> أحمد الأغبري:
كان العام 2023 بالنسبة لليمن حافلًا بأحداث مفصلية، ارتبطت في مجملها بمفاوضات السلام والوساطة الإقليمية، والحرب الإسرائيلية على غزة. وبالإضافة إليهما شهدت البلاد أحداثًا عديدة أبرزها نقل حمولة خزان النفط المتهالك صافر لخزان آخر، وإعلان تشكيل قوات احتياط تابعة للحكومة المعترف بها باسم «درع الوطن» وتنظيم المجلس الانتقالي الجنوبي لقاء أقر ما اسماه الميثاق الوطني الجنوبي، كما عقد الدورة السادسة لجمعيته الوطنية في المكلا عاصمة محافظة حضرموت، ونجم عن دخول بعض قيادات الانتقالي للمحافظة بصحبة مدرعات ردود فعل حضرمية تبلورت في ملتقى سيئون، ومن ثم عقد لقاء في الرياض انتهى بإعلان تأسيس مجلس حضرموت الوطني، علاوة على ما شهدته البلاد من خسائر جراء إعصار تيج الذي ضرب ثلاث محافظات في شرق البلاد؛ عقب تصعيد إعلامي وبرلماني يمني ضد مصادقة الحكومة على اتفاقية مع شركة اتصالات إماراتية.
انتهى العام وما زال السلام يقف في اليمن على رجل واحدة مع تفاؤل حذر.
- حرب اقتصادية
- فلسطين
- مواجهات
عسكريًا أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، بتاريخ 29 يناير، قرارًا قضى بإنشاء وحدات عسكرية تسمى «قوات درع الوطن» و«تكون احتياطي القائد الأعلى للقوات المسلحة» وفق نص القرار؛ وهي القوات التي ما زالت مثار جدل، لاسيما وأن الرياض هي مَن تولت تمويلها وتدريبها وتجهيزها قبل إصدار قرار انشائها.
- صافر
على الصعيد الإنساني فشل مؤتمر المانحين لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن 2023 الذي عقد في جنيف بتاريخ 27 فبراير، في الحصول على تعهدات تغطي حتى نصف تمويل وكالات الإغاثة الأممية العاملة في البلد، وفق ما حددتها المنظمة الدولية. كما شهدت محافظات أرخبيل سقطرى والمهرة وحضرموت تأثيرات وتداعيات إعصار تيج خلال الفترة 23- 25 أكتوبر، ونجم عنه تأثر أكثر من عشرة آلاف أسرة.
إلى ذلك نجحت الأمم المتحدة خلال العام في انقاذ البيئة في البحر الأحمر من تسرب النفط من الخزان العائم «صافر» من خلال خطة لم تكتمل مراحلها، إلا أنها استطاعت تجاوز الخطر الكامن في خزان صافر المتهالك الراسي قبالة ساحل ميناء رأس عيسى غرب البلاد، والذي تسببت الحرب هناك منذ عام 2015 في ايقاف أعمال صيانته؛ ما جعل من حمولته البالغة 1.1 مليون برميل نفط تهديدًا للبيئة في المنطقة في حال حدوث تسريب. وأعلنت الأمم المتحدة بتاريخ 11 أغسطس الانتهاء من نقل النفط من الخزان صافر إلى سفينة يمن (نوتيكا سابقًا).
كما شهدت صنعاء على الصعيد الإنساني خلال العام المنصرم حادثًا مأساويًا جراء التدافع من أجل الحصول على مساعدات زهيدة، وقضى في حادث التدافع الذي شهدته العاصمة في 19 أبريل نحو 85 شخصًا والكثير من الجرحي.
- حضرموت
واصل المجلس الانتقالي الجنوبي (الانفصالي) تصعيده طوال العام 2023؛ فعقد لقاءً تشاوريًا للمكونات السياسية الجنوبية خلال 4-8 مايو بعدن بهدف تفويضه ممثلاً لما يُعرف بالقضية الجنوبية، مطالبًا بفضل الجنوب عن الشمال في اليمن، وهو الحدث الذي أثار جدلًا واسعًا، واعتذر عن المشاركة فيه عدد من المكونات الجنوبية، إلا أنه انتهى إلى ما اسماه إقرار «الميثاق الوطني الجنوبي». كما عقد «الانتقالي» الدورة السادسة لجمعيته الوطنية في مدينة المكلا عاصمة حضرموت خلال 21- 22 مايو في سياق سعيه لتعزيز حضوره في هذه المحافظة النفطية. قبيل انعقاد اجتماع جمعيته الوطنية (العمومية) في المكلا دخل «الانتقالي» إلى حضرموت بمعية أرتال من العربات المدرعة، وهو ما مثل استفزازًا لأبناء حضرموت؛ فعقد بعض قياداتها في سيئون (عاصمة وادي حضرموت) في18 مايو، اللقاء التشاوري الحضرمي للمكونات والقوى الحضرمية السياسية والنخب والشخصيات الاجتماعية» بهدف تحديد موقف موحد من مجمل ما يعتمل في حضرموت من تطورات سياسية، وفي ضوء ما تم من استفزازات عسكرية لمدينة المكلا المسالمة» وفق البيان الختامي، وبناء على مخرجات اللقاء دعت السعودية عددًا من زعامات حضرموت، وعقدوا في الرياض اجتماعات خلال 21 مايو- 19 يونيو انتهت بإعلان تأسيس مجلس حضرموت الوطني؛ الذي أعلن في 28 نوفمبر تسمية هيئة رئاسته.
- تصريحات:
تبرز بعض التصريحات السياسية لقيادات يمنية أثارت ردود فعل شديدة خلال العام، ومنها ما صدر عن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي في فبراير لوسائل إعلام سعودية، قائلًا إن «الحديث عن القضية الجنوبية أو نقاش حولها في هذا الوقت قد يكون غير مناسب، ومعالجتها ستكون في إطار النظام السياسي ومضمون الدولة وشكل النظام السياسي المستقبلي». وفي رد رسمي منشور على صفحة المجلس الانتقالي في منصة إكس أكد المجلس أن «تصريحات العليمي غير دقيقة، ولا تشير إلى جدية الشراكة والتوافقات التي انبثقت عن مشاورات مجلس التعاون الخليجي».
ولاحتواء الأزمة التي نتجت عن تلك التصريحات صرّح مصدر مسؤول في مكتب رئيس المجلس الرئاسي، معتبرًا أن بعض مضامين تلك التصريحات «فُسرت في سياق لا يعبّر عن حقيقة موقف رئيس المجلس من القضية الجنوبية».
- شخصيات:
من أبرز الشخصيات اليمنية التي رحلت خلال عام 2023 السياسي والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، والوزير الأسبق، أحمد الأصبحي، الذي توفي بصنعاء في 4 يوليو عن عامر ناهز 76 عامًا.
«القدس العربي»