> الرياض "الأيام" العرب
ونقلت الصحيفة عن أشخاص وصفتهم بأنهم مطلعون على الخطة قولهم، إن من المتوقع أن تحدث الزيارة قريبا ربما في مايو المقبل، فيما يمكن أن يكون أول سفر خارجي للرئيس الصيني منذ بدء جائحة كوفيد - 19.
وأشارت الصحيفة إلى أن الزيارة قد تساعد المملكة على تعزيز علاقاتها مع بكين في وقت تشهد فيه العلاقات مع واشنطن توترا.
ومنذ تولي الرئيس الأميركي جو بايدن السلطة في يناير 2021، تعرضت الشراكة الاستراتيجية بين السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، والولايات المتحدة للاختبار بسبب سجل الرياض في حقوق الإنسان، خاصة في ضوء الحرب في اليمن ومقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في عام 2018.
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع مجلة "ذي أتلانتيك" هذا الشهر إنه "لا يهتم"، وذلك ردا على سؤال عما إذا كان الرئيس الأميركي جو بايدن يسيء فهم أمور تخصه.
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن السعودية تعتزم تكرار الاستقبال الحار الذي قدمته للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2017، عندما زار المملكة في أول رحلة خارجية له كرئيس.
ونقل التقرير عن مسؤول سعودي قوله "ولي العهد وشي صديقان حميمان وكلاهما يدرك أن هناك إمكانات هائلة لتعزيز العلاقات. ليس الأمر مجرد أنهم يشترون منا النفط ونحن نشتري منهم أسلحة".
وتأتي الرحلة وسط تحول جيوسياسي في الشرق الأوسط، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تركيز المزيد من الاهتمام والموارد على آسيا، بينما توسع الصين وروسيا نفوذهما في المنطقة.
وبعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان، يسعى العديد من شركائها الإقليميين إلى إقامة علاقات أمنية واقتصادية جديدة مع قوى أخرى منها الصين.
كما سلطت الحرب في أوكرانيا الضوء على التغييرات الجارية في التحالفات التقليدية في الشرق الأوسط، ورفضت السعودية مطالب الولايات المتحدة بضخ المزيد من النفط للمساعدة في كبح جماح ارتفاع أسعار النفط الخام، وتجاهلت الإمارات الضغط الأميركي وامتنعت عن قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدين الغزو الروسي.
وكانت المملكة العربية السعودية أقامت علاقات عميقة مع ترامب، الذي وقف إلى جانب المملكة في نزاع إقليمي مع قطر، وسحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 الذي عارضته الرياض.
لكن قرار ترامب عدم الرد على هجوم إيراني بطائرة دون طيار وصواريخ على مواقع النفط السعودية الرئيسية في عام 2019، أثار قلق شركاء الخليج الذين اعتمدوا لعقود على الوعد بالحماية الأمنية الأميركية. ونفت إيران أي تورط لها في هجمات على منشآت نفطية.
وتعتبر الصين أكبر مستورد للنفط في العالم وأكبر شريك تجاري للمملكة العربية السعودية، وهي أكبر مصدر للنفط في العالم. كما تحتفظ بكين أيضا بعلاقات دافئة مع إيران، الخصم اللدود للسعودية، والتي يمكن أن تسعى الرياض إلى الاستفادة منها إذا وافقت طهران على اتفاق نووي تم إحياؤه مع الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى.
وتقول الصحيفة إن زيارة شي المفترضة تمثل النقيض لعلاقة الأمير محمد بالرئيس الأميركي جو بايدن، الذي تجنب ولي العهد السعودي بعد أن تعهد خلال حملة عام 2020 بمعاملة المملكة كدولة "منبوذة".
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأسبوع الماضي أن الأمير رفض التحدث مع بايدن في الأسابيع الأخيرة، حيث عملت الولايات المتحدة على تعزيز الدعم الدولي لأوكرانيا واحتواء ارتفاع أسعار النفط.
وساعد هجوم روسيا على أوكرانيا في دفع سعر النفط إلى ما فوق 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ عام 2014، وأشارت الصحيفة إلى أن ارتفاع أسعار النفط يمكن أن يؤدي إلى زيادة التضخم في الاقتصاد الأميركي.
والتقى الرئيس الصيني آخر مرة بالأمير محمد بن سلمان في فبراير عام 2019، ووقّعت السعودية والصين اتفاقيات تعاون اقتصادي بقيمة إجمالية وصلت إلى 28 مليار دولار.
وقالت وكالة الأنباء السعودية حينها إنه "جرى توقيع 35 اتفاقا خلال المنتدى الذي تنظمه الهيئة العامة للاستثمار السعودية"، مضيفة أنه "جرى تسليم أربعة تراخيص لشركات صينية خلال المنتدى"، دون الخوض في التفاصيل.