> محمد راجح
تزدهر مخبوزات "اللحوح" في اليمن خلال شهر رمضان، ما يجعلها مصدر رزق الكثير من الأسر، التي تستفيد من هذا الموسم في الحصول على عائدات مالية تعينهم على ضيق العيش.
ويفرض "اللحوح" نفسه بقوة على موائد اليمنيين، باعتباره من أهم مكونات وجبة "الشفوت" الشهيرة في هذا البلد، والتي تتكون بجانب الخبز اللبن والتوابل والثوم والخيار والطماطم وأصناف أخرى من الخضروات.
وتحرص غالبية محال ومتاجر بيع المواد الغذائية على توفير "اللحوح"، إذ يحتل أهم الرفوف في واجهات العرض لدى محال البيع في مختلف المدن اليمنية. كما تصطف بائعات هذا الصنف من الخبز في مداخل الأسواق التي تعتمد في مثل هذه المناسبات على إنتاج الأسر، ما يجعله متاحا للمستهلكين بمختلف مستوياتهم المعيشية، علاوة على سعره المناسب الذي يتراوح بين 150 و250 ريالا للقطعة الواحدة.
يقول حامد العباسي، بائع في متجر مواد غذائية بالعاصمة صنعاء لـ"العربي الجديد"، إن متجره يعتمد على بعض الأسر لتوريد كميات محددة من "اللحوح" بهامش ربح بسيط لا يزيد عن 50 ريالا للقطعة.
كما يؤدي الإقبال المتزايد على هذا النوع من الخبز في الأسواق إلى زيادة مبيعات المكونات الداخلة في إعداده كالزبادي وبعض أنواع البهارات.
وتقول خديجة التي تعمل في بيع اللحوح إنها تتواجد على الكرسي الذي تجلس عليه أمام مدخل سوق منطقة "القاع" المركزي وسط صنعاء بشكل يومي في رمضان، من الساعة الواحدة أو الثانية بعد الظهر إلى ما قبل حلول موعد الإفطار قليلا، بينما تشير بائعة أخرى إلى تأرجح مستوى المبيعات من يوم إلى آخر، إذ يصل متوسط المبيعات اليومي إلى ما يقارب 30 قطعة من "اللحوح"، تزيد في بعض الأيام وتقل في أيام أخرى.

وتشهد مثل هذه الأماكن منافسة شديدة بين البائعين والبائعات لجذب الزبائن وتقديم عروض مغرية تتنوع بين السعر والتحدث عن نوعية وجودة المادة أو الحبوب المكونة "للحوح".
يقول عبدالولي جبارة، وهو من سكان مدينة المحويت، لـ"العربي الجديد"، إنه رغم الإقبال الشديد على "اللحوح" خلال شهر رمضان إلا أنه يعد أيضا من الوجبات الرئيسية طوال العام في مختلف مناطق المحافظة والمحافظات المجاورة. وتحرص كثير من الأسر على تنويع استخدامات "اللحوح"، فهناك من يعده بمرق الدجاج، وهناك من يتناوله مع الشاي أو القهوة.
ومع انخفاض كمية الإنتاج من حبوب "الدخن" الذي يعد "اللحوح" من ألذ وأشهى الأصناف المنتجة منه، في كثير من المناطق اليمنية يلجأ البعض إلى إضافة بعض الحبوب الأخرى كالذرة أو الشعير وخلطها مع طحين "الدخن".
ويؤكد المحلل الاقتصادي فؤاد نعمان، لـ"العربي الجديد"، أن النسبة الغالبة من اليمنيين سلبت منهم الحرب والصراع الدائر في البلاد ما كان متاحا لهم من دخل وأعمال وأنشطة وسبل يعتاشون منها، لذا يمثل شهر رمضان فرصة للكثير منهم للعمل وتسويق الأنشطة والمنتجات التي أصبحت بعضها علامة خاصة ببعض الأسر التي يشترك جميع أفرادها في عمليات الإعداد والإنتاج والتسويق والبيع مع تصدر المخبوزات "كاللحوح" قائمة الاهتمامات بسبب الإمكانات المتاحة الداخلة في إنتاجها إلى جانب مخبوزات أخرى وأصناف من الحلويات يلاحظ انتشارها بشكل كبير مؤخرا في الأسواق المحلية في كثير من المدن اليمنية.
وتؤكد منظمات أممية أن تردي أحوال الأمن الغذائي في عموم مناطق ومحافظات اليمن جاء نتيجة انخفاض الإنتاج المحلي، وإعاقة وصول الواردات التجارية والإنسانية، وزيادة أسعار المواد الغذائية وأسعار الوقود، وانتشار البطالة، وفقدان الدخل، وانهيار الخدمات العامة وشبكات الأمان الاجتماعي.
وينعكس وضع اليمن المتردي في المؤشرات والتقارير الدولية، التي ترصد تراجعه المستمر في مؤشر بيئة أداء الأعمال خلال السنوات الثمان الماضية من عمر الحرب، حيث تراجع البلد إلى المرتبة الـ187 عام 2021.