كشفت الحرب القذرة التي يشنها العدو الإسرائيلي على أهلنا في غزة، والتي تستهدف المدنيين بشكل عام، والأطفال بشكل خاص والأحياء السكنية والبنى التحتية والمستشفيات والمدارس والمخابز ..الخ، كشفت عن عورة الأنظمة العربية التي تقف اليوم عاجزة عن القيام بأي عمل جماعي أو فردي يردع إسرائيل، ويجعلها تعيد حساباتها وتوقف هذه الحرب القذرة، مكتفية بإلقاء الخطب الرنانة وإطلاق التصريحات المحذرة لإسرائيل من توسيع رقعة الحرب، خوفًا من أن يصلهم نارها وليس خوفًا على أطفال غزة، وكذا بعقد الاجتماعات والمؤتمرات التي لا تتعدى قراراتها الغرف والقاعات التي تعقد فيها.
والتوجه بالشكوى والبكاء على منبر الأمم المتحدة. وفي هذا السياق تحضرني عبارة لرئيسة وزراء بريطانيا مارجريت تاتشر الملقبة بالمرأة الحديدية، عندما سألها صحفي عند إعلان بريطانيا الحرب على الأرجنتين على إثر خلاف حول جزر الفوكلاند المتنازع عليها بين الدولتين، لماذا لم تذهبي وتشتكي الأرجنتين إلى الأمم المتحدة؟ كان جوابها فيه كثير من الاحتقار والإهانة للعرب .. قالت لسنا عربًا حتى نذهب ونشتكي إلى الأمم المتحدة.