بمرارة وقلب حزين يحكي المواطن جمال السيد عمر الحالة البائسة والمؤلمة التي تعيشها صهاريج عدن وهي المكان الذي أقام به زفافه قبل 40 عاما.
وعن قصة ذهابه إلى الصهاريج قال المواطن جمال السيد:"في عصرية يوم الجمعة الماضي ذهبت وبرفقة اثنين من عيال ابنتي وهما ولد في الصف الخامس وبنت في الصف الثالث، ذهبنا سويا إلى ملعب الأطفال في الصهاريج، وعند وصولنا رأينا بعض النسوة مع أولادهن في ملعب الأطفال الذي بالكاد توجد فيه دراهين وبعضها اهترأت و"دحّلت" والدوارة الوحيدة مكسورة وتوجد "طحاسة" كبيرة وأخرى صغيرة والقليل من الأشجار لا غير".
وأضاف "قضيت ما يقارب ساعة أراقب عيال ابنتي وهم يلعبون هنا وهناك، ثم بعد ذلك ذهبنا لكي نشاهد تلك الصهاريج التاريخية الجميلة والهندسة العجيبة لتسلسل تدفق المياه".

ويصف جمال السيد مرارة ما رأى قائلا:" رأيت وبمرارة القلب الحزين الحالة البائسة والمؤلمة التي تعيشها تلك الصهاريج العظيمة، والأشجار الموجودة والتي تحن إلى شربة ماء وتعاني جفافًا حادًا"،
وتذكر جمال حال الصهاريج قديما: "أذكر أنني وقبل 40 عاما، وتحديدًا في عام 1980م أقمت زفافي بأم عيالي في هذا المكان العظيم والجميل، عندما كان اسمه منتزه الصهاريج السياحي، وكان يتبع وزارة الثقافة والسياحة، وكان هذا المكان له بوابة وكان نظيفا وجميلا، وأضواء ملونة وكافتيريا وكراسي وأمياز ومشرفين وعمال وحراسة أمنية، وكانت هناك رعاية تامة للأشجار والزهور والورود وسقايتها، واليوم يبكي هذا الصرح العظيم ويئن من الإهمال واللامبالاه".

وعن حال الصهاريج في فترة الاستعمار البريطاني يقول: "اهتم الاستعمار البريطاني بهذا المكان وقام بترميمه على أحسن ما يكون"
وأشار جمال إلى تلك البنايات العشوائية المبنية من قبل "ذوي النفوس المريضة" كما وصفهم قائلا: "على الجهة الجبلية الشرقية توجد حركة بناء عشوائي كما يوجد في آخر الرصة من الاقتحامات العشوائية بيت لواحد دكتور بنى في الداخل متخفيا، خلف مبنى خاص بالصهاريج"
وتعجب جمال من هذه الاقتحامات العشوائية والتي شوهت منظر وجمال الصهاريج، كما وصف الإساءة إلى الصهاريج، بأنها إساءة إلينا جميعًا نحن أهل عدن وكريتر.