> نبيل خالد الميسري
- مواطنو الست المحافظات هم المعنيون برسم مشروع التغيير في الجنوب
- مرجعيه فكرية جنوبية من مهامها تشكيل لجنة صياغة الدستور
قال تعالى: "والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر". صدق الله العظيم
أهلي وأحبتي جنوبا وشمالا
كوني مواطنا من عدن المدنية، عاصرت لأكثر من ستة عقود أهم المحطات منذ منتصف القرن الماضي، ولتربيتنا المحافظة المتنورة، أجد واجبا علينا - ونحن نرى أسوأ وضع تمر به بلادنا وأهلنا، ويرافق ذلك يأس لدى نخبها واستلامهم للواقع أن نحاول أن نقرأ بروح التفاؤل كيفية الانطلاق، رغم كل هذه التعقيدات لفضاء أوسع بمشاركة الجميع.
أتقدم بتصور لنجاح حوار جامع بأدوات جديدة وآلية مميزة مختلفة عن كل سابقاتها لا ترفع ولا تقصى أحدا، بل لتساوي في كل شيء هو القاسم المشترك.
الرجاء قراءتها من منظار المصلحة المشتركة، فلا مصلحة شخصية لكاتبها، ولا ينتمي لأي مكون، كونه يحترم حق الجميع بالبحث عن مصالحهم، ما دامت لا تلغي مصالح الآخرين، ولا يتعصب لأي شكل كونه يحمل فكرا مدنيا منذ نعومة أظافره، وبنفس الوقت لم يصمت أبدا أمام الظلم، وخير دليل مواقفة ومقالاته. الهدف استبعاد اليأس وتقديم أفكار لتداولها عسى أن يتشكل رأي عام حولها إذا ما تم استيعاب جوهرها، ونحن جاهزون للتوسع بشرحها إن لزم الأمر.
واقعنا اليمني أصبح أكثر تعقيدا لأسباب ذاتية وموضوعية نعلمها جميعا، وسيزداد سوء لو استمررنا ندور حول أنفسنا، فالأدوات متصارعة على السلطة والثروة، ولا تملك مشروعا شاملا وفاقدة قرارها، وبنفس الوقت نلاحظ تشتت النخب بين موالي ومصلحي ومتعايش ويائس أمام المواطنين، وهم من يدفع الثمن فقد أوصلوهم لشحت لقمة العيش ومعاناة مرارة الحياة اليومية، ولا حول لهم ولا قوة، لكنهم شاهد على ما جرى ويجري، ويترقبون الفرصة لتغيير حقيقي.
بناء المستقبل يحتاج أدواته الخاصة به، فالأدوات الحالية التقليدية التي ساهمت بشكل كبير لهذا الواقع والحديثة، كلاهما يمثلان فكر الماضي الذي فشل في تحقيق أبسط الأحلام، لذا على هذه المكونات استيعاب ذلك قبل فوات الأوان، ونتقبل متطلبات التغيير للمصلحة الوطنية العليا ليكونوا جزءا من الأدوات الجديدة، كما أن النخب عليها أن تكون طليعة حمل الراية نحو المستقبل، وأمام المواطنين فرصة ثمينة للالتفاف حول الأدوات الجديدة الأقرب لاستيعاب مصالحهم ومصالح أجيالهم المتعاقبة بل ومناطقهم.
> الجنوب:
كلنا نعلم أن عدن والسلطنات والإمارات والمشيخات البالغ عددها ثلاثا وعشرين أصبحت ست محافظات، ولها أكثر من خمسة عقود، ونعلم أيضا أن الجميع على قناعة تامة باستبدال المركزية إلى فيدرالية أي أن الجنوب يمثل بمحافظاته الست (عدن، لحج، أبين، شبوة، حضرموت، المهرة وسقطرى)، وبالتالي، مواطنوها هم من يرسم مشروع التغيير من خلال ممثلين مختارين سواء بالية انتخابية أو بمعايير متفق عليها، وفي كلا الحالتين يسمى الممثلون المختارون لكل محافظة بمرجعية فكرية مؤقتة للمحافظة، وتتشكل على النحو التالي:
عدن 99 + 45 = 144 عضوا
لحج 99 - 9 =90 عضوا
أبين 99 - 9 = 90 عضوا
شبوة 99 - 9 = 90 عضوا
حضرموت 99 - 9 = 90 عضوا
المهرة وسقطرى 99 - 9 = 90 عضوا
وتتوزع بين مديرياتها بالتساوي
2 - الاتجاهات الرئيسة الثلاثة، وهي (المحافظ - المعتدل - العلماني) بالتساوي، أي لكل اتجاه 594 ÷ 3 = 198 عضوا، وتتوزع بين أجنحتها بالتساوي 198 ÷ 3 =48 يمين - وسط – يسار.
3 - الشرائح الثلاث بالتساوي وهي:
1 - شريحة حكام وزعماء وسياسيين 198 عضوا.
2 - شريحة خبرات سابقة وكفاءات وطاقات مبدعة 198 عضوا.
3 - تنوع 198 عضوا.
4 - الأجيال الثلاثة بالتساوي
جيل أول من 65 وما فوق 198 عضوا.
جيل وسط من 41 – 64، 198 عضواً.
جيل شباب من 18 – 40، 198 عضوا.
5 - الجنس بالتساوي أو بحده الأدنى 2/1
ذكور 297 - 396
إناث 297 -198
تبدأ العملية على المستوى الأفقي في إطار كل محافظة لاختيار المواطنين ممن بلغ الثامنة عشرة وما فوق، الاتجاه الذي يلبي مصالحه من بين الاتجاهات الثلاثة (المحافظ، المعتدل، العلماني) على ضوء تبني الاتجاه للحلول العادلة للقضايا المحورية الرئيسة وهي كالاتي:
> القضايا المحورية الرئيسة:
1 - القضية الجنوبية
2 - دولة جنوبية مدنية فيدرالية حديثة.
3 - وضع عدن المستقبلي.
> الاتجاه المحافظ
إقليمان و حق تقرير المصير
دولة بستة أقاليم
عدن مدينة بقانون خاص.
> الاتجاه المعتدل
كونفدرالية من دولتين بعقد جديد في إطار أوسع.
ثلاثة أقاليم
إقليم مستقل
> الاتجاه العلماني
فك الارتباط ودولتان متجاورتان
متنوع الأقاليم
عاصمة ومنطقة حرة
تعقد كل مرجعية فكرية لكل محافظة اجتماعا لأعضائها من الثلاثة الاتجاهات، ويصيغ ثلاث مسودات تمثل الاتجاهات الثلاثة للحلول العادلة للقضايا الأساسية التالية:
1 - تقسيم إداري مناسب
2 - تعريف الهوية وعلاقة الجذور
3 - التدرج من القبيلة إلى المدنية
4 - توزيع عادل للثروة
5 - أولويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية
يعقد اجتماع عام لكل اتجاه بشكل مستقل على المستوى الرأسي للجنوب
ويناقش كل اتجاه مسودات المحافظات الست الخاصة به ويصيغ ثلاثة مشاريع تمثل الاتجاهات الثلاثة للحلول العادلة للقضايا المحورية الرئيسة والقضايا الأساسية، كما تناقش الاتجاهات الثلاثة الحلول العادلة للقضيتين الأساسيتين التالية:
1 - معالجة أخطاء الماضي والحاضر.
2 - توازن التحالفات (محلية، إقليمية، دولية)
وتقدم الاتجاهات الثلاثة مشاريعها للحلول العادلة أعلاه إلى مؤتمر عام جنوبي – جنوبي.
تعتبر رئاسات الاتجاهات الثلاثة لجنة تحضيرية للمؤتمر العام
> المؤتمر العام الجنوبي الجنوبي
- يشارك في المؤتمر العام كل أعضاء الاتجاهات الثلاثة البالغ عددها 594 عضوا، بواقع 198 عضوا لكل اتجاه بالتنوع التساوي المقر.
1 - صيغة مشتركة ثلاثية
2 - صيغة ائتلافية ثنائية
3 - ثلاث صيغ مستقلة ترفع للمرجعية الفكرية الجنوبية اذا لم يتم اختيار (1 أو 2) من الخيارات أعلاه.
ويشكل المؤتمر العام مرجعية فكرية جنوبية من 594 عضوا، ونظاما أساسيا لها، مشكلة من ثلث الاتجاهات الثلاثة المشاركة في المؤتمر وثلثين من خارجها بنفس التنوع والتساوي المقر.
> المهمة الحالية للمرجعية الفكرية الجنوبية الآتي:
1 - إقرار الصيغة المثلى للحلول العادلة للقضايا المحورية الرئيسة والقضايا الأساسية من بين الصيغ المرفوعة من المؤتمر العام.
2 - تشكيل لجنة صياغة مشروع دستور جديد يستفتى عليه شعبيا.
المهمة الدائمة للمرجعية الفكرية الجنوبية تتمثل في حفظ وصيانة الدولة وفقا لنظامها الأساسي المقر بالمؤتمر.
هذه الأدوات الجديدة والآلية المميزة تعبر عن تحول في الفكر ومشاركة أوسع لصياغة مشروع المستقبل الذي يحقق الأمن والاستقرار وحياة حرة وكريمة وعادلة للجميع، وكل ذلك من أجل الوصول لمكانة رائدة بين الأمم.
نجاح النموذج في الجنوب يساعد على الإسراع في تطبيقه بالشمال ويخلق علاقة مثلى للأجيال القادمة ويؤسس لقاعدة أوسع لبناء نظام اتحادي للمنطقة يخدم شعوبها.
*نائب وزير خارجية سابق