رغم مرور تسع سنوات على تعذيب الناس في عدن وموت كثير من المرضى بسبب تردي الخدمات وخاصة الكهرباء ورغم عدم الاهتمام من قبل السلطات بما يحصل في عدن إلا أن هذا الشعب لايزال يقاوم وصابر ولكن للصبر حدود.

واليوم زادت المعاناة وزادت ساعات العذاب في حر الصيف وزاد ظلم حكام عدن على هذا الشعب، متشبثين بالسلطة وهم غير مؤهلين لها يوهمونا بالنصر خلال تسع سنوات لكننا لم نرَ إلا هزيمة الأنفس لم نرَ إلا تغيير كل ما هو جميل في عدن إلى الأسوأ لم نرَ إلا الهوامير تنهب وتنهش في أجسام البشر، لم نرَ إلا رسم قوانين وهمية لجمع الأموال مثل الضرائب والإتاوات، لم نرَ سوى مزيدًا من البلطجة.

في الحقيقة يصعب الوصف عما يحصل اليوم في عدن من قبل سلطات الأمر الواقع وكل ما حاولنا أن نتفاءل زادت معاناتنا. هكذا هو واقع عدن اليوم

وبالتالي ضاعت الحقيقة وضاعت حقوق المواطن بين الانتقالي والشرعية، الانتقالي هو سلطة الأمر الواقع في عدن وهو الوجه الأول للشرعية وهو المانع والحاجز والمعرقل الأول والأخير أمام عمل الحكومة هذه هي الحقيقة شئنا أم أبينا. المؤسسات كلها بيد الانتقالي والموانئ والإيرادات بمختلف أنواعها ومسمياتها كذلك (الحماية الأمنية) العسكرية بيد الانتقالي كل صغيرة وكبيرة في عدن بيد الانتقالي.

وفي أي بلد في العالم تكون سلطة البلديات هي المسؤولة عن الخدمات كما نسميها نحن هنا السلطة المحلية هذا شغلها دون أحد يعترضها لا أحزاب ولا مكونات ولا غيرها من التسميات ولكن عندنا هنا دخلت السياسية في كل شيء تقريبًا حتى خصوصيات المواطن لم تسلم منها، يعني ذلك أن الإدارة في عدن غير منتظمة وغير رشيدة ومخترقة في نفس الوقت طالما والخدمات الضرورية غير متوفرة بالمعنى الصحيح عام بعد عام والحال هو هو لم يتغير شيء نحو الخدمات وخاصة الكهرباء وكأننا منتظرين الصيف يتغير في العام القادم إلى شتاء على طول، كل هذه السنين مرت بعذابها وبتجاربها وبمعاناتها ولا أحد فكر من المسؤولين رسم خطة مستقبلية تنهي الأزمة السبب أن عندهم رسم الخطط للمصالح الشخصية فقط، لماذا لم يتم رسم خطة لمؤسسة الكهرباء والمياه تكون ثابتة ماليًّا وعمليًّا سنويًّا من إيرادات المحافظة للسنة القادمة مثلًا تفاديًّا لما حصل قبلها في السنة التي مضت.

ليش عملنا كله عشوائيا وبعيدًا عن النظرة المستقبلية وقريبة إلى المصالح الشخصية، الناس صبرت كثيرًا والعذاب زاد عن حده والضمائر تبدو معدومة لدى القائمين على شؤون عدن، وأخيرًا وليس بآخر.. الله موجود يمهل ولا يهمل.