ما دام هناك اقتصاد حرب داخلي يتنامي ووسائل تمويل ذاتية تتطور فلن يعجز تجار الحرب ومهربو الأسلحة والذخائر وصانعوها المحليون عن إيجاد طرق جديدة ومستمرة لإعلان الحرب وتغذية الحرب واستمرار الصراع، وجر البلاد إلى حروب متتالية أخرى أطول أمدًا وأكثر تعقيدًا ربما لن ينحصر أثرها على البلاد ومحدودية نطاقها الجغرافي ولكن تصبح حرب إقليمية تظهر رؤوسها العالمية بين حين وآخر. وهذه هي الحروب التي تفرض أجندتها على أرض الواقع.. الواقع المشبع بالبؤس والضيم والصراعات على السلطة في رؤوس مفتعليها الذين لطالما تشدقوا بالانتصار وصنع الإنجازات خلف متارس القوة العسكرية أو مخادع المؤامرات أو وهم التطلعات لفرض سياساتهم وعنجهية نظامهم.

هكذا أراد نظام صنعاء العفاشي بادعاءاته التي لطالما خدع بها دول العالم والإقليم بأنه باقٍ على ضم الجزء إلى الكل وفرض وحدة الإلحاق بالقوة.

فلم يأتِ في بال أحد من أبناء الجنوب أن دائرة الحرب ستدور بدوائرها المتتالية طوال العقود الثلاثة الماضية من عام 1994م حتى 2024م ومتغيرات وقائع الحرب أكانت عسكرية معلنة أو سياسية متخادمة أو اقتصادية وخدماتية لها أدوارها خلف الكواليس، لكنها تلتقي جميعًا بأنها الحرب المستمرة على الجنوب.

اليوم تتكشف الحقائق وتأتي المقاربات والمقارنات لتكشف لنا التخادم بين الحوثيين والعناصر الإرهابية والإخوانية وكذا التخادم بين نظام صالح العفاشي والإخوان، وما ترتب على ذلك طوال 30 عامًا من التآمر على شعب الجنوب وقضيته.

فهل استفاد الجنوبيون من تجارب الحروب واستمرارها عليهم ؟؟؟