> أميمة راجح:
كانت الأرض جرداء، قاحلة، عقيمة، يمر عليها الماء فلا تنتفع ولا تنبت، حتى الطيور لا تمر من فوقها، كأنها أرض ملعونة، حين أتى أخو مسلم وهو رجل ثوبه قصير ولحيته طويلة وعلى جبهته علامة عجيبة، وجبته بيضاء صافية، يستغفر كثيرا ويغض بصره ولا يدري أحد ما في صدره، رفع بناء ضخم فوق تلك الأرض، سماه دار القرآن، تجمع الصبيان والبنات فيه يتدارسون القرآن ويرتلونه صبحا ومساء، في الليل حين يبقى وحدهم الطلاب في غرفهم، يسمعون أصوات غريبة، الموتى يصيحون، والنوافذ تفتح وتغلق، رفعوا شكوى عظيمة لأخو مسلم قالوا فيها:
"أن الدار لابد يسكنها الجآن "
أمر أخو مسلم الطلاب بمغادرة الدار حتى إشعار آخر.
تلك الليلة قال الجيران أن أخو مسلم عقد اتفاقا مع مخلوقات ليلية لم يستطع أحد رؤيتها أو سماعها.
وبعدها عدنا للدار أنا وكل الطلاب، ووجدنا فيها طالبا جديدا لم نره من قبل عرفنا على نفسه واندمج مع حلقتنا ببساطة، كان شابا خلوقا، لطيف الكلام حاضر الذهن، ذكيا لماحا ونبيها وحافظا، دمث الأخلاق، رافقته حتى في النوم.
مر عامان والدار صار ساكنا مطمئنا لا أصوات ولا حركات فيه.
ويوم من الأيام كنت وزميلي الشاب الخلوق في ساحة الدار نلتهي ببعض الأحاديث وفاتنا موعد الحلقة وحين أدركنا ذلك قمنا مستعجلين نحو الصف فلما كنا ببابه طلبت من زميلي ذاك إطفاء الأنوار، كان عليه أن يمر حتى نهاية الطارود الطويل جدا لفعل ذلك لكنه عوضا عن ذلك مد يده فاستطالت واستطالت وأنا انظر كلي دهشة وفزع.
بعد الحلقة ذهبت لأخو مسلم أقص عليه ما رأيت وكنت قد أعددت قسما عظيما ليصدقني لكن أخو مسلم استمع لي في صمت ولم يكذبني ثم طلب مني أن أخبر ذلك الشاب بضرورة تواجده في مكتبه خلال لحظات.
بعد نصف ساعة وقفت خلف باب المكتب يقتلني الفضول ويشدني نحو التجسس وسمعت ما لا يصدقه بشر، لقد كان ذلك الشاب جني مسلم اتفق مع مدير الدار على أن يتعلم القرآن مقابل أن لا يؤذي الطلاب لكنه أخلف وعده وحان موعد رحيله.
وقفت بباب المكتب بعزيمة وإصرار انتظر خروجه لأودعه لكن وحده أخو مسلم من خرج من مكتبه ليبقى المكتب بعده فارغا إلا من بقايا قصة طواها الزمن كأسطورة لا يدل عليها سوى صياح ما بعد منتصف الليل في تلك الدار.
"أن الدار لابد يسكنها الجآن "
أمر أخو مسلم الطلاب بمغادرة الدار حتى إشعار آخر.
تلك الليلة قال الجيران أن أخو مسلم عقد اتفاقا مع مخلوقات ليلية لم يستطع أحد رؤيتها أو سماعها.
وبعدها عدنا للدار أنا وكل الطلاب، ووجدنا فيها طالبا جديدا لم نره من قبل عرفنا على نفسه واندمج مع حلقتنا ببساطة، كان شابا خلوقا، لطيف الكلام حاضر الذهن، ذكيا لماحا ونبيها وحافظا، دمث الأخلاق، رافقته حتى في النوم.
مر عامان والدار صار ساكنا مطمئنا لا أصوات ولا حركات فيه.
ويوم من الأيام كنت وزميلي الشاب الخلوق في ساحة الدار نلتهي ببعض الأحاديث وفاتنا موعد الحلقة وحين أدركنا ذلك قمنا مستعجلين نحو الصف فلما كنا ببابه طلبت من زميلي ذاك إطفاء الأنوار، كان عليه أن يمر حتى نهاية الطارود الطويل جدا لفعل ذلك لكنه عوضا عن ذلك مد يده فاستطالت واستطالت وأنا انظر كلي دهشة وفزع.
بعد الحلقة ذهبت لأخو مسلم أقص عليه ما رأيت وكنت قد أعددت قسما عظيما ليصدقني لكن أخو مسلم استمع لي في صمت ولم يكذبني ثم طلب مني أن أخبر ذلك الشاب بضرورة تواجده في مكتبه خلال لحظات.
بعد نصف ساعة وقفت خلف باب المكتب يقتلني الفضول ويشدني نحو التجسس وسمعت ما لا يصدقه بشر، لقد كان ذلك الشاب جني مسلم اتفق مع مدير الدار على أن يتعلم القرآن مقابل أن لا يؤذي الطلاب لكنه أخلف وعده وحان موعد رحيله.
وقفت بباب المكتب بعزيمة وإصرار انتظر خروجه لأودعه لكن وحده أخو مسلم من خرج من مكتبه ليبقى المكتب بعده فارغا إلا من بقايا قصة طواها الزمن كأسطورة لا يدل عليها سوى صياح ما بعد منتصف الليل في تلك الدار.