> «الأيام» غرفة الأخبار:
قال باحث أمريكي، إن جماعة الحوثي التابعة لإيران، اتخذت قرارًا انسحبت بموجبه، من المباحثات التي أجرتها في أوقات سابقة، مع المملكة العربية السعودية، بشأن الحرب في اليمن، ويستعدون لإعلان حاسم بعدما لعبوا ما قال إنها أقوى أوراقهم.
وقال الباحث الأميركي آشر أوركابي في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست إنه قبل أقل من شهر بدا الأمر كما لو أن جماعة الحوثي على وشك التوصل إلى اتفاق سلمي مع المملكة العربية السعودية والحكومة الجمهورية اليمنية المعترف بها دوليا.
وأدى هدوء القتال النشط في اليمن إلى اعتقاد البعض بأن جماعة الحوثي المسلحة قد هدأت وأنها مستعدة للجلوس إلى الطاولة الدبلوماسية. كما أثار ما وصفه الباحث الأمريكي بـ "تطبيع العلاقات السعودية – الحوثية" مزيدًا من التشكيك في الروابط المزعومة بين الجماعة المتمردة وإيران.
لكن في تناقض صارخ، بعد هجمات غزة في 7 أكتوبر الماضي، سمحت قيادة الحوثيين بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة متعددة في اتجاه المنطقة الجنوبية لإسرائيل. يضيف الباحث.
ويقول أوركابي إن الانضمام إلى حرب بعيدة وإنفاق موارد ثمينة، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد مما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية من صنع الإنسان في العالم، قد يبدوان كأنهما سلوك قيادة متوهمة. ومع ذلك، فقد تم القيام به في الواقع بحسابات باردة ويحمل عواقب إقليمية مخيفة أكثر بكثير من عدد قليل من الصواريخ.
وشعار الحوثيين سيئ السمعة “الموت لأميركا .. الموت لإسرائيل .. اللعنة على اليهود والنصر للإسلام” لا يفعل الكثير لتحسين الحياة اليومية لليمنيين. يقول الباحث.
ومع تراجع شعبيتهم اتجه الحوثيون إلى طاولة المفاوضات مع المملكة العربية السعودية، وهم على استعداد ظاهريًا للتفاوض على وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع.
وفي 7 أكتوبر الماضي وفر هجوم حماس ما وصفه الباحث "هدية سياسية للحوثيين"، حيث خرج ملايين المتظاهرين إلى الشوارع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، احتفالًا بحماس ودعوا إلى المزيد من الهجمات ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وألقى عبدالملك الحوثي خطابًا متشددًا، مستشعرًا الاحتجاج الشعبي المتزايد وفرصة لتعزيز صورة جماعته المعادية لإسرائيل، ومحذرًا الولايات المتحدة وإسرائيل من دخول الحوثيين المحتمل في الحرب مع إسرائيل. كما يقول الباحث.
ويقول أوركابي إنه منذ احتجاجات الربيع العربي في عام 2011، التي أطاحت بجيل من “الدكتاتوريين” في الشرق الأوسط، لم يتدفق هذا العدد من اليمنيين إلى شوارع صنعاء.
وبمشاهدة مئات الآلاف من المتظاهرين في الشارع، الذين تجمعوا لأسباب لا علاقة لها بالسياسة اليمنية، رأت قيادة الحوثيين فرصة لحشد الرأي العام لصالحها.
وبهذا القرار ربما يكون الحوثيون قد تمكنوا من إحياء شعبيتهم الضعيفة في اليمن وانسحبوا - من جانب واحد تقريبًا- من مفاوضات السلام بينهم وبين السعودية.
ويرى الباحث أن إعلان مليشيات الحوثي التابعة لإيران، تنفيذ عمليات ضد الكيان الإسرائيلي، يعتبر انتصارًا لهم، على المكونات اليمنية الأخرى، التي لم تعلن تنفيذ عمليات ضد الكيان.
ومن خلال مهاجمة إسرائيل والدخول في الصراع إلى جانب حماس وحزب الله، أعلن الحوثيون رسميًا عن انتمائهم إلى إيران.
ومع ذلك فإن فهم أفعالهم على أنها حرب ضد إسرائيل يمكّن السلوك السياسي لهؤلاء الوكلاء الإيرانيين من هامش حرية واسع، حيث سيتم من الآن فصاعدًا وصف من يعارض تفوقهم وحكمهم بأنه متعاطف مع الصهيونية.
ونمت شعبية تحالف الوكلاء المسلحين الإيرانيين بين عشية وضحاها، مع تصويرهم كأبطال من قبل العامة كدليل على الطبيعة المنتشرة لحملاتهم الدعائية العالمية.
ولا يشك أوركابي في أن قوات الحوثيين ستستمر في إطلاق الصواريخ على إسرائيل، مدركين أنه حتى الفرصة البعيدة لضربة ناجحة ستزيد من إعلاء مكانة جماعتهم في المنطقة بشكل كبير.
ومع ذلك، فإن خطر صعود الحوثيين وتشددهم يمثل تهديدًا، ويطل الجزء الذي يسيطر عليه الحوثيون من اليمن على نقطة الاختناق البحرية المهمة لمضيق باب المندب. ويبلغ عرضه تسعة وعشرين كيلومترًا فقط في أضيق نقطة له، وهو رابع أكثر الممرات المائية ازدحامًا في العالم، حيث يربط بين البحر الأحمر والمحيط الهندي.