الوحدة الوطنية والتلاحم والتراحم والتعاون والترابط والتكافل هما ما نحتاجه جميعنا اليوم في الجنوب. إننا بحاجه لأن نحب بعضنا ونحب هذا الوطن ونستعيده، لقد ضيعنا هذا الوطن بسبب الأنانية والمناطقية والعنصرية، علينا إدراك الحقيقة التي يجب أن تكون هي المنطلق أن كل ممارساتنا التي ذكرناها تنم عن جهل يخيم على عقولنا، ويقودنا إلى المجهول.

كم عدد سكان الجنوب اليوم؟ لا يتجاوز الخمسة مليون نسمة، لدينا مساحة أرض وثروة تعيشنا ملوك جميعنا. لو أدركنا أخطاءنا، واعترفنا بها واتفقنا على تجاوزها خلفنا، وانطلقنا خلف قيادة وطنية صادقة ومؤهلة تقود البلاد والعباد إلى الأمان والاستقرار والاستثمار، فسوف يعم الخير علينا جميعا. بل إننا سنحتاج لاستيراد عمالة من الخارج للقيام بالكثير من الأعمال، التي لن نتمكن من إنجازها بحكم قلة العدد.

إن الجنوب لديه خيرات لا تعد ولا تحصى، لكن لديه شعب غالبيته جهلة، يمارسون كل أنواع الفساد والعنصرية والذاتية والمناطقية. فمتى سوف يصحو هذا الشعب ليحافظ على هذا الوطن الغالي والغني، بكل أنواع الثروة.

إن الاصرار على اختطاف السلطة في الجنوب من قبل من لا علم ولا معرفة لهم، قد أضاع على الجنوب الكثير من الثروة والوقت، وأتاح الفرص لأعداء الجنوب، لاستغلال ذلك الجهل لتمزيق الوحدة الوطنية الجنوبية، وهذا ليس من اليوم بل منذ ما بعد الاستقلال عن الاستعمار البريطاني.

لذلك علينا اللحاق بالفرصة قبل أن تضيع ونعمل جميعا وبدون استثناء على توحيد الصف، وقول الحق والابتعاد عن النفاق والكذب، والعمل على اختيار الأفضل من بيننا ليقودنا إلى أن نصل إلى مصاف الدول والشعوب الحية. فهل من مجيب إنها دعوة من مجرب عاش ما قبل الثورة، وعاش مرحلة الثورة، وما بعد الثورة وإلى اليوم. إنها دعوة صادقة من مجرب لا يقصد بها أي مصلحة غير مصلحة الوطن والشعب في الجنوب. دمتم بخير ودام الوطن عزيزًا وغاليًا وقويًا إن شاء الله.