> «الأيام» القدس العربي:
تقدمت المعركة في غزة في مسارين مختلفين في نهاية الأسبوع: الأول، العسكري
في الميدان، الذي يعمق فيه الجيش سيطرته؛ والآخر السياسي، الذي أوضح فيه
لإسرائيل بأن الائتمان الدولي لمواصلة الحرب يوشك على النفاد.
أما في الجانب العسكري، فقد سجل الجيش الإسرائيلي لنفسه غير قليل من الإنجازات. ومع أن الجمهور اطلع على أسماء القتلى، لكن الواقع في الميدان مختلف. وضعت اليد على وسائل قتالية كثيرة في شمال القطاع، وانكشفت فوهات أنفاق ومسارات أخرى للأنفاق، وتجلى الإنجاز في استسلام المئات من رجال حماس. لم يوضح بعد إذا كان الحديث بالفعل يدور عن مقاتلين أم مدنيين، لكن الصور تثير نقاشاً يقظاً بين الخبراء فيما إذا كانت هذه بوادر علائم انكسار في أوساط حماس. يمكن التقدير بأنها أحداث تدل بالفعل على ضائقة متزايدة في شمال القطاع، وإن لم تصبح بعد ظاهرة واسعة. رغم أن السيطرة على الأرض جلبت رضى الآن، فقد قرر الجيش مواصلة أعماله شمالي القطاع، للتسهيل على أي عمل عسكري مستقبلي في هذه الجبهة.
الوضع في جنوب القطاع مختلف؛ فمع أن الجيش يعمل بقوة لوائية كبيرة في خان يونس، لكنه لم ينجح بعد في كسر أربع كتائب لحماس تعمل في المدينة. والتقدير أن ذلك يتطلب ثلاثة أسابيع، وربما أكثر، فيما التشديد الأساس على محاولة المس بمسؤولي حماس الكبار، وعلى رأسهم يحيى السنوار وشقيقه محمد، اللذان يعملان في هذه الجبهة، وفقاً لكل المؤشرات.
بخلاف الآمال، فإن تعميق العمل العسكري في شمال القطاع وجنوبه لم يؤدِ حتى الآن إلى استئناف المفاوضات لتحرير المخطوفين. كما أن الجهد لتحرير أحد المخطوفين في عملية خاصة فشل فجر الجمعة، ولاحقاً لذلك، علم أن المخطوف ساهر باروخ قتله آسروه. أوضح الجيش الإسرائيلي أن جهوداً مشابهة ستستمر في المستقبل أيضاً، رغم الظروف المعقدة لنجاحها.
المشكلة الأساس لإسرائيل تلوح في الساحة السياسية؛ فمع أن الولايات المتحدة استخدمت يوم الجمعة حق الفيتو في مجلس الأمن على مشروع قرار يدعو إلى وقف نار فوري في غزة، لكن على إسرائيل أن تكون قلقة من أنه باستثنائها صوّتت باقي الـ 13 دولة مع مشروع القرار (بريطانيا امتنعت). وثمة تقارير مختلفة في واشنطن تشير إلى أن الولايات المتحدة تعتزم السماح لإسرائيل بمواصلة القتال حتى نهاية السنة الميلادية، أي ثلاثة أسابيع من اليوم قبل أن تطالبها بإعادة الانتشار.
ونتيجة لذلك، ربما تعلق إسرائيل في معضلة صعبة؛ فمن جهة، وعد القيادة لمواصلة القتال حتى القضاء على حماس وتحرير كل المخطوفين؛ ومن جهة أخرى انعدام الشرعية الدولية لمثل هذه العملية، والأسوأ هو إمكانية مواجهة مباشرة مع إدارة بايدن التي كانت حتى الآن هي الجبهة الداخلية السياسية – الأمنية الأساس لإسرائيل ومورد السلاح الحصري لها.
ربما تطلب إسرائيل تمديد هذه الفترة، ضمن الاستجابة للمطلب الأمريكي لخطوات إنسانية تخفف عن المواطنين في القطاع. لكن عليها الاستعداد بالتوازي لإمكانية أن تكون المرحلة الحالية في الحملة أقصر مما كان مخططاً لها، ولا تتضمن الآن عملية في رفح أو في المخيمات الوسطى. معنى الأمر أن حماس لن تهزم تماماً، وعلى افتراض أنه لن يتحرر كل المخطوفين حتى ذلك الحين، فبانتظار إسرائيل انتقاد داخلي حاد على عدم تحقيقها أهداف الحرب المعلنة. وستكون الحكومة مطالبة بالمناورة في هذا التوتر في الأسابيع القريبة القادمة، بينما لا يلوح في الخلفية حل للتوتر في الشمال، وتتعاظم الحاجة لاتخاذ سلسلة خطوات تخفف من الأزمة الاقتصادية الداخلية.
أما في الجانب العسكري، فقد سجل الجيش الإسرائيلي لنفسه غير قليل من الإنجازات. ومع أن الجمهور اطلع على أسماء القتلى، لكن الواقع في الميدان مختلف. وضعت اليد على وسائل قتالية كثيرة في شمال القطاع، وانكشفت فوهات أنفاق ومسارات أخرى للأنفاق، وتجلى الإنجاز في استسلام المئات من رجال حماس. لم يوضح بعد إذا كان الحديث بالفعل يدور عن مقاتلين أم مدنيين، لكن الصور تثير نقاشاً يقظاً بين الخبراء فيما إذا كانت هذه بوادر علائم انكسار في أوساط حماس. يمكن التقدير بأنها أحداث تدل بالفعل على ضائقة متزايدة في شمال القطاع، وإن لم تصبح بعد ظاهرة واسعة. رغم أن السيطرة على الأرض جلبت رضى الآن، فقد قرر الجيش مواصلة أعماله شمالي القطاع، للتسهيل على أي عمل عسكري مستقبلي في هذه الجبهة.
الوضع في جنوب القطاع مختلف؛ فمع أن الجيش يعمل بقوة لوائية كبيرة في خان يونس، لكنه لم ينجح بعد في كسر أربع كتائب لحماس تعمل في المدينة. والتقدير أن ذلك يتطلب ثلاثة أسابيع، وربما أكثر، فيما التشديد الأساس على محاولة المس بمسؤولي حماس الكبار، وعلى رأسهم يحيى السنوار وشقيقه محمد، اللذان يعملان في هذه الجبهة، وفقاً لكل المؤشرات.
بخلاف الآمال، فإن تعميق العمل العسكري في شمال القطاع وجنوبه لم يؤدِ حتى الآن إلى استئناف المفاوضات لتحرير المخطوفين. كما أن الجهد لتحرير أحد المخطوفين في عملية خاصة فشل فجر الجمعة، ولاحقاً لذلك، علم أن المخطوف ساهر باروخ قتله آسروه. أوضح الجيش الإسرائيلي أن جهوداً مشابهة ستستمر في المستقبل أيضاً، رغم الظروف المعقدة لنجاحها.
المشكلة الأساس لإسرائيل تلوح في الساحة السياسية؛ فمع أن الولايات المتحدة استخدمت يوم الجمعة حق الفيتو في مجلس الأمن على مشروع قرار يدعو إلى وقف نار فوري في غزة، لكن على إسرائيل أن تكون قلقة من أنه باستثنائها صوّتت باقي الـ 13 دولة مع مشروع القرار (بريطانيا امتنعت). وثمة تقارير مختلفة في واشنطن تشير إلى أن الولايات المتحدة تعتزم السماح لإسرائيل بمواصلة القتال حتى نهاية السنة الميلادية، أي ثلاثة أسابيع من اليوم قبل أن تطالبها بإعادة الانتشار.
ونتيجة لذلك، ربما تعلق إسرائيل في معضلة صعبة؛ فمن جهة، وعد القيادة لمواصلة القتال حتى القضاء على حماس وتحرير كل المخطوفين؛ ومن جهة أخرى انعدام الشرعية الدولية لمثل هذه العملية، والأسوأ هو إمكانية مواجهة مباشرة مع إدارة بايدن التي كانت حتى الآن هي الجبهة الداخلية السياسية – الأمنية الأساس لإسرائيل ومورد السلاح الحصري لها.
ربما تطلب إسرائيل تمديد هذه الفترة، ضمن الاستجابة للمطلب الأمريكي لخطوات إنسانية تخفف عن المواطنين في القطاع. لكن عليها الاستعداد بالتوازي لإمكانية أن تكون المرحلة الحالية في الحملة أقصر مما كان مخططاً لها، ولا تتضمن الآن عملية في رفح أو في المخيمات الوسطى. معنى الأمر أن حماس لن تهزم تماماً، وعلى افتراض أنه لن يتحرر كل المخطوفين حتى ذلك الحين، فبانتظار إسرائيل انتقاد داخلي حاد على عدم تحقيقها أهداف الحرب المعلنة. وستكون الحكومة مطالبة بالمناورة في هذا التوتر في الأسابيع القريبة القادمة، بينما لا يلوح في الخلفية حل للتوتر في الشمال، وتتعاظم الحاجة لاتخاذ سلسلة خطوات تخفف من الأزمة الاقتصادية الداخلية.
يوآف ليمور
إسرائيل اليوم