> «الأيام» العين الإخبارية:
يجمع قادة ومحللون في الشؤون اليمنية أن جماعة الحوثي هي المتضرر الوحيد من قرار تصنيفها كمنظمة إرهابية، والذي دخل حيز التنفيذ في 16 فبراير.
- لا أضرار جوهرية
ويرى خبراء يمنيون أن هناك آثار عدة لقرار تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية تصب في مصلحة اليمنيين، بعد أن ارتكبت العديد من الانتهاكات بحق أبناء الشعب اليمني.
ويضيف أن "الحكومة الشرعية تستطيع أن تضع أُسسًا وقوانين، تسهل للمنظمات العبور وإيصال المساعدات والأغذية إلى مناطق الحوثيين، بكل سهولة وأكثر أمنًا".
ويشير الباحث السياسي إلى أن تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، يصب بدرجة أولى في صالح اليمنيين والحكومة الشرعية، لأن هذه الجماعة كان من المبكر جدًا يجب تصنيفها كجماعة إرهابية.
كما يسهل ذلك للحكومة اليمنية المُضي قدمًا في كثير من الإجراءات، إن هي أرادت، إذ أن التصنيف بكل عِلّاته هو إيجابية، وتصب في خانة تقوية مركز الحكومة وتشد عضد اليمنيين"، وفقًا للشميري.
- الحوثي المتضرر الوحيد
في الصدد، قال المحلل العسكري العقيد محسن ناجي: إن القرار الأمريكي الذي دخل حيز التنفيذ في 16 فبراير الجاري، باعتبار الحوثيين تنظيمًا إرهابيًا دوليًا، لا يشكل أي عقبة حقيقية في طريق تدفق المساعدات الإنسانية إلى اليمن، والتي ستستمر في التدفق بنفس الوتيرة السابقة.
وأضاف لـ"العين الإخبارية"، أن "المتضرر الوحيد من قرار التصنيف، هي قيادات المليشيات، التي ستتعرض لعقوبات مالية، ومنعها من السفر، وخلاف ذلك من العقوبات التي حدد التصنيف طبيعتها وحجمها، بحسب قائمة الأسماء التي ستقدمها وزارة الخزانة الأمريكية المعنية بنشر كشف بأسماء قيادات الحوثي المفروض عليهم عقوبات".
ووفق ناجي فإن هناك فرقًا بين تصنيف الحوثيين (كتنظيم إرهابي دولي) وبين تصنيفهم (كتنظيم إرهابي أجنبي)، فالتصنيف الأول لا يمثل صدوره من جانب أمريكا أي خطر حقيقي على مصالح اليمنيين، ولن تفرض على اليمن أي عقوبات بسبب هذا التصنيف، والذي اقتصر فقط على معاقبة القيادات الحوثية دون سواها.
على عكس التصنيف الثاني والذي لو اتخذته الإدارة الأمريكية بحق الحوثيين، لكانت له تبعات خطيرة على مصالح الشعب اليمني الذي سيتعرض لحصار شبه شامل، وستمنع عنه دخول المساعدات الإنسانية الكبيرة، التي تتدفق على اليمن، وسيفرض على اليمن حصار جوي وبحري، وغيرها من العقوبات المترتبة على مثل هذا القرار.
- تأثيرات على اتفاق السلام
وفي السياق، يرى الناشط السياسي عبدالله عبدالكريم أن قرار التصنيف الاستثنائي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لجماعة الحوثي كجماعة إرهابية، أخذ بعين الاعتبار الجانب الإنساني، بحيث لا يؤثر التصنيف على تدفق المساعدات والمواد الأساسية، والسفر عبر الطيران للمواطنين، من خلال إضافة آلية أمريكية جديدة لمنح التصاريح.
وأضاف عبدالكريم أن "التصنيف تأثيره خارجي أكثر منه تأثيرًا للداخل اليمني، ما يعني أن أنشطة وأموال المليشيات والشخصيات التي تتعامل معها في الخارج، ستكون تحت المجهر وستزيد عملية منع تهريب الأسلحة".
يتبقى جانب واحد قد يكون للقرار تأثير عليه لكنه أيضًا محكوم بجدية ونية الحوثيين لتخفيف معاناة الناس، وهو عملية السلام التي تتضمن صرف المرتبات وفتح الطرقات، فإن مضت عملية السلام قدمًا دون عرقلة القرار لإتمامها، فقد تكون هناك موانع لإيداع المرتبات في البنك المركزي بصنعاء فرضها التصنيف، وفي هذه الحالة قد ترفض جماعة الحوثي هذا الإجراء وتمنع صرف المرتبات وبذلك قد يتضرر المواطن اليمني، وفق الناشط السياسي.