قوات التحالف من خلال محاولات فاشلة لمنع وصول قوات سعودية إلى المنفذ البري الإستراتيجي مع سلطنة عمان الذي تفيد تقارير رسمية ومن بينها تقرير لجنة الخبراء التابع للأمم المتحدة "استخدامه في تهريب السلاح والمال للحوثيين". ويصف مراقبون الشيخ القبلي علي سالم الحريزي بـ "رجل قطر الأول في المهرة". وكان الحريزي الذي ينتمي لحزب الإصلاح يشغل منصب وكيل محافظة المهرة قبل إقالته العام الماضي. 

وأمس الأول عين الرئيس هادي محافظا جديدا لمحافظة المهرة هو البرلماني عن حزب المؤتمر الشعبي العام محمد علي ياسر خلفا لمحافظ المهرة السابق راجح سعيد باكريت الذي عينه هادي عضوا في مجلس الشورى.
وفي هذا السياق تكشف صحيفة العرب عن مصادر سياسية خاصة عن سعي التيار الموالي للدوحة في الحكومة اليمنية لإفراغ إجراءات التحالف في المهرة من محتواها، من خلال تعيين ضابط محسوب على وزير الداخلية المنشق أحمد الميسري الذي يقيم في مسقط، مشرفا على منفذ "شحن" الحدودي في أعقاب استعادة المنفذ، ونشر قوات الشرطة العسكرية التي يقودها العميد محسن مرصع الكازمي.

وقالت المصادر إن المسارعة لإقالة محافظ المهرة راجح باكريت، بعد أيام قليلة من اصطدامه مع تيار قطر في المهرة "بعث برسائل سلبية تؤكد على حجم نفوذ الدوحة في مؤسسات الشرعية اليمنية، وقدرتها على إلحاق الضرر بأيّ شخصية يمنية تعرقل أجندتها".

ولفتت المصادر إلى أن إقالة باكريت وإن جاءت في الظاهر "استجابة لشكاوى قديمة من التحالف على خلفية علاقاته المزدوجة مع عدد من الأطراف الإقليمية وسماحه بدخول العشرات من الضباط الأتراك إلى اليمن عبر المهرة تحت غطاء المنظمات الإغاثية، إلا أن توقيت إقالته يرتبط بشكل وثيق بخلافه الأخير مع أجندة الدوحة في محافظة المهرة ودوره في إعادة انتشار قوات التحالف في منفذ شحن".

وطبقا للصحيفة، اعتبرت المصادر "تعيين محمد علي ياسر محافظا جديدا للمهرة، تحت ذريعة تخفيف أسباب التوتر في المحافظة، ومحاولة لاحتواء تداعيات الالتفات المفاجئ لدور المهرة ومنافذها البرية في تهريب الأسلحة للحوثيين، ومنح فرصة لتيار "الدوحة" لإعادة ترتيب أوراقه". معتبرة في هذا الجانب بأن الرهان على شخصية المحافظ الجديد، التي توصف بالسلبية في إدارة الملفات وارتباطه بمراكز النفوذ الإخوانية، بالرغم من انتمائه لحزب المؤتمر الشعبي العام، بحسب الصحيفة، "هي الوصفة التي تسهّل من عملية تمرير المشروع القطري في المحافظة لاستمرار دعم الحوثيين، وتحويل المهرة إلى مركز متقدم لأنشطة قطر في الملف اليمني".​