> "الأيام" العين:
انبرت القاعدة مجددا لإسناد مليشيات الحوثي في اليمن ضمن إرهاب مشترك لمقايضة العالم و "لي ذراع" الأمم المتحدة ولتحقيق مكاسب أمنية وسياسية واقتصادية.
ونشر التنظيم الإرهابي مقطع فيديو لمناشدة موظف أممي مختطف لديه منذ 11 فبراير سعى من خلاله لمقايضة الأمم المتحدة وإظهار القوات المناهضة للحوثيين شبه عاجزة عن تحريره.
بحسب الفيديو فإن التنظيم الإرهابي أجرى تصوير المناشدة للموظف الأممي في 9 أغسطس الماضي إلا أنه لم يبثها إلا في 3 سبتمبر الجاري وهو توقيت جاء جنبًا إلى جنب مع افتعال مليشيات الحوثي أزمة وقود اتخذتها كمبرر للهروب والانقلاب على اتفاق الهدنة.
- محاولة يائسة
آنذاك، اشترط تنظيم القاعدة الإرهابي لوساطات حاول فتحها مقابل أطلاق سراحهم فدية مالية تتجاوز 5 مليون دولار والإفراج عن عدد من عناصره في سجون الحكومة اليمنية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي وهو ما لم يحصل عليه.
دفعت تلك العملية الإرهابية، مجلس القيادة الرئاسي لاتخاذ خطوات حاسمة، بحسب مصدر حكومي لـ"العين الإخبارية"، وتمثلت بجمع المعلومات الاستخباراتية عن تواجد ومعاقل تنظيم القاعدة الإرهابي في أبين وإعادة انتشار القوات الأمنية والعسكرية بموجب اتفاق الرياض.
تنظيم القاعدة الإرهابي المنهك أصلا تحت ضربات قاصمة للتحالف العربي جنوبي وشرقي اليمن منذ 2015، وفي محاولة يائسة لمنع مكافحة إرهابه ذهب لبث فيديو لـ" آكام سوفيول" الذي ناشد الأمم المتحدة تلبية مطالب التنظيم للإفراج عنه وزملائه وكأنه في وضع إنساني حرج للغاية.
- لوك سومرز يعود للواجهة
قبل انقلاب الحوثي بعام وتحديدا في سبتمبر 2013، اختطفت القاعدة صحفي أمريكي من صنعاء قبل أن تقوم بنقله إلى حضرموت.
وبعد عام من عجزها على فرض اشتراطاتها لجأت لإعدامه بالرصاص وذلك بعد محاولة تحريره مع آخرين بعملية عسكرية وأمنية يمنية وأمريكية مشتركة وذلك في سبتمبر 2014.
بعد نحو 9 أعوام، عاد تنظيم القاعدة الإرهابي لاستحضار قصة الصحفي الأمريكي لوك سومرز على لسان الرهينة الجديد "آكام" وهو من بنجلاديش ويحمل الجنسية الأمريكية والذي أبدى في مناشدته الخوف من مواجهة ذات المصير.
وفي مشهد كان آكام ينظر للأسفل لقراءة رسالة يتهم فيها تنظيم القاعدة الإرهابي واشنطن ودول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بإفشال مفاوضات فدية إطلاق سراحهم ثم تابع قائلا: "أنا لا أريد أواجه نفس مصير لوك سومرز".
ويستهدف التنظيم من خلال الاستشهاد بقصة "سومرز" الإيحاء بنقل الرهائن الجدد آكام ورفاقه من أبين إلى محافظة أخرى إلى جانب التهديد بإعدامهم حال انطلاق أي عملية عسكرية لتحريرهم إلى جانب ترك مهلة قصيرة لتلبية مطالبه وهو الضغط الموجّه على الأمم المتحدة للتحرك لإنقاذ موظفيها كأولوية قبل أي ملفات باليمن، وفقا لخبراء.
- الرهائن الأممية بيد الحوثي والقاعدة
كانت "الرهائن" أكبر تحدي للدولة اليمنية لأكثر من 3 عقود، إلا أن تطور الجريمة مؤخرا كشف الأهداف المشتركة لتنظيم القاعدة الإرهابي وقيادات الصف الأول لمليشيات الحوثي من خلف اختطاف موظفي الأمم المتحدة ضمن عمليات ممنهجة ومدروسة بعناية أيضا.
واشتدت عمليات الاختطافات ضد الموظفين الأمميين من قبل القاعدة والحوثي بشكل غير مسبوق منذ نوفمبر الماضي لا سيما عقب مقتل القائد العسكري للتنظيم الإرهابي أبو عمير الحضرمي والذي أُعلن عنه لاحقا مطلع العام الجاري.
آنذاك، اختطفت مليشيات الحوثي اثنين من موظفي الأمم المتحدة لا يزالان رهينان حتى اليوم في معتقلاتها رغم التنديد والمطالبات الدولية، وامتد إلى اعتقال 3 موظفين آخرين في عدة منظمات دولية كـ"رهائن".
وعلى مستوى علاقته في القاعدة، عمل في إيواء عناصر التنظيم وإطلاق سراح السجناء مقابل توفير التدريب لمقاتلي الحوثي والبقاء تحت مظلته وأجندته منها تحقيق أهدافه في استهداف الوكالات الإنسانية للأمم المتحدة.
وهذا ما حدث بالفعل بعد اختطاف تنظيم القاعدة للموظفين الأمميين في مديرية "مودية" شرق أبين، في فبراير الماضي، تلى ذلك اختطاف آخر طال موظفين اثنين أجانب في منظمة أطباء بلا حدود الدولية في وادي حضرموت في مارس للماضي.