> صلاح حسن بابان
لم يُبق الحريق لعمر إبراهيم من سيارته سوى هيكلها، وفي خضم حزنه عليها لمعت في ذهنه فكرة قرر على إثرها صنع سيارة من مخلفات المحترقة، مستخدما الخشب.
خمس دقائق كانت كافية بالنسبة لعمر إبراهيم ليطوي صفحة الحزن، ويفتح المجال للفرح والسرور بعد تخطيطه بإعادة سيارته التي احترقت كليًا نهاية عام 2020، ليصنع أخرى، لكن هذه المرة من الخشب، بعيدا عن الشكل المألوف للسيارات.
كلفتها ووزنها
لم يُبق الحريق لإبراهيم من سيارته سوى هيكلها، وفي خضم حزنه عليها لمعت في ذهنه فكرة قرر على إثرها صنع سيارة من المخلفات المحترقة، لكن باستخدام الخشب.
استخدم الرجل العراقي خبرته في مهنته عند صناعة سيارته الجديدة، لكنه ومن أجل جعلها أجمل وفريدة من نوعها، استعان بنجّار أميركي يسكن في نفس المنطقة يُدعى (هندرو) والذي ساعده في استكمال السيارة مقابل 1500 دولار أميركي.

صناعة السيارة استغرقت 5 أشهر، وكلّفت بالمجمل نحو 2200 دولار، وقال للجزيرة نت جميع مكونات السيارة مصنوعة من خشب الجوز باستثناء الإطارات وناقل الحركة (الكير) والمحرّك، ولم يستخدم فيها أي مادة حديدية، وتم تثبيت القطع الخشبية المُستخدمة بالمسامير والبراغي.
يبلغ وزن السيارة نحو طن، وهي تسع شخصين، على عكس السيارة القديمة التي كانت تتسع لـ4 أشخاص فقط، وأمّا طاقاتها الاستيعابية -حسب صانعها- فهي تحمل نصف طن تقريبا دون أيّ مشاكل.
لفت الأنظار
صناعة سيارة خشبية بهذه المواصفات والشكل، جعلها محط أنظار الكثير من المواطنين، وهذا ما دفع البعض أن يعرض على صاحبها مبالغ لشرائها حتى أن أحدهم عرض عليه أن يشتريها مقابل 5 آلاف دولار، إلا أن إبراهيم رفض البيع وهو يؤكد أنه لن يبيعها، ويطمح بصناعة سيارة أخرى وبحجم أكبر وبمواصفات أحدث.

رمز الإبداع بالمدينة
من جانبه، يقترح عبدالستار محمد (42 عامًا) وهو صديق صانع السيارة الخشبية على الجهات الحكومية بوضع السيارة المصنوعة في مكان عام لتصبح رمزا إبداعيا للمدينة، ولاستقطاب أكبر عددٍ من السائحين، ولا سيما أن المدينة فيها الكثير من المناطق السياحية التي تمتاز بمناظرها الخلابة.

سائحة بغدادية
وأمّا رؤى سمير وهي سائحة قدمت مع عائلتها من العاصمة بغداد إلى "قضاء رواندز" لتغيير الأجواء في عطلتها الأسبوعية، تقول إنّ السيارة ومن النظرة الأولى توحي بأنها لا يمكن أن تسير إلا لبضعة أمتار، لكن ما حصل هو العكس.

"الجزيرة"