> تعز «الأيام» العين الأخبارية:

قابل الحوثيون مبادرات فتح الطرقات بمزيد من التعنت، كان آخرها مبادرة عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح، لفتح طريق حيس - الجراحي بالحديدة.

ولم يقدم الحوثيون أي تنازلات تشفع لهم لدى اليمنيين سواء بموجب اتفاق الهدنة أو اتفاق ستوكهولم، بما فيه بند الطرقات الذي تحول إلى ملف منسي دوليًا رغم قيمته الإنسانية.

المبادرة التي قادها طارق صالح، والتي قوبلت بالرفض من الحوثيين، واستهدفت تخفيف معاناة ملايين المدنيين في محافظتي الحديدة وتعز، سبقتها مبادرات حكومية كثيرة كان من بينها فتح الطرقات لرفع حصار تعز.

ويغلق الحوثيون طرقًا كثيرة مهمة وحيوية ليعزلوا مناطق ومحافظات بأكملها، لاسيما محافظة تعز المحاصرة، ومحافظة الحديدة المعزولة، ما تسبب بازدحام وعرقلة تنقلات المدنيين وشاحنات البضائع في طرق نائية ووعرة وضيقة.

ووفقا لمصادر حكومية لـ "العين الإخبارية" فإن مليشيات الحوثي تغلق أكثر من 20 طريقًا رئيسيًا في 7 محافظات يمنية، منها حجة والحديدة والضالع والبيضاء ومأرب والجوف، ما أجبر المواطنين على التنقل عبر طرق بديلة مميتة، وغير معبدة عبر جبال وعرة، أو صحراوية رميلة قاسية.

أمام هذا الوضع يلاحظ اليمنيون صمت الوسطاء الدوليين وعدم وقوفهم على هذا الملف الإنساني، وذلك رغم المناشدات الحكومية والحقوقية للمجتمع الدولي التي تطالب بعدم تجاهل ملف الطرقات في المفاوضات المقبلة.
  • حصار صامت
يرقى قطع الطرقات الداخلية إلى حصار داخلي تفرضه مليشيات الحوثي والتي ترفض على مدى 9 أعوام من الحرب كل الاتفاقيات والمبادرات لتسهيل تنقلات المدنيين وهو ما يعري نوايا المليشيات بالقبول بأي حل سياسي سلمي.

وقال الناشط السياسي اليمني إبراهيم بكيرة، إن جماعة الحوثي مستمرة بحربها ضد المدنيين في مختلف المجالات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية، وأنها ماتزال ترفض أي مبادرة لفتح الطرقات الداخلية أمام المواطنين، كما هو الحاصل في مدينة حيس بالحديدة.
وأوضح بكيرة، أن المواطن في مدينة الحديدة يحتاج أكثر من 19 ساعة سفرًا، ليصل إلى العاصمة المؤقتة عدن ومثلها في طريق العودة، كون المسافر يمر عبر الطرقات البديلة الوعرة بسبب تعنت المليشيات لفتح خط حيس الجراحي أمام المواطنين.

وتساءل بكيرة، عن من يقف خلف مليشيات الحوثي، لتستمر برفضها وتعنتها بفتح طريق حيس، والتي ينتج عنها مضاعفة معاناة المواطنين؟، مشيرًا إلى أن من يقف خلف الحوثي هو نفسه من منع مواصلة تحرير محافظة الحديدة، ولم يتم الضغط على المليشيات بالالتزام بالاتفاقات الدولية التي رعاها.

وانعكس قطع الطرقات على قاطني المدن المحاصرة كتعز وحيس وخلّف آثارًا متعددة، ولعل الجانب الاقتصادي كان له الأثر الأكبر في حياة المواطنين، فالبضائع القادمة من مناطق الحوثي تباع بأسعار مضاعفة جدا، ورغم البعد الإنساني تواصل المليشيات استثمار هذه الملفات سياسيا لفرض مشروعها الطائفي بالقوة، وفقًا لمراقبين.