لكل بلد عربي، عنوان للمباهاة: الأهرامات المصرية، شرائع حمورابي العراقية، قبلة المسلمين الكعبة المشرفة والمسجد النبوي الشريف لدى العربية السعودية، المسجد الأقصى والإبراهيمي في فلسطين وكناؤسها المقدسة الثلاثة: الميلاد والبشارة والقيامة، ونتباهى الأردنيين مثلهم بالبحر الميت والبتراء وجبال رم وصحرائها، أما اليمن فنرتبط به ومعه لأنه أصل العرب وجذرهم.
الوحدة اليمنية، سببت القلق والخوف، لأطراف إقليمية ودولية، فعملت على تفجيره وتمزيقه من الداخل، والأطراف اليمنية الرئيسة: حزب المؤتمر الشعبي برئاسة علي عبدالله صالح، وحزب الإصلاح برئاسة عبدالله الأحمر، لم يوفقا في الحفاظ على خيار اليمنيين الوحدوي ونجاح شروطها، وجعلوا الحزب الاشتراكي برئاسة علي سالم البيض، الذي اختار طريق الوحدة، ودمج الجنوب مع الشمال معزولا، وبسطا سيطرتهما على الجنوب، بدون أدنى اعتبار لوعي الجنوبيين وتطلعاتهم نحو التعددية وتداول السلطة فعانوا من التهميش والتضييق والعزلة.
ولهذا على الرغم من ضعفه وإمكاناته الاقتصادية المحدودة، كان مؤثرا يُحسب له وعليه تحركاته، لأنه مثل العواصف الهائجة لا يترك لليابسة أن تُقرر مصيره ومصيرها، وها هو يؤكد أن كل التدخلات والأسلحة الفتاكة المتطورة لا تُرغمه على الإذعان والاستكانة، وهذا يعود أصلا لمعدن شعبه المتمرد وجغرافية صخوره الحادة التي لا تستكين.
أولهما حاجة البشر للكرامة والعدالة والتعددية والديمقراطية وتداول السلطة والاحتكام إلى صناديق الاقتراع.
وثانيهما استغلال الولايات المتحدة وحلفائها لحاجة المواطنين العرب للتغيير فوظفت أدواتها، نحو استغلال احتياجات المواطنين وقيادة تحركاتهم من قبل أدواتها المنظمة الممولة.
لقد وجدت الولايات المتحدة وقياداتها تشيني، وولفويتز، ورامسفيلد، وجدوا أن النظام العربي صديقهم ولّد أربع مفردات هي: العنف والتطرف والإرهاب والعداء للغرب، فقررت واشنطن العمل على تغييره وفق تعبير كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية مستشارة الأمن القومي عبر: الفوضى الخلاقة.
اليمن كان أحد عناوين الاهتمام الأميركي وحلفائه، فانفجر الصراع المنظم داخله، وأدى إلى:
1- تدمير وحدة اليمن تحت عناوين مختلفة.
2- تجويع شعب اليمن وتشريده.
3- استنزاف القدرات المالية.
4- جعل اليمن أسيرا للخيارات التوسعية الإيرانية.
5- الدفع باتجاه تطبيع العلاقات مع المستعمرة الإسرائيلية.
وبذلك بات اليمن بسبب حدة المواجهات عنوانا للاستنزاف والدمار والخراب لنفسه ولمن حوله، ولكل من تورط في صداماته، ولا يزال.