> عدن "الأيام" خاص

وجهت جريدة "الرياض" السعودية أمس الأحد انتقاداً غير مسبوق للأمم المتحدة، واعتبرت دورها متخاذلاً أمام الجرائم التي ترتكب ضد المدنيين في سوريا واليمن.

وقالت الصحيفة، وهي أكبر صحف البلاد الرسمية والمقربة من الديوان الملكي السعودي في افتتاحيتها أمس التي عنونتها بـ "نعي الأمم المتحدة"، إن دور الأمم المتحدة مشبوه في سوريا واليمن، حيث يبدو تغاطيها عن جرائم ضد المدنيين.

وقالت الصحيفة: "بقدر ما يمعن نظام بشار الأسد في حربه الوحشية ضد السوريين -والمدنيون منهم في المقام الأول- بقدر ما تتفسخ أكذوبة حلول عصر حقوق الإنسان، ووصول الإنسانية إلى مرحلة ترسيخ مبادئ السلام والأمن بصفة عالمية وبمشيئة جماعية، وفي هذا السياق بات مكرراً حد الملل الحديث عن تباين قيمة الإنسان في عرف المنظمات الدولية، وفي سياسات الدول العظمى، حين يؤدي موت إنسان لقيام قائمة دول ومنظمات ووسائل إعلام، فيما يمر القتل اليومي لأطفال ونساء ومسنين في سورية بوصفه خبراً عابراً لا يستحق التعليق إلا ببضع عبارات محفوظة لرفع العتب".

وأضافت: "ما هو أنكى من ذلك أن يتضح أن منظمة دولية كبرى كالأمم المتحدة -أنشئت أساساً لترعى السلام العالمي، ولتشكل ضميراً موحداً للإنسانية- أصبحت عوناً للطاغية، عوض أن تكون نصيرة لضحاياه، إذ كشف معهد أميركي إنفاق المنظمة نحو 70 مليون دولار في فندق بدمشق بين عامي 2014 و2019، رغم خضوع الفندق ومالكه لعقوبات الخزانة الأميركية بسبب تمويل الفندق لنظام الأسد، وبالطبع ذهبت مئات الملايين هذه من العملة الصعبة لدعم حرب الأسد الوحشية، وتمويل مليشيات القتل المستوردة".

وعرجت الصحيفة على خجل في ختام افتتاحيتها حول قضية اليمن والحرب المستمرة للعام السابع وقالت، "المواقف المريبة للأمم المتحدة، ليست حصراً في سورية بالطبع، إذ تتكرر هذه السياسات المشبوهة في اليمن أيضاً، وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وخصوصاً في ملف حقوق الإنسان المزعومة التي ترفع حيناً وتضمر حيناً آخر، حيثما تتجه رياح السياسة واستراتيجيات الابتزاز وتوجيه المصالح، هذا الانكشاف الأممي يجعل التوقيت مناسباً لتبني دعوة عربية وعالمية إلى ضرورة إصلاح الأمم المتحدة، أو بمعنى أدق إعادة بنائها على أسس جديدة، تجسد بحق المعايير الأممية والضمير العالمي، لا أن تكون نادياً لقوى محدودة ترسم مصائر العالم، وتشهر "الفيتو" سيء السمعة كلما عنّ لها لحماية مجرم، أو إطالة عمر طاغية، أو سرقة حقوق شعب من الشعوب".