وعَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا مُوسَى الْوَفَاةُ قَالَ: يَا بَنِيَّ! اذْكُرُوا صَاحِبَ الرَّغِيفِ كَانَ رَجُلٌ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَةٍ أَرَاهُ سَبْعِينَ سَنَةً لا يَنْزِلُ إِلا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ قَالَ: فَشَبَّهَ أَوْ شَبَّ الشَّيْطَانُ فِي عَيْنِهِ امْرَأَةً فَكَانَ مَعَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ أَوْ سَبْعَ لَيَالٍ ثُمَّ كُشِفَ عَنِ الرَّجُلِ غِطَاؤُهُ فَخَرَجَ تَائِبًا.
[توبة راهب من بني إسرائيل]
عن الأعمش عن أبي سفيان عن مغيث ابن سمي قال: تعبد راهب من بني إسرائيل في صومعة ستين سنة فنظر يومًا في غب سماء فأعجبته الأرض فقال: لو نزلت فمشيت في الأرض ونظرت فيها.
فأدركه الموت على تلك الحال.
قال: وجاء سائل فأعطاه الرغيف ومات.
قال: فجيء بعمل ستين سنة، فوضع في كفة. قال: وجيء بخطيئته فوضعت في كفة فرجحت بعمله.
قال: وجيء بالرغيف فوضع مع عمله فرجح بخطيئته.
وَكَانَ كُلَّمَا خَطَا خُطْوَةً صَلَّى وَسَجَدَ فَآوَاهُ اللَّيْلُ إِلَى دُكَّانٍ عَلَيْهِ اثْنَا عَشَرَ مِسْكِينًا فَأَدْرَكَهُ الْعَيَاءُ فَرَمَى بِنَفْسِهِ بَيْنَ رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ وَكَانَ ثَمَّ رَاهِبٌ يَبْعَثُ إِلَيْهِمْ كُلَّ لَيْلَةٍ أَرْغِفَةً فَيُعْطِي كُلَّ إِنْسَانٍ رغيفاً فجاء صاحب الرغف فَأَعْطَى كُلَّ إِنْسَانٍ رَغِيفًا وَمَرَّ عَلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي خَرَجَ تَائِبًا فَظَنَّ أَنَّهُ مِسْكِينٌ فَأَعْطَاهُ رَغِيفًا فَقَالَ لَهُ: الْمَتْرُوكُ: مَا لَكَ لَمْ تُعْطِنِي رَغِيفِي؟ فَقَالَ: تَرَانِي أَمْسَكْتُ عَنْكَ؟ سَلْ هَلْ أَعْطَيْتُ أَحَدًا مِنْكُمْ رَغِيفَيْنِ؟ قَالُوا: لا فَقَالَ: وَاللَّهِ لا أُعْطِيكَ اللَّيْلَةَ شَيْئًا! فَعَمَدَ التَّائِبُ إِلَى الرَّغِيفِ الَّذِي دَفَعَهُ إِلَيْهِ فَدَفَعَهُ إِلَى الرَّجُلِ الَّذِي تَرَكَ فَأَصْبَحَ التَّائِبُ مَيِّتًا قَالَ: فَوُزِنَتِ السَّبْعُونَ بِالسَّبْعِ لَيَالٍ فَرَجَحَتِ اللَّيَالِي فَوُزِنَ الرَّغِيفُ بِالسَّبْعِ لَيَالٍ فَرَجَحَ الرَّغِيفُ.
فَقَالَ أَبُو مُوسَى: يَا بَنِيَّ! اذْكُرُوا صَاحِبَ الرَّغِيفِ.
عن الأعمش عن أبي سفيان عن مغيث ابن سمي قال: تعبد راهب من بني إسرائيل في صومعة ستين سنة فنظر يومًا في غب سماء فأعجبته الأرض فقال: لو نزلت فمشيت في الأرض ونظرت فيها.
قال: فنزل معه برغيف فعرضت له امرأة فتكشفت له، فلم يملك نفسه أن وقع عليها.
قال: وجاء سائل فأعطاه الرغيف ومات.
قال: فجيء بعمل ستين سنة، فوضع في كفة. قال: وجيء بخطيئته فوضعت في كفة فرجحت بعمله.
قال: وجيء بالرغيف فوضع مع عمله فرجح بخطيئته.