​لقد اعترفت المملكة العربية السعودية بالحوثي الإيراني المجوسي وتثبت وجوده في الحكم وتلغي وجود كل من قاتل الحوثي طوال تسع سنوات من الحرب.

إن اعتراف المملكة بالحوثي على حساب الشرعية اليمنية وعلى حساب القوى الوطنية الجنوبية التي قاتلت وحررت أراضيها من الاحتلال الحوثي. إن هذا الحدث يعبر للأسف عن نهج خاطئ للمملكة، سوف تنعكس آثاره المدمرة عليها وعلى أمنها خلال الحقبة التاريخية القادمة.

إن سياسة التخلي عن الحلفاء والاعتراف بالأعداء سياسة مدمرة، لم يسبق أن تعاملت بها أي دولة من قبل، إن ما تحضر له المملكة بهدف إنهاء حالة الحرب في اليمن يعكس مدى الضعف والوهن الذي تعيشه المملكة اليوم، وعلى الرغم من المغازلة الحوثية للمملكة بإقامة كيان ملكي في شمال اليمن، فإن ذلك لا يعدو كونه مغالطة مفضوحة، لأن الحوثي ذراع من أذرع النظام الإيراني في قم وطهران، ومعروف توجه نظام الملالي، أنهم يعملون على تصدير الثورة ويخططون لكي يمتد نفوذهم إلى أرض الحرمين الشريفين، وبمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والماسونية العالمية. فأين هم خبراء السياسة السعوديين من هذا الخطأ الذي سوف ترتكبه المملكة، فبدلًا من تقوية حلفائها في جانب الشرعية والانتقالي الجنوبي، اتجهت إلى تقوية جانب عدوها التاريخي الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة، في الوصول للسيطرة  على أرض الحرمين الشريفين، لذلك فإننا ندعو إلى مراجعة الأمر قبل أن يقع الخطأ ويصعب تجاوزه فيما بعد.