> "الأيام" القدس العربي

​طالبت بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق في ليبيا، في ختام زيارتها إلى ليبيا، السلطات الليبية باتخاذ خطوات حاسمة لتوفير العدالة وإنصاف العدد الهائل من الضحايا الذين يعانون من انتهاكات طويلة الأمد لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي في البلاد.

وتأتي هذه المطالبة ضمن بيان أصدرته البعثة، قالت فيه إن الضحايا وعائلاتهم فقدوا صبرهم، ويتوقون إلى أن توفر السلطات معلومات في الوقت المناسب عن التحقيقات وضمان محاسبة الجناة.

وفي ذات البيان قال رئيس بعثة تقصي الحقائق محمد أوجار إن عائلات الضحايا انتظرت وقتاً طويلاً لتحقيق العدالة، وأن السلطات الليبية مدينة لهم بتبادل المعلومات حول أحبائهم، ومقابلتهم وإعطائهم إجابات، مؤكداً أن الصمت غير مقبول.

وأردف أوجار أنهم طلبوا مرات عديدة إجابات على حالة التحقيقات المتعددة المتعلقة بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ولم تكن هناك استجابة مرضية، وفق قوله.

وأشار البيان الى أن خبراء البعثة التقوا خلال زيارتهم إلى البلاد، بالضحايا وممثلي الضحايا الذين أدلوا بشهادات تتعلق بعمليات القتل خارج نطاق القضاء، والتعذيب، والاحتجاز التعسفي، والاختفاء القسري، والاتجار بالبشر، والنزوح الداخلي، ووجود مقابر جماعية ومشارح تحتوي على جثث لا تستطيع الأسر الوصول إليها.

وفي الزيارة الميدانية التي نظمتها البعثة في الفترة الزمنية الممتدة بين 23 إلى 26 يناير، سافر العديد من الضحايا وممثلي الضحايا من بنغازي وسرت ومرزق وسبها ومصراتة لمقابلة أعضاء البعثة، وكان من المفترض أن تقوم البعثة بزيارة الضحايا في سبها، لكن لم تسمح لها السلطات المحلية، بحسب البعثة الأممية.

واستنكر الخبراء عدم تمكنهم من مقابلة النائب العام لتلقي معلومات عن الحالات العديدة التي رواها الضحايا، والتي تقع ضمن ولايته للتحقيق.

فيما أوضحت الخبيرة الحقوقية تريسي روبنسون أن سلطات الدولة التي التقوا بها أخبرتهم بجهودها لتعزيز سيادة القانون، لكن هذه الجهود لم تحقق العدالة للضحايا وعائلاتهم.

كما استنكر الخبراء عدم سماح السلطات بالوصول إلى السجون ومراكز الاحتجاز في جميع أنحاء البلاد، على الرغم من الطلبات المتكررة.

وفي نفس التقرير قال الخبير شالوكا بياني إن الاحتجاز التعسفي في ليبيا أصبح متفشياً كأداة للقمع السياسي والسيطرة، وهو ما يفسر سبب حرمان آلاف الأشخاص من حريتهم، وغالباً في ظروف سيئة، دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة أو الوصول إلى العدالة .

وأشار خبراء البعثة، ضمن التقرير، إلى دعوتهم خلال اجتماعهم مع عدد من المسؤولين للإفراج الفوري عن افتخار أبوذراع، التي احتجزت في بنغازي، قبل أربع سنوات، بعد تعليقات انتقادية أدلت بها على وسائل التواصل الاجتماعي حول العسكرة في الشرق، وبحسب ما نقلت البعثة، فإن أبوذراع في حالة حرجة، وتقول عائلتها إنه لم يسمح لهم بزيارتها منذ ثمانية أشهر.

ورحبت بعثة تقصي الحقائق بالدعوة التي وجهها مسؤولون حكوميون رفيعو المستوى لمواصلة تحقيقاتها وتعاونها مع دولة ليبيا.