> عدن "الأيام":
المحكمة ترفض طلب محامي المتهم بإحالته إلى الطب النفسي
عقدت محكمة المنصورة الابتدائية جلستها الاولى، الخميس، برئاسة القاضي فهد محمد البناء عضو محكمة المنصورة، للنظر في قضية مقتل الشابة فاطمة محمد عمر سرور دومان، والتي عرفت اعلاميا بـ "جريمة توب سنتر"، والمتهم فيها محسن رشاد محسن احمد المخيري.

- تنصيب محامي للمتهم
سأل القاضي المتهم عن اسمه فكان يقرب المكرفون من فمه ثم ينزله عدة مرات ولا يتكلم، أمر القاضي باحضار المتهم إلى منصة قريبة من القاضي لكنه ظل على وضعه لا يتكلم، وحين قرأ عليه اسمه او مأ براسه موافقا.

المتهم لم يرد.
القاضي: هل يوجد احد من ذوي المتهم في القاعة ؟
رفع اثنان ايديهما، احدهم عمه والاخر شقيقه.
عم المتهم: كنا سنوكل له محامي لكن المتهم رفض ذلك.
شقيق المتهم: بحثنا عن محامين للترافع عن المتهم لكن ذلك قوبل بالرفض.
القاضي للمتهم: يا محسن، حين حققت معك النيابة قلت انك لن تتكلم الا في وجود محامي، لماذا الان لا يوجد معك محامي ؟
المتهم صامت لا يرد.
عرض القاضي على المحامي عبدالعزيز بن صلاح الموجود في القاعة الترافع عن المتهم لكنه رفض ذلك بشدة، حاولت محامية اولياء الدم اقناعه ايضا بالترافع عن المتهم لكي تستقيم الاجراءات ولا تتعطل الجلسة لكنه رفض.
القاضي يلتفت لمحام اخر: هل ستترافع عن المتهم ؟
يتقدم المحامي محمد عبدالرحيم موافقا ويقدم بطاقته للقاضي، فتقرر المحكمة تنصيبه محاميا عن المتهم.
- قرار الاتهام
بعد تنصيب المحكمة محاميا للمتهم، طلب القاضي من النيابة العامة قراءة قرار الاتهام ، وطلب من المتهم الاصغاء للقرار لكي يرد عليه.

وجاء نص قرار الاتهام كالتالي:
"تتهم النيابة العامة، محسن رشاد محسن أحمد – 21 عاما ، بانه بتاريخ 1 اغسطس 2023 بدائرة اختصاص نيابة ومحكمة المنصورة الابتدائية قتل عمدا وعدوانا نفسا معصومة الدم هي المجني عليها فاطمة محمد عمر سرور دومان، بان قام بتوجيه طعنات قاتلة في جسد المجني عليها بواسطة سكين خنجر ، اثناء تواجدها في الدور الثالث من مركز توب سنتر التجاري في المنصورة، في الصدر والظهر والرقبة واخترقت التجويف الصدري والاوعية الدموية نتج عنها النزيف الدموي الغزير والوفاة، كما اوضح ذلك تقرير الطبيب الشرعي بقصد قتلها، وعلى النحو المبين تفصيلا في الاوراق.
- رد المتهم على قرار الاتهام
طلب فضيلة القاضي فهد البناء من المتهم الرد على قرار الاتهام الذي تلته النيابة العامة، فظل صامتا ولم يتكلم.
أمر القاضي بالسماح للمتهم بالاقتراب منه اكثر، وتم اقتياده الى أمام القاضي مباشرة، وظل القاضي يسأله هل تقر ام تنكر بما جاء في قرار الاتهام؟.. لكن المتهم اقترب من القاضي وكان يتكلم بصوت خافت غير مسموع للحاضرين.
مرت عشر دقائق والقاضي يحاول اقناع المتهم بالرد دون جدوى، واخيرا امر باعادته الى مكانه.
- النيابة تقرأ اعترافات المتهم
قام عضو النيابة بقراءة ادلة الاثبات واولها الاعتراف، حيث اعترف المتهم في محاضر جمع الاستدلالات وتحقيقات النيابة العامة، بقوله: "كلمت فاطمة اني باكلم اختي تجي تخطبها من اهلها لكنها رفضت، واثناء ما كنا في الدور الثالث من مركز توب سنتر بالمنصورة زاد غضبي ، وكانت فاطمة تغلف الثياب ، اتيت لها من الخلف وكان بيدي سكين خنجر وقمت بطعنها خمس طعنات في الظهر والصدر والرقبة، والطعنة الاخيرة اتت في عينها ودخلت السكينة في عينها ، وكنت اشتريت السكين قبل فترة من الواقعة، وكنت لابس يوم الحادثة جرم كوم لونه اسود وسروال جينز ازرق والاصابة التي في اصبعي هي من السكين اثناء محاولة طعن فاطمة".

– المتهم صامت لا يرد، يرفع المكرفون الى قريب من فمه ثم ينزله للاسفل دون ان يتكلم.
- مواجهة المتهم بأقوال الشهود
شهادة الشاهد ع.ع.ن.ك في محاضر جمع الاستدلالات والتي قال فيها : "بعد صلاة العشاء من تاريخ 1 اغسطس 2023 صعدت الى الممر في الدور الثالث في مركز توب سنتر بالمنصورة ، وبعد ان خرجت ونزلت الدرج سمعت بنت تقول ابو ناصر ابوناصر ، ورجعت الى مصدر الصوت في الدور الثالث، وعندما اقتربت من المكان شاهدت المتهم يجري مسرعا نحو الدرج ، ووصلت الى مكان فاطمة وكانت مرمية على ظهرها في الارض ، والدماء تسيل من فمها وانفها من الجانب الايمن وشاهدت السكين مغروس في عينها اليسرى ، وحاولت اخرجه من عينها وما قدرت ، ثم نزلت الى الدور الارضي وصيحت للعمال وتم نقل فاطمة الى مستشفى البريهي وعلمت لاحقا انها توفت ".
كما افاد الشاهد بقوله في محاضر التحقيقات: "حضرت الى ادارة البحث الجنائي مع محققي المنصورة اثناء اخذ اقوال المتهم ، وقد اعترف امامي بدون ضغط او اكراه من احد وبكامل ارادته بانه قام بقتل فاطمة محمد عمر".

- تقرير الطبيب الشرعي
- التقرير الفني المصور
- رد المتهم على ادلة الاثبات
القاضي: من هذا الشخص الذي في الصورة ؟
المتهم يحملق بنظره في الصورة ولا يرد.
القاضي: ليش ما ترد ، هل تحاول تقنعني انك مجنون او فيك حالة نفسية ؟
المتهم صامت لا يرد.

- مواجهة المتهم بسلاح الجريمة
محامية اولياء الدم تطلب القصاص من المتهم والتعويض من مالك توب سنتر
وفي الجلسة قدمت المحامية ليزا مانع القباطي ، محامية اولياء الدم، دعوى مطالبة اولياء الدم بالقصاص الشرعي من المتهم لقتله المجني عليها التي كانت تعمل لمساعدة واعالة اسرتها كما كانت على وشك الالتحاق بالتعليم الجامعي.
كما تقدمت محامية اولياء الدم بدعواها المدنية ضد مالك محل توب سنتر الذي ارتكبت فيه الجريمة ، قائلة ان "المحل توجد فيه كاميرات مراقبة ولكن لا يتوفر فيه موظف مختص بمشاهدة الكاميرات ، ولو كان فيه موظف مختص بذلك لكان بامكانه الحيلولة دون ارتكاب الجريمة خاصة وان الجريمة قد اخذت وقتها " – حد تعبيرها.
وطالبت محامية اولياء الدم بالامر بالقصاص الشرعي والقانوني من المتهم ، والامر بالتعويض المدني تجاه مالك محل توب سنتر بتعويض اولياء الدم عما اصابهم من ضرر مادي ونفسي وجراء تحميله المسؤولية التقصيرية مبلغ وقدره خمسون مليون ريال يمني.
محامي المتهم يطلب عرضه على طبيب نفسي والنيابة تعترض
وفي الجلسة طالب محامي المتهم باحالته الى الطب النفسي لما ظهر عليه من سلوكيات في المحكمة، ولما ظهر من ظروف اعتقاله حيث تم الامساك به ياكل بسكويت بجانب الجامعة اللبنانية بعد ارتكابه للجريمة.
واعترضت النيابة العامة على طلب محامي المتهم، حيث تحدث القاضي بحيى ناصر الشعيبي قائلا: " المتهم طبيعي جدا وحالته طبيعية ، ويحاول امام المحكمة ان يتظاهر بأن لديه حالة نفسية مصطنعة ، فالمتهم اعترف تفصيلا في محاضر جمع الاستدلالات وامام شهود الاقرار بتفاصيل سليمة متطابقة مع واقع الحادثة، كما هي اعترافاته امام النيابة العامة طبيعية وتفصيلية".
- قرار المحكمة
قررت المحكمة أن التزام المتهم بالصمت أمام المحكمة لا يدل الا على كمال وعيه، وقال القاضي: "أن الثابت للمحكمة انه قد طرحت عدة أسئلة على المقربين من المتهم كأخيه محفوظ الذي سئل في محاضر جمع الاستدلالات ان كان اخيه يعاني من حالة نفسية ، فاجاب انه ليس فيه شيء سوى شحنات في رأسه تسبب له الدوخة أحيانا، كما ان الشاهدة (م) افادت بذلك حرفيا وان المتهم لا يتعاطى اي نوع من انواع الادوية".
وتابع القاضي: "وكيف يمكن ان يكون المتهم يعاني من حالة نفسية وصلت الى هذا الحد من العدوانية دون ان يعرف عنه ذلك".
1- رفض الطلب المقدم من محامي المتهم.
2- اعطاء النيابة العامة فرصة لتقديم ادلة وشهود الاثبات، والتأجيل الى يوم الاثنين 21 اغسطس.