> تقرير/ رائد محمد الغزالي
تعاني منطقة بنا الأسفل، بلاد الداعري، التي تعد آخر منطقة في مديرية ردفان بمحافظة لحج من الجهة الشرقية، والقريبة من منطقة باتيس بمديرية خنفر التابعة لمحافظة أبين بسبب غياب الخدمات الأساسية في العديد من الجوانب، ما شكل عبئاً كبيراً على طبيعة وأسلوب حياة المواطنين هناك.

عبارتي الجسر كانتا آخر خيار
مدير مدرسة المنطقة في الخلا سيف عبدالله سعيد قال إن "التدريس تحت الجسر وداخل العبارتين وإلى جانب أشجار السمر كان خياراً صعباً اتخذناه لعدم توافر خيار آخر"، حيث تضم العبارتين أكثر من 70 تلميذاً وتلميذة من الصف الأول حتى الرابع بقوام 3 معلمين فقط.
وأكد المدير أن هذا الخيار يعبر عن كل أشكال المعاناة، قائلاً: "بدأنا بإعطاء المناهج الدراسية واتخاذ العبارتين كفصول منذ العام 2005م، ورأينا أن هذه الخطوة وإن كانت صعبة، مناسبة بدلاً من حرمان أطفال المنطقة من التعليم".

عبارتي الجسر كانتا آخر خيار للمدرسة
الطاقم البسيط فيما يسمى مدرسة يعمل بجهود ذاتية لتسيير العملية التعليمية، ذلك أن جميع الاحتياجات التي تتطلبها العملية التعليمية معدومة، متحملين كافة الضغوط والظروف ليتحصل أبناء المنطقة على التعليم.
الحاجة إلى تدخلات عاجلة
قابلنا أحد وجهاء المنطقة العقيد ثابت حسين مقبل الذي قال إن الحديث عن وضع المنطقة واحتياجاتها عبر صحيفة «الأيام» يمثل خطوة أولى في سبيل إيصال المعاناة التي يتكبدها سكان المنطقة، موضحاً أن بنا يوجد بها حمامات بخارية لعلاج الأمراض الجلدية، لكنها تحتاج إلى مساعدات في جوانب هامة تعالج أوضاع الأهالي المتعثرة، كجانب المياه والكهرباء والمساعدات الغذائية والتعليم، مؤكداً أن الصبر هو السلاح الذي يبقيهم صامدين أمام كل تلك التحديات.

واعتبر مقبل أن ما قدمته المنطقة من قوافل شهداء في ثورات الوطن المتعاقبة منذ الاحتلال البريطاني لما يشفع لها فهي محرومة من المشاريع الخدمية من قبل السلطات المتعاقبة حتى المنظمات الدولية الداعمة، إذ إن جميعهم ارتضى أن يدرس أبناء المنطقة تحت الجسر معرضين للرياح وخطر السيول.
بادرة أمل
عضو المجلس المحلي في المديرية جميل مهدي حيدرة أكد لـ«الأيام» أنه بادر بتقديم مذكرة لقيادة السلطة المحلية بضرورة تنفيذ تدخل عاجل لإنقاذ مستقبل الأطفال الذين يدرسون في العراء.
وتفاعل مدير عام المديرية المعين من قبل المحافظ مشعل سيف جيوب مع المذكرة، وقام بزيارة المنطقة للاطلاع على المكان الذي يدرس فيه الأطفال، وكذا التعرف عن قرب على المشاكل والمعوقات التي يعاني منها الأهالي التي تضمنت حتى تغطية شبكات الاتصالات.