> «الأيام» حفريات:
رفضت ميليشيات الحوثي تمديد الهدنة الأممية المقررة منذ أعوام في اليمن كأحد آليات الحل السياسي ومساعدة المواطنين، والتي انتهت في 2 أكتوبر الجاري، وفضلا عن رفض تمديد الهدنة، هدّدت الميليشيات المدعومة إيرانيا باستهداف السفن وشركات البترول العاملة في المياه الإقليمية، ممّا وصفه مراقبون بأنّه تحدٍّ خطير يهدد حركة الملاحة في تلك المناطق.
- متى يتخلى المجتمع الدولي عن سياسية الاسترضاء؟
ومن جهته، قال رئيس الوزراء اليمني عبر "تويتر": إنّ "سياسة الاسترضاء لا تعزز فرص السلام، ولا تدفع الحوثيين إلا إلى مزيد من التعنّت، لقد سمعنا صوت المجتمع الدولي الواضح في دعوته للسلام، وتجاوبنا بكل إخلاص وصدق مع تلك الدعوة، وننتظر اليوم أن نسمع القوة نفسها والوضوح نفسه في إدانة عرقلة الحوثيين ورفضهم للسلام".
وكانت الأمم المتحدة قدمت مقترحا لتمديد الهدنة لـ 6 أشهر تنتهي في فبراير العام المقبل، بما يسمح للمبعوثين الأمميين والدوليين التحرك والضغط على الأطراف اليمنية للرضوخ للسلام، مشيرة إلى أنّ عدم التزام الحوثيين بتنفيذ بنود الهدنة السابقة والاكتفاء بوضع شروط ومطالب جديدة خارج نقاط اتفاق الهدنة السابقة يشكّل أكبر عائق إلى جانب الخروقات المستمرة.
- ابتزاز حوثي... ومراوغة لكسب الأرض
المحلل السياسي اليمني وضاح الجليل قال في تصريح لـ "حفريات": إنّ المجتمع الدولي بقيادة مبعوث الأمم المتحدة لليمن هانس جروندبرج فشل في تمديد الهدنة الأممية بالبلاد لمدة (6) أشهر إضافية، وباتت الهدنة اليوم في حكم المنتهية، في حين ما تزال الجهود الدولية مستمرة بشكل مكثف لتمديدها، لكنّها لا تبدو على المستوى نفسه في الفترات الماضية، والآن دخل اليمن مرحلة جديدة بسبب التعنّت من جانب الميليشيات الحوثية ووضع شروط تعجيزية أمام الوسطاء.
وبحسب الجليل، حاولت الميليشيات من خلال تلك الشروط المجحفة والصعبة للغاية ابتزاز المجتمع الدولي للحصول على المزيد من المكاسب، في حين قدّم الطرف الآخر، وهو الحكومة الشرعية، العديد من التنازلات أملا في التوصل إلى اتفاق بتمديد الهدنة لـ 6 أشهر إضافية، بما يضمن الحدّ الأدنى من متطلبات الشعب اليمني.
- إستراتيجية جديدة للحوثي
بحسب الجليل، استغل الحوثي الهدنة خلال الـ 6 أشهر الماضية لتعزيز موارده المالية بالاستيلاء على عوائد ميناء الحديدة وغيرها من الموارد، وحشد المئات من الأعضاء الجدد، ونوّع أسلحته، وبدأ بتوسيع النطاقات الجغرافية التي يسيطر عليها، وهي إستراتيجية خطط لها الحوثي منذ عدة أشهر، وسيعمل على تنفيذها خلال الفترة المقبلة، وتستهدف توسيع المساحات الجغرافية تحت نطاق سيطرته والقيام بضمّ مدن ومناطق جديدة إليها.
وضمن إستراتيجيته تلك، قام الحوثي بحملات واسعة لاعتقال النشطاء والعاملين بمجال السياسة وحقوق الإنسان لتمهيد الأرض أمام مشروعه التوسعي وتحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف، واليوم هو يرفض تمديد الهدنة، لأنّها كانت فترة مؤقتة بالنسبة إليه لاستعادة القوة وإعادة التمركز والتمحور والانطلاق نحو مساحات جديدة للسيطرة.
ويشير الجليل إلى أنّه خلال الأيام الأخيرة من الهدنة نفذت ميليشيات الحوثي عددا من العمليات تمثل اختراقا صريحا للهدنة، وقد كثّفت من عملياتها خلال اليومين الماضيين، بهدف ابتزاز الحكومة الشرعية والتحالف العربي، وكذلك المجتمع الدولي، لإخضاعهم للشروط التي وضعتها الميليشيات.