> «الأيام» نيوزيمن:
أجمع خبراء ومحللون سياسيون، على استثمار الأمم المتحدة للصراع في اليمن والاستفادة منه تحت مزاعم جهود تحقيق السلام وإنهاء الحرب التي يرون أنها صنيعة مبعوثيها إلى اليمن بداية بالمغربي جمال بن عمر، وصولا إلى السويدي هانس جروندبرج.
وأكد الخبراء أن ما حدث في اليمن خلال سنوات الأزمة وجهود المبعوثين الأمميين أمر يستحق التوقف وقراءة النتائج التي قد تبدو غير جديرة بذلك.
ويعتبر بن عمر هو أحد مهندسي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي تم توقيعها في نوفمبر 2011 وبموجبها تم نقل السلطة من الرئيس الراحل علي عبدالله صالح إلى نائبه الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، كما أنه كان المسؤول عن اتفاق السلم والشراكة الذي جرى توقيعه في سبتمبر 2014 بين السلطة الشرعية في صنعاء وميليشيا الحوثي التي كانت تعرف بحركة "أنصار الله" بعد تظاهرات واعتصامات نظمتها الحركة احتجاجا على قرارات حكومة محمد سالم بن سندوة التي كانت خاضعة لسيطرة حزب الإصلاح، لتبدأ الحركة الحوثية بعد ذلك بالاستيلاء على مؤسسات الدولة وصولا إلى اجتياح العاصمة صنعاء والسيطرة عليها عسكريا.
أما ولد الشيخ فنجح خلال فترة عمله في جمع الشرعية والانقلابيين في مشاورات سلام بجنيف والكويت، لكن علاقته مع الميليشيات تأزمت بسبب تعنت الأخيرة ورفضها المستمر لكل مبادرات السلام قبل أن يتم محاولة اغتياله خلال زيارته إلى صنعاء في مايو 2017 ليرفض تمديد مهمته ويطالب بإنهائها بشكل عاجل.
البريطاني جريفيث اتسمت فترته بالانصياع للميليشيات ومطالبها، كما أنه يعتبر المسؤول الأول عن اتفاق ستوكهولم الذي أنقذ الميليشيات من خسارة الحديدة بعد أن كانت القوات المشتركة على بعد 2 كم من استكمال تطويق الميناء وعزله عن المدينة، في حين رفض في مختلف إحاطاته المقدمة لمجلس الأمن الدولي الكشف عن المعرقل الرئيسي لتنفيذ بنود هذا الاتفاق الذي استفادت منه الميليشيات لإعادة بناء تحصيناتها في الحديدة، كما أنه غض الطرف عن هجومها المستمر على مأرب ومحاصرتها بهدف إسقاطها خلال عامي 2020 و2021م.
السويدي جروندبرج، المبعوث الحالي، نجح في فرض هدنة إنسانية كانت بمثابة طوق النجاة للميليشيات التي خسرت الكثير خلال عملية "سهام الجنوب" التي أطلقتها قوات العمالقة الجنوبية في يناير 2022م من أجل تحرير بيحان ووصلت حتى جبال العبدية قبل أن تتوقف بموجب هذه الهدنة التي بدأت في 2 أبريل 2022 لمدة شهرين وتم تمديدها مرتين قبل أن تعلن ذراع إيران رفضها التمديد الثالث في 2 أكتوبر من نفس العام.
وأضاف "أولًا كانت المشكلة اليمنية بتعقيداتها بحاجة لمعرفة عميقة بالجذور وبالأبعاد وبالآثار لكن تعاملت الأمم المتحدة معها باعتبارها مشكلة "متقاطعة" مع ملفات خارجية وارتبطت بتأثيراتها وتعاملت معها وفق هذه النظرة".
غير أن الباحث والسياسي عبدالستار الشميري كان له رأي آخر حيث قال "في الحقيقة ليس هناك ما يمكن تسميته مسار مبعوثين هناك مسار لعبة الأمم في الشرق الأوسط والخليج واليمن في قلب ذلك"، مبينا بأن الأمم المتحدة بمبعوثيها لم تقدم شيئا على الصعيد السياسي والإنساني، وظلت تراوح بالضغط على التحالف والشرعية ووقف المعارك وتقديم ترضيات في سياق المقايضات في الملف الإيراني متفقًا مع د. البيل في هذه النقطة.
ويرى الشميري أن اليمنيين والسلطة الشرعية خدعوا بتعويلهم على هؤلاء المبعوثين، واصفا الأمم المتحدة بأنها "العربة" التي تأتي بعد الحصان لتدعم المنتصر والقوي، وهذا ما يبدو عليه وضعنا لا سيما في لحظة فارقة الآن، وفي ظل المفاوضات العابرة التي تعطي المليشيا كل شيء ولا يأخذ الشعب اليمني والشرعية شيئا يذكر.
أما المحلل السياسي والصحفي محمد الطاهر فقلل من أهمية تجربة المبعوثين، مشيرا إلى أنها تجربة لا يجب أن تتكرر في أي خلافات، كونهم ساهموا في توسيع الخلافات وإطالة الصراعات، لأنهم لا يعملون بضمير ووفقًا للقانون الدولي، بل يعملون على استثمار هذه الصراعات.
ولفت إلى أن اليمن مثلت الاستثمار الناجع للمبعوثين الذين لم يستطيعوا حلحلة الأمور، بل عقدوها وتمكنوا من إيجاد أرضية للاستثمار وابتزاز الخليج، على اعتبار أنها فرصة لن تتكرر.
من جهته اعتبر الكاتب والصحفي رماح الجبري الأمم المتحدة ليست كما تتحدث عن نفسها أو وفقا للأهداف التي أنشئت من أجلها، حفظ السلم وحماية حقوق الإنسان بل أداة تستخدمها القوى الكبرى لتحقيق أجندتها وحماية مصالحها، مدللا على ذلك ما حدث من قبل المبعوث الأول جمال بن عمر الذي بات في صعدة ثلاثة أيام في سبتمبر 2014 منتظرا حتى تم اقتحام صنعاء ووصولا إلى جرندبورج الذي يكرر نفس الخطأ.
ولا يشك رماح الجبري بأن التعامل اللا مسؤول من قبل الأمم المتحدة مع المليشيا شجعها على المزيد من التعنت والعبث بالجهود وتقييم عشر سنوات لأداء الأمم المتحدة يجعلها أداة وظَّفتها المليشيا وكانت عائقا أمام طموحات الشعب، بدليل إيقاف تحرير الحديدة و"استوكهولم" الذي لم تنفذ منه المليشيا بندا واحدا.
وعن المبعوث الحالي يقول البيل، "كنا نأمل أن يقدم شيئًا جديدًا، لكن يبدو حتى أقل من جريفث لم ينجح سوى في الهدنة".
أما الشميري فقد بين أن أمريكا كانت اللاعب الرئيسي وهي التي أوصلتنا إلى هذه المتاهة في التأسيس لمليشيا ودويلة داخل الدولة، موضحا أن تجربة المبعوثين أكثر منها مسار عملي مسار برتوكولي وأن الأمم المتحدة ذلك المبنى الكبير على مشارف نهر الشرق لم يقدم يوما للشعوب المستضعفة شيئا، ولم يحل قضية.
ويتفق الطاهر مع طرح الشميري، ويقول "النتائج التي نراها من كل مبعوث، فقيرة المقترحات والأفكار، بحيث لم يستطيعوا الضغط أو إبلاغ المجتمع الدولي في جلسات الإحاطة بالحقيقة، وتسمية المعرقل، يعملون على المراوغة حتى لا يتم ممارسة الضغوط على الحوثيين بهدف إحلال السلام".
فيما رماح الجبري، أكد في هذا الجانب، أن الأمم المتحدة خلال السنوات الماضية عملت على إدارة الصراع وليس إنهاءه وفقا للأجندة الدولية، لافتا إلى أن المجتمع الدولي إذا ما أراد تمييع قضية وديمومة الصراع فيها أوكلها لها مستدلا بالقضية الفلسطينية، وأن واقع المعركة في اليمن هو من يفرض نفسه.
وأكد الخبراء أن ما حدث في اليمن خلال سنوات الأزمة وجهود المبعوثين الأمميين أمر يستحق التوقف وقراءة النتائج التي قد تبدو غير جديرة بذلك.
- من هم مبعوثو الأمم المتحدة؟
ويعتبر بن عمر هو أحد مهندسي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي تم توقيعها في نوفمبر 2011 وبموجبها تم نقل السلطة من الرئيس الراحل علي عبدالله صالح إلى نائبه الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، كما أنه كان المسؤول عن اتفاق السلم والشراكة الذي جرى توقيعه في سبتمبر 2014 بين السلطة الشرعية في صنعاء وميليشيا الحوثي التي كانت تعرف بحركة "أنصار الله" بعد تظاهرات واعتصامات نظمتها الحركة احتجاجا على قرارات حكومة محمد سالم بن سندوة التي كانت خاضعة لسيطرة حزب الإصلاح، لتبدأ الحركة الحوثية بعد ذلك بالاستيلاء على مؤسسات الدولة وصولا إلى اجتياح العاصمة صنعاء والسيطرة عليها عسكريا.
أما ولد الشيخ فنجح خلال فترة عمله في جمع الشرعية والانقلابيين في مشاورات سلام بجنيف والكويت، لكن علاقته مع الميليشيات تأزمت بسبب تعنت الأخيرة ورفضها المستمر لكل مبادرات السلام قبل أن يتم محاولة اغتياله خلال زيارته إلى صنعاء في مايو 2017 ليرفض تمديد مهمته ويطالب بإنهائها بشكل عاجل.
البريطاني جريفيث اتسمت فترته بالانصياع للميليشيات ومطالبها، كما أنه يعتبر المسؤول الأول عن اتفاق ستوكهولم الذي أنقذ الميليشيات من خسارة الحديدة بعد أن كانت القوات المشتركة على بعد 2 كم من استكمال تطويق الميناء وعزله عن المدينة، في حين رفض في مختلف إحاطاته المقدمة لمجلس الأمن الدولي الكشف عن المعرقل الرئيسي لتنفيذ بنود هذا الاتفاق الذي استفادت منه الميليشيات لإعادة بناء تحصيناتها في الحديدة، كما أنه غض الطرف عن هجومها المستمر على مأرب ومحاصرتها بهدف إسقاطها خلال عامي 2020 و2021م.
السويدي جروندبرج، المبعوث الحالي، نجح في فرض هدنة إنسانية كانت بمثابة طوق النجاة للميليشيات التي خسرت الكثير خلال عملية "سهام الجنوب" التي أطلقتها قوات العمالقة الجنوبية في يناير 2022م من أجل تحرير بيحان ووصلت حتى جبال العبدية قبل أن تتوقف بموجب هذه الهدنة التي بدأت في 2 أبريل 2022 لمدة شهرين وتم تمديدها مرتين قبل أن تعلن ذراع إيران رفضها التمديد الثالث في 2 أكتوبر من نفس العام.
- لعبة أممية باسم السلام
وأضاف "أولًا كانت المشكلة اليمنية بتعقيداتها بحاجة لمعرفة عميقة بالجذور وبالأبعاد وبالآثار لكن تعاملت الأمم المتحدة معها باعتبارها مشكلة "متقاطعة" مع ملفات خارجية وارتبطت بتأثيراتها وتعاملت معها وفق هذه النظرة".
غير أن الباحث والسياسي عبدالستار الشميري كان له رأي آخر حيث قال "في الحقيقة ليس هناك ما يمكن تسميته مسار مبعوثين هناك مسار لعبة الأمم في الشرق الأوسط والخليج واليمن في قلب ذلك"، مبينا بأن الأمم المتحدة بمبعوثيها لم تقدم شيئا على الصعيد السياسي والإنساني، وظلت تراوح بالضغط على التحالف والشرعية ووقف المعارك وتقديم ترضيات في سياق المقايضات في الملف الإيراني متفقًا مع د. البيل في هذه النقطة.
ويرى الشميري أن اليمنيين والسلطة الشرعية خدعوا بتعويلهم على هؤلاء المبعوثين، واصفا الأمم المتحدة بأنها "العربة" التي تأتي بعد الحصان لتدعم المنتصر والقوي، وهذا ما يبدو عليه وضعنا لا سيما في لحظة فارقة الآن، وفي ظل المفاوضات العابرة التي تعطي المليشيا كل شيء ولا يأخذ الشعب اليمني والشرعية شيئا يذكر.
أما المحلل السياسي والصحفي محمد الطاهر فقلل من أهمية تجربة المبعوثين، مشيرا إلى أنها تجربة لا يجب أن تتكرر في أي خلافات، كونهم ساهموا في توسيع الخلافات وإطالة الصراعات، لأنهم لا يعملون بضمير ووفقًا للقانون الدولي، بل يعملون على استثمار هذه الصراعات.
ولفت إلى أن اليمن مثلت الاستثمار الناجع للمبعوثين الذين لم يستطيعوا حلحلة الأمور، بل عقدوها وتمكنوا من إيجاد أرضية للاستثمار وابتزاز الخليج، على اعتبار أنها فرصة لن تتكرر.
- بن عمر "الأسوأ".. أكاديمي يقيم أداء مبعوثي الأمم المتحدة في اليمن
من جهته اعتبر الكاتب والصحفي رماح الجبري الأمم المتحدة ليست كما تتحدث عن نفسها أو وفقا للأهداف التي أنشئت من أجلها، حفظ السلم وحماية حقوق الإنسان بل أداة تستخدمها القوى الكبرى لتحقيق أجندتها وحماية مصالحها، مدللا على ذلك ما حدث من قبل المبعوث الأول جمال بن عمر الذي بات في صعدة ثلاثة أيام في سبتمبر 2014 منتظرا حتى تم اقتحام صنعاء ووصولا إلى جرندبورج الذي يكرر نفس الخطأ.
ولا يشك رماح الجبري بأن التعامل اللا مسؤول من قبل الأمم المتحدة مع المليشيا شجعها على المزيد من التعنت والعبث بالجهود وتقييم عشر سنوات لأداء الأمم المتحدة يجعلها أداة وظَّفتها المليشيا وكانت عائقا أمام طموحات الشعب، بدليل إيقاف تحرير الحديدة و"استوكهولم" الذي لم تنفذ منه المليشيا بندا واحدا.
- دور متفاوت وأداء هزيل ومتواضع
وعن المبعوث الحالي يقول البيل، "كنا نأمل أن يقدم شيئًا جديدًا، لكن يبدو حتى أقل من جريفث لم ينجح سوى في الهدنة".
أما الشميري فقد بين أن أمريكا كانت اللاعب الرئيسي وهي التي أوصلتنا إلى هذه المتاهة في التأسيس لمليشيا ودويلة داخل الدولة، موضحا أن تجربة المبعوثين أكثر منها مسار عملي مسار برتوكولي وأن الأمم المتحدة ذلك المبنى الكبير على مشارف نهر الشرق لم يقدم يوما للشعوب المستضعفة شيئا، ولم يحل قضية.
ويتفق الطاهر مع طرح الشميري، ويقول "النتائج التي نراها من كل مبعوث، فقيرة المقترحات والأفكار، بحيث لم يستطيعوا الضغط أو إبلاغ المجتمع الدولي في جلسات الإحاطة بالحقيقة، وتسمية المعرقل، يعملون على المراوغة حتى لا يتم ممارسة الضغوط على الحوثيين بهدف إحلال السلام".
فيما رماح الجبري، أكد في هذا الجانب، أن الأمم المتحدة خلال السنوات الماضية عملت على إدارة الصراع وليس إنهاءه وفقا للأجندة الدولية، لافتا إلى أن المجتمع الدولي إذا ما أراد تمييع قضية وديمومة الصراع فيها أوكلها لها مستدلا بالقضية الفلسطينية، وأن واقع المعركة في اليمن هو من يفرض نفسه.