> "الأيام" وكالات:

​اقتاد جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الإثنين، سفينة أسطول الحرية "مادلين" إلى ميناء أسدود بعد ساعات من قرصنتها في المياه الدولية في البحر المتوسط واختطاف ركابها الذين ما زال مصيرهم مجهولاً.

وأفاد مصوّر وكالة فرانس برس بأن السفينة وصلت إلى ميناء أسدود في حوالي الساعة 20:45 بالتوقيت المحلي (17:45 ت غ)، وكانت محاطة بسفينتين تابعتين لسلاح البحرية الإسرائيلي.

وكانت عضو أسطول الحرية هويدا عرّاف قد قالت لـ"العربي الجديد"، إن هناك محامين على الأرض في فلسطين المحتلة ينتظرون النشطاء، ويطالبون السلطات الإسرائيلية بوصول فوري إليهم للتأكد من سلامتهم، مشيرة إلى أن الأسطول والمحامين والداعمين لفلسطين يضغطون لضمان سلامة هؤلاء، ويتواصلون مع ممثليهم وسفاراتهم، ومشدّدة على أنه على دولهم الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي. وتشير عرّاف إلى أن طاقم السفينة كان يضمّ نشطاء من فرنسا، وإسبانيا، وهولندا، وألمانيا، وتركيا، والبرازيل، داعية هذه الدول إلى أن تتحرّك لوقف الإبادة الإسرائيلية.


وأكدت عرّاف، قبل وصول السفينة، وهي محامية في مجال حقوق الإنسان، في حديثها مع "العربي الجديد" أن ما حصل على متن السفينة "مادلين" اختطاف غير قانوني في المياه الدولية، مشيرة إلى أنه جري اقتياد النشطاء، بخلاف إرادتهم، إلى ميناء أسدود الإسرائيلي، لكنّنا لا نعلم حتى الآن موعد وصولهم المتوقع، مؤكدة أنه جرى الاعتداء عليهم واختطافهم من المياه الدولية، بينما كانوا يبحرون قانونياً متجهين إلى المياه الفلسطينية، وليس قرب المياه الإسرائيلية، وتشدّد على أنه ليست لدى إسرائيل سلطة قضائية على المياه الإقليمية الفلسطينية، ووجودها وسيطرتها على غزة غير قانوني.

وتؤكد أن الاعتداء خرق لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، وحرية الملاحة في أعالي البحار، وقرارات قضاة محكمة العدل الدولية بضرورة سماح إسرائيل بدخول المساعدات الإنسانية، واعتداء غير قانوني على سفينة مدنية من أجل فرض حصار غير قانوني، وتلفت إلى أن "مادلين" كانت ترفع علم المملكة المتحدة، لذا فإنّ الاعتداء عليها يُعتبر اعتداءً على سيادة المملكة، التي لم ترفع الصوت لإدانة تصرفات إسرائيل، وتضيف: "نحن نضغط عالمياً على هذه الدول لتكسر صمتها، وتدافع عن سيادتها وحقوق مدنييها، وطبعاً الوفاء بالتزاماتها الأخرى بموجب القانون الدولي، ليس من خلال بيانات تعبّر عن قلقها فحسب، بل من خلال إجراءات ملموسة".

وتعلّق عرّاف على مشاهد تقديم جيش الاحتلال الإسرائيلي الوجبات الخفيفة والمياه للنشطاء بعد احتجازهم، واصفة الأمر بـ"النفاق البشع"، معتبرة أن "تقديم قوات الاحتلال الوجبات للناشطين المختطفين، بينما يتضوّر الأطفال الفلسطينيون جوعاً، مناورة دعائية سخيفة".

وأثار إنهاء الاحتلال الإسرائيلي رحلة سفينة أسطول الحرية "مادلين" أثناء توجهها إلى قطاع غزة، اليوم الاثنين، غضباً دولياً، إذ ندّد نشطاء حقوقيون وبرلمانيون باعتراض جيش الاحتلال السفينة المحملة بمساعدات إنسانية قبيل بلوغها وجهتها النهائية على بعد كيلومترات من شواطئ القطاع، واختطاف طاقمها المكوّن من 12 ناشطاً مدافعاً عن حقوق الإنسان. وقال تحالف أسطول الحرية، عبر حسابه على تطبيق "تليغرام"، إن قوة للاحتلال الإسرائيلي صعدت على متن السفينة المتجهة إلى غزة بعد قطع الاتصالات عنها، واختطفت المتطوعين الموجودين على متنها.

ودعت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة إلى الضغط على إسرائيل لإطلاق سراح نشطاء "مادلين"، وتجهيز مزيد من السفن لإرسالها إلى غزة، وكتبت اللجنة على إكس: "إبدأوا بتجهيز المزيد من السفن في كل مكان. إذا أوقفوا سفينة واحدة، فلا بدّ أن تتبعها مئة سفينة. إذا أسروا 12، فسيثور الآلاف".

وكانت الرحلة قد انطلقت من إيطاليا في 1 يونيو الجاري، إذ أبحر متطوّعون، منهم ناشطة مكافحة تغيّر المناخ، غريتا تونبرغ، والنائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن، على متن السفينة التي تحمل "كميات محدودة لكن رمزية" من إمدادات الإغاثة، وذلك لكسر الحصار عن قطاع غزة المحاصر الذي يرزح تحت وطأة المجاعة والإبادة الجماعية منذ أكثر من 20 شهراً.

وحول عملية الاختطاف، قال تحالف أسطول الحرية في بيان: "في الساعة 3:02 صباحاً بتوقيت شرق أوروبا، على بُعد 110 أميال بحرية من غزة، وفي المياه الدولية، صعد الجيش الإسرائيلي على متن سفينة "مادلين" على نحوٍ غير قانوني. اقتربت طائرات رباعية المراوح وهاجمت الركاب والقارب، ورشّت مادة بيضاء شبيهة بالكيميائيات أضرّت بأعينهم.

وجرى التشويش على الإشارات، عبر بَثّ صوت مزعج للتشويش على الاتصالات عن طريق نظام الراديو أثناء صعود قوات الاحتلال الإسرائيلي على متن السفينة.

واختُطف الطاقم المدني الأعزل، واستولت قوات الاحتلال على "مادلين"، كما صودرت المساعدات الإنسانية التي كانت على متن السفينة، بما في ذلك حليب الأطفال، والطعام، والإمدادات الطبية"، وتابع: "لم نتلقَّ أيّ أخبار من الأشخاص الاثني عشر الذين كانوا على متن "مادلين" حتى الآن. لا يزال مكانهم مجهولاً".