> غزة «الأيام» نضال المغربي:
انطوت أنباء الهدنة بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي، بعد أخطر قتال في القطاع الفلسطيني المضطرب منذ أكثر من عام بقليل، على مزيج من الارتياح والألم بالنسبة لكثير من أهل قطاع غزة.
فبينما كانت أُسر تنشر غسيلها على الجدران المدمرة وتنقب بين الأنقاض بحثا عن وثائق أو متاع يمكن العثور عليه، كان آخرون يوارون أحباءهم الثرى.
"حياتي انتهت لما استُشهد، أنا وعدته انه عمره الفرح ما بيدخل قلبي".
وأنجبت نجوى ابنها الوحيد الراحل بعد 12 عاما من الزواج وخمس محاولات تلقيح صناعي فاشلة.
وقُتل 44 على الأقل، بينهم 15 طفلا، خلال أعمال العنف التي استمرت 56 ساعة وبدأت يوم الجمعة عندما استهدفت ضربات جوية إسرائيلية قائدا كبيرا بحركة الجهاد الاسلامي. وقال مسؤولو الصحة في غزة إن أكثر من 360 شخصا أُصيبوا بجروح في غارات استمرت مطلع الأسبوع، بينهم 151 طفلا ومراهقا.
وردا على ذلك، أطلقت حركة الجهاد الإسلامي أكثر من ألف صاروخ باتجاه إسرائيل، مما دفع سكان المناطق الجنوبية والوسطى فيها، بما في ذلك مدن كبرى مثل تل أبيب، إلى الفرار للملاجئ.
ومنع نظام القبة الحديدية للدفاع الجوي الإسرائيلي أي أضرار جسيمة أو خسائر بشرية على أراضي إسرائيل، ولم تتوفر مثل هذه الحماية لغزة المحاصرة، إذ يعيش زهاء 2.3 مليون نسمة على مساحة 365 كيلومترا مربعا.
وقال وسام نجم، الذي قُتل أربعة من أبناء أخوته يوم الأحد في مخيم جباليا للاجئين، وهو الأكبر ضمن ثماني مخيمات في غزة تضم فلسطينيين فرت عائلاتهم أو طُردوا من البلدات والقرى خلال حرب 1948 لقيام دولة إسرائيل، "سمعنا انفجار وفزعنا، طلعنا لقينا الأولاد أشلاء. طفل عمره أربع سنوات، لماذا يتم استهداف طفل عمره أربع سنوات؟".
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن حوالي 20 بالمئة من الصواريخ التي تم إطلاقها من غزة أخطأت أهدافها وتسببت في أضرار جسيمة وسقوط ضحايا في القطاع.
وقال مصعب البريم، المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، "هذا جزء من الحرب النفسية الصهيونية التي يمارسونها ضد شعبنا بهدف خلق فجوة بين الشعب والمقاومة التي تحميهم".
وبالنسبة لمعتصم شملخ (28 عاما)، فإن المنزل الذي كان يعيش فيه والذي تعرضت أجزاء منه لأضرار في حرب سابقة عام 2014 تم تدميره بالكامل الآن. وقال شملخ "إحنا الآن ما بعد الحرب، إحنا انقصفت دارنا، مين بده يعيد الركام هدا؟ وين نروح هلقيت؟".
رويترز