سلطة الأمر الواقع في صنعاء الحوثي ربما قوى دولية لها مصلحة في وجوده حيث أوقفوا تقدم قوات العمالقة الجنوبية نحوه وهي على مشارف الحديدة بمبرر دواعٍ إنسانية! لديه حليف إقليمي داعم وفي العرض أظهر قوة عسكرية، الوساطات وكذا الزيارات الدولية تتحرك بين صنعاء والرياض، وفقًا لمستجدات المشهد وما يتردد عن تسوية سياسية صار طرف في معادلة المفاوضات التي بات يرفضها ويرفض الجلوس على طاولة واحدة مع الشرعية أو أي أطراف أخرى، ويتمسك بالمفاوضات مع السعودية لتحقيق شروطه ومطالبه وعلى نحو ما نشرته صحيفة "الأيام" عدد يوم الإثنين 23/10/ 2023 بعنوان «رسميًا صنعاء ترفض التفاوض مع الشرعية أو أي أطراف محلية أخرى».

السعودية تتجه نحو مخرج من الحرب ويتردد أن لديها خططًا تنموية تزيد التفرغ لها وضمان تحقيق أمنها واستقرارها، وتأمين منشآتها وأعيانها ومناطقها ومشاريع خططها التنموية القادمة، دول العالم إقليمية كانت أو دولية لها مصالحها ومواقفها تنطلق منها وتقيم علاقاتها على أساسها، الشرعية لا وجود حقيقي ولا تمتلك قرارها المستقلي، المجلس الانتقالي الجنوبي يتمتع بحاضنة شعبية ومدنية وسياسية كبيرة، ولديه قوات وقدرات عسكرية جنوبية، جيش وأمن وعلاقات سياسية ودبلوماسية خارجية.

ويقوم بزيارات مستمرة إلى الخارج، والدول الفاعلة في القرار الدولي آخرها حضوره ومشاركته في اجتماعات الدورة 38 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وتوصيل قضية شعب الجنوب وحقه في استعادة دولته ولأول مرة في تاريخ القضية إلى أهم محفل دولي، ولديه علاقات مع دول التحالف السعودية والإمارات، لم تصل علاقاته بعد إلى حليف دولي قوي وفاعل على غرار الاتحاد السوفييتي أيام دولة الجنوب، ومكبل بشراكة مع الشرعية في المجلس الرئاسي وحكومة المناصفة لا تسمن ولا تغني من جوع.

مع نهب ثروات الجنوب والاستيلاء على عائداته وإيراداته المحلية والمنح والمساعدات الخارجية، وحرب إفقار وتجويع وأسعار وخدمات ووظيفة عامة وحق العمل وتعطيل أهم المرافق السيادية الاقتصادية والإيرادية، وإخراجها عن الخدمة مصفاة وميناء عدن أنموذجًا.         

والتشبث بوجود القوات العسكرية التابعة لإحدى القوى السياسية الواقعة في إطار الشرعية في وادي حضرموت متحفزة للاتجاه نحو عدن وليس صنعاء، يمتلك المجلس الانتقالي من أوراق اللعبة والخيارات ربما وعالم اليوم يعترف بالقوي الموجود على الأرض، ما يجري في غزة من قبل إسرائيل حرب إبادة جماعية واستهداف المدنيين العزل والنساء والأطفال وتدمير مساكنهم على رؤوسهم، وتشريد من يتبقى منهم وتدمير البنى التحتية والمنشآت والمصالح الخدمية والصحية المياه والكهرباء والمستشفيات والوقود ومخازن الغذاء والدواء، ودور العبادة والعلم والتعليم وغيرها، وفي ضل صمت رسمي عربي وإسلامي إقليمي ودولي المثال الأبرز الحي والملموس للقوة والمصالح كعنوان لعالم اليوم.