قام الدكتور/ رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي القائد العام للقوات المسلحة بزيارة كُلِّيَّة الطيران والدفاع الجوي في محافظة مأرب- 29 أبريل 2024م - وجرى له استقبال رسمي ، وكأنه زار دولة أجنبية ، وتكمن اهمية الزيارة أنها الأولى بعد اكثر من عشر سنوات وتضمنت التالي...

1.الادعاء بان حكومة الشرعية تسيطر على محافظة مأرب مع انها تسيطر على مديريتين فقط من اصل 14 مديرية ، ثمان مديريات تحت سيطرت انصارالله واربع مديريات تركهم (تكتيكيا) لإظهار التنازع بقصد ربطهن بالمحافظات الجنوبية ، مقابل تركت حكومة الشرعية مديرية مكيراس بمحافظة ابين لانصارالله لربطها بالمحافظات الشِّمالية ، لكي لا يطالب الجنوبيون باستعادة دولتهم "ج ي د ش " بعد تحرير محافظاتهم وخير مثال تصريح د. عبد الملك المخلافي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأسبق بان" الحكومة تعمد إلى تعطيل الحياة وتدمير البنية التحتية للعاصمة عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة بهدف منع الانفصال "وهذا ما نشهده حتى اليوم.(1)
2. ويراد من الزيارة ما جاء بكلمة الرئيس" أن محافظة مأرب صمام امان الجمهورية وبوابة النصر لاستعادة مؤسسات الدولة، ومن هولاء الطلاب سيكونون في مقدمة صفوف القوات المسلحة لتحرير ما تبقى من محافظات الجمهورية واستعادة صنعاء من قبضة الميلشيا الحوثية الإرهابية ".

والملاحظ انه ولأول مرة ان الرئيس لم ينعت ايران بالعدو والتدخل بشؤون اليمن كما دأب في كل مناسة.(2).
ويرمي بان الحكومة الشرعية بصدد استعادة ما تبقى من المحافظات الشِّمالية بعدا ان أصبحت قوات انصار الله قوة دولية تقصف السفن العسكرية الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية وغيرها.. ليس المارة في باب المندب والبحر الأحمر وجنوب المحيط الهندي فحسب، وإنما السفن في البحر الأبيض المتوسط المتجهة إلى إسرائيل بسبب ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة للإبادة الجماعية والحصار الخانق من إسرائيل وحلفائها.

ويرمي أيضا انه لولا تصدي مأرب لكان الحوثي قد استعاد المحافظات الجنوبية المحررة بمعنى ان مأرب حررت مديريات" عسيلان وبيحان وعين" في شبوة من قوات الحوثي بدلا من قوات العمالقة الجنوبي التي نقلت عنوة من الحديدة.
أو ربما إننا أمام مشهد جديد مغاير عندما كان جيش الشرعية يسلم المحافظات الشِّمالية لقوات الحوثي يداً بيد بعدتها وعتادها وانضمامه اليها ؟

لكن ما يعرفه الجميع أن المعارك تدار حتى اليوم بين القوات الجنوبية والقوات الشِّمالية على الحدود المتاخمة في الضالع ولحج ، وقصف عدن وحضرموت وشبوة بالصواريخ وبالطائرات المسيرات وابسط مثال في العام 2019م.

*في العاشر من يناير 2019م قصف الحوثي الحفل الذي أقيم في قاعدة العند العسكرية محافظة لحج بصاروخ بالستي أدئ إلى قتل العميد / محمد صالح طماح قائد الاستخبارات العسكرية وسبعة عسكريين و11 جريحاً.

*وفي الأول من أغسطس 2019 م قصف الحوثي العرض العسكري في معسكر الجلاء بعدن بصاروخ بالستي أدى إلى قتل العميد/ منير محمود أبو اليمامة قائد الحزام الأمني و30 قتيل وعددا كبيراً من الجرحى العسكرين.
*وفي 30 ديسمبر 2019م قصف الحوثي الحفل العسكري بملعب الصمود في الضالع بصاروخ بالستي ادى إلى سقوط 6 قتلى و25 جريح.

3.    ومن المؤكد أن زيارة الرئيس العليمي لكلية الطيران جاءت بعد الاتفاق بين صنعاء والرياض بصفقة " مقايضة " بوقف الحرب مقابل عودة المحافظات الجنوبية إلى باب اليمن والا كان قصف الحوثي الحفل بصاروخ بالستي أثناء القاء الرئيس الكلمة في الكلية وهو يهدد ويتوعد بتحرير بقية المحافظات من قبضة مليشيات الحوثي الإرهابية والخ، لكن الحفل مر بهدوء وسلام ورعاية وطمأنينة، بل وبحراسة مشددة من قوات الحوثي خشية من قصف الحفل من قبل طرف ثالث ، أو انه كان على انصار الله أن ينتقموا لمقتل الرئيس صالح الصماد رئيس اللجنة الثورية لانصار الله ومرافقية أثناء زيارته لمحافظة الحديدة في 19في أبريل 2018م ،كما قصف في 30 ديسمبر 2020 م مطار عدن الدولي بعدة صواريخ بالستية أدى إلى قتل خمسة وعشرين قتيل وأكثر من 110جريح جميعهم كانوا مسافرين عند وصول الطائرة التي كانت تقل الحكومة الشرعية المشكلة في الرياض (3).

والملاحظ أن الحكومة الشرعية طوال تسع سنوات حرب لم تقصف ولو مرة واحدة أي حفل عسكري اقيم في صنعاء أو اي محافظة شمالية اخرى.
وقبل الأخير نقول للذين يعتقدون أن الطبخة نضجت واستوت بعد الممارسات الفظيعة الممنهجة التي ترتكبها سلطة الامر الواقع ( مجلسي القيادة والوزراء اليمني ) في الجنوب العربي من معاناة وتفقير وتجويع الشعب المحاصر وانهيار العملة وقطع المرتبات والخدمات والخ ... من اجل اذعانه وقبوله بتقسيمه وتقاسم ثرواته وعودته إلى صنعاء عبر عرابيها مجلسي الرئاسي والوزراء اليمنيان المشكلان بموجب اتفاق ومشاورات الرياض لن يتحقق لهما ذلك لعدة عومل اساسية الأرض جغرافية الجنوب العربي وتاريخه وثقافته وإرادة شعب الجنوب العربي وان حسبتهم خاسرة وباطلة منذ ان اعلنت الجبهة القومية عن تغيير تسمية " الجَنُوب العربي" الجنوب اليمني في العام 1963م ومن ثم الغت تسمية دولة الجنوب العربي يوم اعلان استقلاله 1967م  ب"جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ومن ثم الحزب الاشتراكي اليمني الذي لم يستقر له حال او يهدأ له بال حتى الغاء دولة " ج ي د ش"  في 22 مايو 1990م.

وبالمحصلة نقول لهم باختصار إن من يقرر مصير شعب الجنوب العربي هو نفسه فقط وليس غيره كبقية شعوب العالم اياً كانت امكانياته وقدراته بمنح المناصب والأموال والمكاسب والعطايا وغيرها لكسب ولاءات بعض الحفنة من الجنوبيين ونقول لهم أيضا لمن يدعي ان شعب الجَنُوب العربي فوضه ، ان التفويض الشعبي ياتي عبر الانتخابات البرلمانية فقط كما في كل دساتير كل بلدان العالم وفي ظل أوضاع مستقرة وليس في ظل حرب متواصل وبلا انقطاع اقلها (2014/2024م) وسيتواصل الحرب لمن ادكر.
و إن غداً لناظره لقريب
والله من وراء القصد
د. صالح الوالي
7/5/2024م
(1) شبوة برس 9/11/2017م
(2) البلاد ابريل 2024م
(3) الحرب في اليمن: تقرير أممي يشير إلى ضلوع الحوثيين في تفجير مطار عدن 31 مارس 2021م
(4) اليمن.. قوات الشرعية تستعيد مديرية عسيلان في محافظة شبوة1/1/2022م
الضالع ساحة عنف: صاروخ حوثي يُدمي المدينة
تقارير عربية عدن العربي الجديد 2019م30 ديسمبر
 مركز الإمارات للسياسات| 29 أبريل 2019