> "الأيام" سبوتنيك
استيقظ العالم صبيحة 6 فبراير على زلزال عنيف ضرب تركيا وسوريا بلغت قوته 7.7 درجات على مقياس ريختر، مخلفًا خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات في البلدين.
تسارعت الدول في إعلان تعاطفها مع البلدين من خلال رسائل ومساعدات إنسانية، لتكون حصة الجانب السوري من المساعدات بـ"كثير من الكلام" وقليل من المساعدات، مقارنةً بما حصلت عليه تركيا.
وتردد العديد من الدول بإرسال مساعدات إنسانية لسوريا، متخوفةً من "قانون قيصر" الأمريكي الذي فرض على سوريا ومنع أي دولة من التعامل مع الحكومة السورية، في استهتار لمفهوم الإنسانية في مثل هذه الظروف حيث لم يعد للوجود الإنساني أي معنى.
- سوريا تناشد المجتمع الدولي "فهل من مستجيب"
ناشدت سوريا الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، والأمانة العامة للمنظمة، ووكالاتها وصناديقها واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمنظمات الدولية لمد يد العون ودعم الجهود التي تبذلها الحكومة السورية في مواجهة تداعيات الزلزال المدمر.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين: "إن سورية تناشد الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة والأمانة العامة للمنظمة ووكالاتها وصناديقها المختصة واللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من شركاء العمل الإنساني من منظمات دولية حكومية وغير حكومية لمد يد العون ودعم الجهود التي تبذلها الحكومة السورية في مواجهة الكارثة الإنسانية، ولا سيما فيما يتعلق بأعمال البحث عن الأحياء وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض، وانتشال الجثث، وتقديم المساعدات الغذائية والصحية ولوازم الإيواء والإطعام للمتضررين من هذه الكارثة الطبيعية في جميع أنحاء الجمهورية العربية السورية، وذلك وفقاً لمعايير العمل الإنساني التي أرساها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 46/182 المؤرخ بـ 19-12-1991 وبالتنسيق والتعاون مع الحكومة السورية وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج".
وقال حبوباتي: "أوجه نداء إلى الاتحاد الأوروبي... يجب رفع العقوبات الاقتصادية على سوريا ويكفي هذه المهزلة، وآن الآوان بعد هذه الكارثة لرفع العقوبات لنتمكن من الحصول على المعدات الثقيلة، نرجو التعاون معنا على الفور ونحن على أتم الاستعداد".
وأضاف: "عاشت سوريا حربا طويلة ولا تزال تعيش هذه الحرب ومن خلفها الولايات المتحدة والمشروع الغربي وهدفه تجويع وخنق الشعب السوري، هذا الشعب الذي قدم وصمد، يحارب اليوم بلقمة عيشه، بالإضافة لهذ القوانين والعقوبات أحادية الجانب نرى اليوم، هذه الكارثة الإنسانية، الزلزال الذي ضرب مناطق كثيرة في حلب وطرطوس وجبلة واللاذقية وأماكن متفرقة. اليوم هناك فضيحة أخلاقية حقيقة نشهدها، كانوا يتغنون ويدعمون بالخط العريض الملف الإنساني والإنسانية، ويوم بعد يوم يثبت ان الولايات المتحدة الأمريكية تقوم على تسيس هذا الملف".
وختم حديثه، بالقول: "السوريون لن ينسوا من وقف معهم لا في خندق القتال ولا في محنتهم الإنسانية الكبيرة".
الصحة العالمية: "سوريا بحاجة لمساعدات إنسانية ضخمة"
قال مسؤولون كبار من منظمة الصحة العالمية، يوم الثلاثاء، إن الاحتياجات الإنسانية لسوريا وصلت إلى أعلى مستوياتها بعد الزلزال القوي الذي أودى بحياة الآلاف هناك وجنوبي تركيا.
وذكرت أديلهيد مارشانج، كبيرة مسؤولي الطوارئ في المنظمة، أن تركيا لديها قدرة قوية على التعامل مع الأزمة لكن الاحتياجات الأساسية التي لن تُلبى على المدى القريب والمتوسط ستكون في سوريا التي تعاني بالفعل من أزمة إنسانية منذ سنوات بسبب الحرب وتفشي الكوليرا.
وفي لقاء مع "سبوتنيك"، تحدث محمد جلبوط، رئيس مجلس إدارة جمعية "نور" السورية للإغاثة والتنمية، عن العقوبات الأمريكية التي تقف بوجه المساعدات، قائلا: "استمرار هذه العقوبات في ظل استمرار هذه الأوضاع الكارثية والإنسانية الصعبة والتي يشاهدها العالم أجمع انما جريمة جديدة تضاف في سجل المجتمع الدولي الذي يتقاعس بشكل يومي".
وتابع قائلا: "اليوم هذا الزلزال كارثي والمطلوب تظافر كل الجهود، وهذه المساعدات المسيسة التي يتم العمل عليها الآن هي لجزء من الشعب السوري في مناطق الشمال، الأجواء هيستيرية في سوريا وسط غياب لأي فعل حقيقي للمجتمع الدولي على العكس تماما يواصل ما يسمى بالشرعية الدولية حصارها الخانق على الشعب السوري ويواصل الأمريكي حصاره الخانق، ويتذرع الآخرون مدّعوا الإنسانية وحقوق الإنسان بالعقوبات حيث أنهم لا يستطيعون إيصال المساعدات بحجة العقوبات على سوريا".
- "من أجل الإنسانية"... دول تتحدى العقوبات وترسل المساعدات لسوريا
سارعت عدد من الدول بإرسال مساعدات لسوريا، لتصل الأراضي السورية، صباح يوم الثلاثاء 7 فبراير، طائرة تابعة لوزارة الطوارئ الروسية، وعلى متنها طاقم من المنقذين للمساعدة في إزالة آثار الزلزال، وتضمن الطاقم 50 شخصا متخصصا بعمليات الإنقاذ مزودين بما يلزم من معدات ضرورية لتنفيذ عمليات البحث عن الأشخاص تحت الأنقاض وإنقاذهم.
من جهتها أرسل لبنان فريق إنقاذ متخصص للمشاركة في عمليات البحث والمسح الميداني الشامل في موقع الزلزال.، وضمت البعثة 12 فردًا من فوج الإطفاء، و25 من الدفاع المدني، و15 عنصرا من فوج الهندسة في الجيش اللبناني، و21 عنصرا من الصليب الأحمر اللبناني.
كما وصلت، صباح يوم الثلاثاء، طائرة جزائرية على متنها أكثر من 100 فرد تابعين للحماية المدنية الجزائرية للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ في سوريا.
ووصف دميتري أوميتنيخ، رئيس جمعية المستوردين والمصدرين في الرعاية الصحية الروسية "MEDEXIMA"، التفاعل مع هذا الحدث في سوريا بشكل ازدواجي، قائلا: "نحن الآن أمام حدث غير مسبوق. هذه كارثة إنسانية تتجلى حرفيا أمام أعيننا نتيجة لحالة طارئة - كارثة طبيعية - زلزال بقوة خطيرة، تسبب في دمار كبير جدا في المحافظات السورية، نرى أن المجتمع الدولي يتفاعل مع هذه الأحداث بطرق مختلفة تماما. نرى استخدام مزدوج للمعايير، ومن المؤسف أن هذا يحدث. فعلى سبيل المثال، تركيا، عضو في حلف الناتو، و يساعدها العالم كله، أكثر من 70 دولة".
وتابع : "بالطبع هذه مأساة، لكن في الوقت نفسه، نرى تلك المناطق الإشكالية، على سبيل المثال، المحافظات الشمالية من سوريا، تُركت لأجهزتها الخاصة للتعامل مع الوضع. ولذا كان الأمر دائمًا صعبًا للغاية في السنوات الأخيرة مع الوضع الإنساني واللاجئين والمدنيين.
وفي ظل ظروف الشتاء والبرد، والمأساة الرهيبة التي أدت إلى تدمير المنازل وموت الناس، سيكون هناك المزيد من المشاكل الإنسانية المتزايدة التي يجب أن يحلها العالم. لنرى ازدواجية في المعايير، حيث نرى أن ألمانيا تخصص مليون يورو فقط من خلال بعض الصناديق والجمعيات وهذا لا يكفي. لنرى في الوقت ذاته كيف يتم شحن المليارات إلى شرق أوكرانيا".
وأضاف: "نحن نجري مشروعًا ضخمًا بعنوان "الطب خارج العقوبات"، ما يدل على أنه لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يكون هناك تمييز عند تقديم المساعدة، ويجب تنحية السياسة جانبا، ونحن نلتزم باتفاقية جنيف، التي بموجبها توضع حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية في المقام الأول، ولا ينبغي أن تخضع لأي ضغوط. نزوّد السوريين بكل ما يحتاجونه من أدوية".
وأضاف: "مشروع "الطب خارج العقوبات" لجمعية المستوردين والمصدرين في الرعاية الصحية المصرح لها، ونحن نتعاون منذ سنوات عديدة، وطائراتنا توجهت بالفعل محمّلة بالمساعدات، وسأكون في دمشق في بداية الأسبوع. حيث سنذهب إلى الأماكن التي تعرضت للزلزال".