> نبيل شايع:
اعتمدت أروى جلال، 30 عامًا، على راتب زوجها الشهري لسنوات، ولم يكن تأمين الأشياء الأساسية للعيش صعبًا. بعد أن نشبت الحرب في 2015، وانقطعت رواتب مئات الآلاف من الموظفين الحكوميين في 2016، تغيرت حياة أروى، وبدأت تجد صعوبة في توفير متطلبات العيش لها ولأطفالها الثمانية.
تقول أروى لـ ”المشاهد": "قررت أنا وزوجي أن نزرع الفراولة. لم يكن القرار سهلًا، بخاصة أن توفير المياه كان صعبًا".
تسببت الحرب في اليمن بخسارة مصدر الدخل للعديد من الأسر، ما دفع الكثير من النساء في الريف اليمني إلى القيام بأنشطة زراعية مكثّفة، والاعتماد على بيع المحاصيل الزراعية لمواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة.
بعد أشهر من العمل والزراعة، حصدت أروى وزوجها 20 سلة من محصول الفراولة، وباعته في الأسواق المحلية بـ180 ألف ريال، تلك البداية المثمرة كانت حافزًا قويًا لبذل المزيد من الجهد والاعتناء بالأرض.
لا تُعد أروى حالة نادرة في المجتمع اليمني، بل هي مثال واحد للعديد من النساء الريفيات اللواتي لجأن للزراعة لكسب لقمة العيش ومواجهة الظروف الاقتصادية التي فرضتها الحرب خلال السنوات الماضية.
- سميرة.. مزارعة البطاطس لـ 15 عامًا
اليوم، تعمل سميرة في مزرعة بطاطا في منطقة معبر بمحافظة ذمار، ويعمل تحت إدارتها سبعة من العمال. تعترف بأنها واجهت صعوبات كثيرة في بداية رحلتها العملية في المزرعة، لعدم معرفتها الجيدة بأساليب الزراعة.
تضيف سميرة لـ ”المشاهد": "بعد أن توليت إدارة المزرعة التابعة لزوجي، أصبح الحمل عليّ ثقيلًا. فإلى جانب تربية أولادي الثلاثة، كان عليّ أن أشارك في كل تفاصيل زراعة البطاطس، بدءًا من زراعة البذور، وانتهاءً بالحصاد، ومن ثم بيعه في الأسواق".
تقول سميرة إنها تطمح إلى توسيع الأرض الزراعية التي يمتلكها زوجها من خلال شراء أراضٍ أخرى، كما تطمح إلى زيادة أعداد المزارعين العاملين في مزرعة زوجها.
أماني محمد، طالبة في كلية الزراعة بجامعة ذمار، تقول لـ ”المشاهد" إن سميرة أصبحت مثالًا للمرأة القوية التي استطاعت التغلب على منغصات الحياة في زمن الحرب.
- الحاجة للتدريب
نبيهة محضور، مديرة مكتب الزراعة بمحافظة ذمار، ترى أنه من الضروري أن يتم تدريب النساء المزارعات، وتزويدهن بمعارف استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة بهدف تحسين الأداء ورفع الإنتاجية، وبهذه الطريقة سيتم الإسهام في زيادة الدور الريادي للنساء المزارعات بشكل فعّال ومُنظّم.