أذهل شعب فلسطين العالم.. اجتذبت ملحمة غزّة القلوب والأرواح، كانت المقاومة ترسم صبيحة 7 أكتوبر صورة جديدة للنضال المبدع في لوحة عبقرية جسّدت أسطورة الحرية وصوت فلسطين.
قدّمت الكتائب الباسلة "طوفان الأقصى"، بروح وثّابة وشجاعة، نسّقت مفرداته خطوطًا ورسومًا وأقواس نصر في سماء "الغلاف" الذي حسِبَهُ العدو جدار الصد الذي يحميه ويحرسه، يوم أن صُدِم المحتل بالإغارة، وروّعته الهجمة، وظنّ أن المقاومة صارت إلى الكُمون وخلدت للراحة، حتى جاء الموعد في توقيت مُدهش عطّل جهاز الجيش، وشوّش على التقنية، ولبّس على تفكير الجنرالات، وأرعب بنيامين.
كان 7 أكتوبر لشعب فلسطين وللأُمّة يومًا من الدهر، زَلْزَلَ الصهاينة وعبث بصورة "الجيش الذي لايُقهر وقذف في أعماقه الرُعب.
غزّة لن ترحل إلى سيناء، وستمكث مصر في أرضها وتشيد حضارتها بقوة جبل الطُّور، وجَلَد موسى النبي، وبندقية غزّة.
لقد انتفضت الشعوب من أجل غزّة وفلسطين في كل الأقطار، وصرخ الشعب العربي الكريم بأعلى صوته من عمّان إلى القاهرة إلى عدن، وبدأ صوت الكيان الغاصب يخفت ويبهُت.
وهبّت شعوب بلاد الباكستان والتُّرك وماليزيا، وخرج يهود ونصارى غاضبين في أمريكا وعواصم أوروبية ضد الإرهاب الصهيوني، وآلة القتل الإجرامية المتوحشة، واحتشد الملايين من المسلمين في آسيا وأفريقيا.
ولنا نحن في هذا الجنوب الحبيب عاشقٌ لفلسطين، ذكرى جميلة مع أرض الزيتون، ويسرني أن أكتب لكم كلمات هذا الصوت، الذي طالما عانق أثير سماء عدن الباسلة في زمن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الفتية: "صوت فلسطين ..صوت الثورة الفلسطينية".
(هذا صوت فلسطين ..صوت الثورة الفلسطينية.. يحييكم) ويلتقي بكم مؤكدًا عهده معكم على مواصلة مسيرة النضال بالكلمة الأمينة، المعبِّرة عن الطلقة الشجاعة من أجل تحرير كامل الوطن المحتل، بالجماهير العربية، معبّأةً ومنظّمةً ومسلّحة، وبالحرب الثورية طويلة الأمد أسلوبًا، وبالكفاح المسلّح وسيلةً.. حتى تحرير فلسطين، كل فلسطين".