> لندن«الأيام»تلجراف البريطانية:

كشفت وثيقة تضمنت مراجعة هامة لبرنامج حكومي لمكافحة الإرهاب في بريطانيا، أن أموال دافعي الضرائب البريطانيين استخدمت "لتمويل جماعات تروج للتطرّف".

وأفادت صحيفة "تلجراف" البريطانية، بأن شخصيات بارزة تعمل في منظمات يُموّلها برنامج "بريفينت" (Prevent) لمكافحة التطرف، يشتبه بأنها دعمت حركة "طالبان"، ودافعت عن جماعات متشددة محظورة في المملكة المتحدة، واستضافت دعاة يروجون "خطاب كراهية"، وفقاً لمسودة مُسربة للوثيقة اطلعت عليها.

ومن المتوقع أن تشير المراجعة التي أجراها ويليام شوكروس، الرئيس السابق لمفوضية المؤسسات الخيرية (هيئة حكومية تشرف على الجمعيات الخيرية في إنجلترا وويلز) إلى أن الحالات "غير المقبولة" قوضت قدرة "بريفينت" على "الاضطلاع على نحو فعال بأعمال مكافحة التطرف".

وفي إطار استراتيجية "بريفينت" لمنع الجنوح إلى التطرف التي وضعت بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة، حصلت جماعات وجمعيات خيرية على أموال دافعي الضرائب لتوجيه الشباب بعيداً عن الإرهاب، لكن المراجعة وجدت أن عدداً من المنظمات "استمرت في الترويج لأفكار متطرفة".

وقالت الوثيقة: "تثير هذه النتائج تساؤلات خطيرة بشأن ما إذا كان بريفينت يتخذ هذا النهج عن عمد، وإذا لم يكن الأمر كذلك، هل كان يُطبق إجراءات فعالة لتوخي الحرص الواجب، ولديه مستوى مقبول من الفهم للتطرف".

ورجحت الصحيفة أن يثير هذا الاكتشاف ردود فعل غاضبة، بينما تستعد المملكة المتحدة لمواجهة زيادات ضريبية كبيرة العام الجديد.

واستغرق إعداد الوثيقة ما يقرب من عامين منذ تعيين شوكروس في يناير 2021 من قبل بريتي باتيل، وزيرة الداخلية آنذاك، في الوقت الذي يعمل محامو وزارة الداخلية لمواجهة أي إجراءات قضائية محتملة بتهمة "التشهير"، من قبل أي مجموعات مذكورة.

مخاوف حكومية

وهذا الأمر أثار مخاوف بين أنصار لشوكروس من إمكان تخفيف صياغة المراجعة، خوفاً من إثارة مزاعم بشأن "الخوف من المسلمين"، وإثارة توترات مجتمعية. وقال أحدهم: "مسؤولو وزارة الداخلية مرعوبون من أن يبدوا وكأنهم يهاجمون المسلمين".

لكن مصادر حكومية نفت، الأربعاء، وجود أي "تنقيحات" أو أن التقرير تأخر بسبب خلاف بين وزيرة الداخلية سويلا برافرمان، ووزير الدولة للإسكان والمجتمعات والحكم المحلي مايكل جوف، بشأن حذف الأسماء.

وقال متحدث باسم "داونينج ستريت": "ستنشر المراجعة في الوقت المناسب. من الجيد أن نأخذ الوقت الكافي لإعداد وتقديم استجابة مدروسة".

وقال مصدر في وزارة الداخلية لصحيفة "ذا تايمز" إن التلميح بشأن وجود خلاف بين برافرمان وجوف "هراء"، مضيفاً: "لم يسبق لوزير الداخلية والإسكان حتى مناقشة تقرير بريفينت، لذلك لا يوجد خلاف أو صدام".

ويهدف برنامج "بريفينت"، الذي تبلغ ميزانيته 40 مليون جنيه إسترليني، إلى منع الأفراد المعرضين لخطر الجنوح إلى "التطرف" من التحوّل إلى الإرهاب. ومع ذلك ألقي باللائمة على البرنامج بشكل متكرر، لفشله في منع هجمات خلال السنوات الأخيرة. وأعلن عن المراجعة في فبراير 2019 في عهد حكومة رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي.