لقد خالفتم الالتزام بقواعد تحالف الضرورة المؤقت، وأسأتم كثيرا لمفهوم الشراكة المرحلية؛ ولذلك في تقديرنا ولأسباب كثيرة باتت معروفة للجميع تقريبا؛ لم يعد ممكنًا بعد الآن التعايش مع هكذا مواقف؛ ولا قبول أيضا لمثل هذا السلوك المشبوه والمستهتر من قبل من يفترض بأنهم معنيون بإدارة سلطة الشرعية اليمنية القائمة والمعترف بها دوليا حتى الآن؛ والتي تتحمل أو هكذا يفترض بأنها مسؤولة على تسيير شؤون محافظات الجنوب المحررة وغيرها.
غير أن الكثير من أفعالهم وإجراءاتهم تدل على عكس ذلك في كثير من الأحيان؛ بل وتذهب مع الأسف باتجاه خدمة سلطة الأمر الواقع في صنعاء والشواهد على ذلك كثيرة؛ ولم يعد بمقدورهم بعد الآن إنكار ذلك؛ أو التنصل من مسؤوليتهم ودورهم في خدمة سلطة الانقلاب هناك مهما اختلقوا لذلك من أعذار ومبررات.
فكفى مراعاة وكفى صمتا؛ وكفى صبرا أيها الجنوبيون الأحرار على أولئك الذين لا يضعون قيمة ولا اعتبارا لحقوقكم الوطنية والإنسانية في الحياة؛ بل ويسخرون من عظمة تضحياتكم ويسترخصونها كثيرا؛ وهي التي قدمتموها وبسخاء عظيم قربانا لحريتكم وكرامتكم وحقكم في حياة آمنة مستقرة ومزدهرة؛ لن تنالوها أو تعيشونها، وكما ترغبون إلا عبر استعادة دولتكم الوطنية الجنوبية المستقلة.