> أحمد يسلم
تعتبر الجمعية التعاونية لتسويق المنتجات الزراعية والخدمات في محافظة
أبين، واحدة من المؤسسات الحيوية والتي امتلكت سابقا مشاريع طموحة في خدمة
مزارعي أبين، نظرا لتكوينها وقوامها المؤسسي، وامتلاكها لكثير من مقومات
تسويق وحفظ المنتجات الزراعية، بيد أن حالة الفراق الحكومي والرسمي والأمني
أصابها في مقتل، فبسط عليها من بسط ونهبوا مقوماتها، وبالنسبة لقياداتها
فهم يجولون ويطرقون أبواب الجهات الرسمية والأمنية والمحاكم لعلهم يجدون من
ينصفهم.
"تأسست الجمعية التعاونية لتسويق المنتجات الزراعية والخدمات بموجب القانون بتاريخ 15/2/2001، وتم إشهارها رسميا بحضور وكيل وزارة الزراعة حينها المهندس فريد مجور، وعلي الصريمي رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي، حيث تشكلت الجمعية بقوام 206 عضوا مساهما، ينتمون إلى جميع مديريات محافظة أبين، وساهمت عشر جمعيات تعاونية وخيرية في إطار الجمعية كأعضاء مساهمين، ويقود نشاط الجمعية مجلس إدارة منتخب مكون من تسعة أعضاء وهيئة تنفيذية بقوام خمسة أعضاء.

انطلقت أهمية تأسيس الجمعية من ضرورة ملحة، باعتبار محافظة أبين من أشهر وأكبر المحافظات الزراعية، لهذا كان لابد أن تقوم الجمعية بالتجهيزات اللازمة من المنشآت، حيث شرعت على الفور منذ تأسيسها بتشييد وإقامة العديد من المنشآت الحيوية، في إطار مهامها وبما يلبي تقديم الخدمات الزراعية للمزارعين والمستهلكين والمواطنين معا، منذ تسلمها سوق القرنعة في مدينة الكود على النحو التالي:

- بناء إدارة متكاملة لتسير نشاط وعمل الجمعية.
- تشييد ثلاجة كبرى سعة 100 طن، داخل السوق المركزي لغرض حفظ المنتجات من الخضار والفواكه، وضمان تسويقها وفق أدق شروط الحفظ للخضار والفواكه، بموجب المعايير المتعارف عليها دوليا.
- تشييد ثلاجة متوسطة أخرى لحفظ المنتجات الزراعية بجانب محطة الوقود.
- إعادة تأهيل السوق المركزي للخضار والفواكه، ورفع جدرانه من الجهتين الغربية والشمالية.
- بناء هنجر (مستودع كبير) للخزن.
- إقامة خزان مياه لتوفير وتحسين خدمات السوق.
- توفير ميزان للشاحنات والحافلات لضبط ومعرفة الحمولة.

الناهبون استغلوا الانفلات الأمني في حرب 2015 واستولوا على أراضي الجمعية
وعن ماتم نهبه والاستيلاء عليه من أصول وممتلكات الجمعية يكمل سعيد الهمامي حديثة قائلا: "نحب إطلاع الجهات الرسمية والرأي العام عبر صحيفة "الأيام" على ماتم نهبه والاستيلاء عليه من أصول وممتلكات الجمعية وهي على النحو التالي:
* الاستيلاء على إدارة الجمعية بكافة أصولها ومكاتبها الواقعة في السوق المركزي(القرنعة) وكذلك البناء فوق مباني الإدارة.
* تدمير وتشليح الثلاجة الكبرى الواقعة داخل حرم السوق المركزي، وكذا الثلاجة الأخرى المشيدة بجانب محطة الوقود.
* السطو والاعتداء على أراضي الجمعية والبناء عليها.
* الاعتداء على محطة الوقود وإيقاف عملها لمدة سنتين متتاليتين، خلال عامي 2015-2016م لكنها استأنفت عملها بعد هذه الفترة، بجهود كبيرة ومتابعات مضنية.
* نهب وبيع الميزان الخاص بالشاحنات والحافلات الفارغة والمحملة بالخضار والفواكه.
* بناء مدرسة داخل حرم الجمعية، رغم اعتراضنا وإبرازنا لكل وثائق الجمعية، ومراسلاتنا الرسمية مع كافة الجهات بوقف التعدي على حرم وأراضي الجمعية الزراعية. مع العلم بوجود أرضية جاهزة لبناء المدرسة، حددها أهالي القرنعة، لكن هناك من أصر على بناء المدرسة في حرم الجمعية، ليفسد كل خططنا إزاء إعداد سوق مركزي بالمواصفات المطلوبة، وصاحب هذا الاستيلاء على مستودع الجمعية، وإلحاقه بالمدرسة التي بنيت على أراضي وحرم الجمعية، ورفض إدارة مدرسة القرنعة تفريغ مستودع الجمعية، رغم توجيهات المحافظ ومدير عام تربية أبين ومدير عام مديرية خنفر .
* إحراق أرشيف الجمعية وسرقة كل محتويات وأثاث وخزنة الجمعية.
ومع كل هذا كانت الخسارة الكبرى في تعثر تنفيذ مشروع المجمع التسويقي الذي صمم وفق أحدث المواصفات، ليلبي متطلبات التسويق الزراعي، وتوقفه نظرا لحرب 2015م والمقدم من البنك العربي الإسلامي بقيمة 660 ألف دولار أمريكي.
بدورنا في صحيفة "الأيام" سألنا الأخ أحمد سعيد بوليب المدير المالي للجمعية، عن دورهم وماقاموا به تجاه هذا العبث كإدارة وهيئة تنفيذية، ليجيب قائلا:
نحن أجرينا متابعات جادة ومستمرة مع السلطة المحلية والمجلس الانتقالي، وألاجهزة الأمنية والحزام الأمني، وتقدمنا إلى المحكمة والنيابة رسميا، ضد كل الباسطين والناهبين ومدعي الملكية بغير وجه حق، ونحن لم نقف مكتوفي الأيدي إطلاقا من أول وهلة، عادت فيه السلطة المحلية والأجهزة الأمنية لممارسة مهامها وحتى اللحظة، وحصلنا على أوامر من السلطة المحلية وأجهزة الأمن، بل وأحكاما قضائية آخرها حكم محكمة زنجبار الصادر بتاريخ 4/6/2023 كلها لصالح الجمعية، ونعلن من هنا أننا نحترم الأحكام القضائية، مهما كانت لأنها أساس إحقاق الحق، ولكن بانتظار التنفيذ الذي طال انتظاره، ذلك أن عقلية السطو على كل ماهو متعلق بالحقوق والممتلكات العامة هنا في أبين طاغية ومتمرسة، لكننا مادمنا أحياء نرزق على هذه الأرض لن نسكت ولن نستسلم، مهما كانت الظروف المحيطة والصعوبات، وسلاحنا في ذلك الوثائق الثبوتية والقانونية، وميداننا المحاكم والقضاء والنيابة، لأن حماية الممتلكات العامة لاتحميها قبيلة ولاشلة.
الأخ سالم علي جعيم عضو مجلس إدارة الجمعية أدلى بدلوه قائلا: نحن نؤمن بالنظام والقانون، لأن هذه تربيتنا وسلوكنا، وعلى هذا الأساس لدينا ملفات متكاملة، تتعلق بأصول الجمعية وممتلكاتها ووثائقها القانونية، المدونة في سجلات السجل العقاري، وكافة التوجيهات من السلطة وأجهزة الأمن والنيابة، بإخراج الباسطين والمقتحمين بل وأحكام قضائية، كل هذه المعوقات والصعوبات طرحناها رسميا على طاولة المحافظ، والمجلس الانتقالي، وقيادتي الحزام الأمني والأمن العام، ونحن بانتظار موقفهم وقراراتهم التنفيذية.
كلمة أخيرة نقولها هنا إننا نعد القضاء هو الفيصل بيننا وبين من يدعي أو ينازع الجمعية بشيء، ومن لم يثبت حقا، عليه أن يتحمل النتائج بموجب القانون. قضية أصول وممتلكات وأراضي الجمعية التعاونية، لتسويق المنتجات الزراعية والخدمات محافظة أبين، هي قضية رأي عام، وحق من الحقوق -ليس لمساهميها- فحسب بل وكل من تهمه المصلحة الوطنية ومصلحة المزارعين والمواطنين كافة.
