> لؤي العزعزي:

قالت وثيقة الطب الشرعي الصادرة عن إدارة الطب الشرعي والنفسي بمكتب النائب العام في صنعاء، إن الطفلة ريتاج بلال أحمد يحي البحري، (5 سنوات) قد فارقت الحياة تحت تأثير العنف الجسدي.

وقالت الوثيقة التي يتحفظ المشاهد على نشرها أن الطفلة تعرضت لتعذيب متعمد على فترات زمنية متكررة ومتتالية وطويلة وهو ما يعرف بالعنف الجسدي الشديد ضد الأطفال.

وأشارت الوثيقة أن الأدوات المستخدمة في التعذيب "شملت أدوات صلبة، وأجسام معدنية شديدة السخونة، وسوائل شديدة الحرارة، وعضات آدمية متكررة، وكدمات متعددة، وكسور في عظام الساقين، والترقوة اليمنى".

موضحًا أن هذه الإصابات تسببت في إحداث تشوهات جسيمة شديدة في الجسم، كما تم تشويه الأعضاء التناسلية بأدوات معدنية ساخنة وكذلك تعرضها لسوء تغذية حاد (تجويع) نتج عنه هزال شديد في البنية الجسدية. 

وقال التقرير إن الإصابات قد تسببت بحدوث فشل كلوي حاد وتوقف القلب وحدوث الوفاة.

أم المجني عليها، حنان محمد عائض، قالت في تسجيل صوتي للمشاهد "أطالب من المحكمة القصاص من المتهمة "س.ع.ب" واتخاذ الإجراءات القانونية".
وحسب الوثيقة فقد تم تشريح جثة الطفلة بناءً على مذكرة وكيل نيابة سنحان وبلاد الروس.

وكانت الجريمة الوحشية ضد الطفلة ريتاج البحري، 5 سنوات، وأخوها يوسف البحري قد هزت مدينة صنعاء وبقية مدن اليمن جمعاء وسط سخط شعبي على منصات التواصل الاجتماعي في مارس الماضي.
وقد أحصي تقرير الطب الشرعي 16 إصابة في جسد الطفلة الصغيرة نتيجة العنف، التجويع المتعمد والتعذيب.

أشكال الجرائم ضد الطفولة كثيرة وفق المحامية والناشطة الحقوقية ريهام الصنوي في حديث مع "المشاهد"، منها الاعتداء والإتجار والاختطاف والاستغلال والعمل الجبري. وأشارت لظهور جرائم حديثة ضد الطفولة مثل الجرائم الإلكترونية كالتحرش والابتزاز والاعتداء الإلكتروني.

وتكمل الصنوي حديثها ” هذه الجرائم تحدث على مستوى العالم وتبحث الحكومات في جميع الدول السبل لمكافحة هذه الجرائم من خلال سن العقوبات للقضاء عليها ورغم ذلك لا تزال ترتكب هذه الجرائم رغم كل هذه القوانين التي تم صياغتها لحماية الطفل".

وتضيف "الجرائم ضد الطفولة التي تحدث في العالم أيضا تحدث في اليمن ونتيجة الحرب وعدم تطبيق القوانين وعدم وجود سلطات أمنية ورقابية تحمي المجتمع تكثر فيها الجرائم ومنها الجرائم ضد الطفولة، زادت هذه الظاهرة خلال الحرب في اليمن.

 في هذا الصدد تقول سناء البدوي إعلامية وناشطة مجتمعية في حديث مع "لمشاهد" تعليقًا على الجريمة الشنعاء: ” لم استوعب ما حدث، طفلة بريئة لا حول لها ولاقوة".

وتضيف "في سنوات الحرب في اليمن انتشرت العديد من هكذا جرائم دخيلة على مجتمعنا صرنا نسمع أب يقتل أولاده، أم تقتل أطفالها، أو أطفال زوجها، قتل زوج لزوجته، حرق زوجة لزوجها، تعذيب، اغتصابات، وغالبًا الأطفال هم الضحية الأول خصوصًا الأطفال من ذوي الأسر المفككة".
  • الجرائم ضد الأطفال
قصة الطفلة ريتاج ليست هي الأولى ويبدو أنها لن تكون الأخيرة. فقد وثق المشاهد في نهاية 2018، قصة جريمة مماثلة حدثت للطفل قصي الحاجبي، 8 سنوات في عدن. وفي تفاصيلها أن الطفل قصي، وجد مقتولا داخل غسالة الثياب مكتوف اليدين.

وبالعودة إلى قصة ريتاج التي فارقت الحياة تحت وحشية التعذيب الذي يفوق جسدها، فإن شقيقها يوسف، 7 أعوام كان قد نقل للعناية المركزة في المستشفى، بعد تعرضه لتعذيب وعنف مماثل. وحسب وثيقة تقرير طبي صادر عن مستشفى ذمار العام، فقد تم إحصاء عشر إصابات في مناطق متفرقة من جسد يوسف الصغير شملت اليدين، الرأس، الصدر والظهر.

وحسب منظمة الصحة العالمية فإن هناك أشكال متعددة للعنف ضد الأطفال ومنها العنف المنزلي الذي يتضمن "عنف بدني وجنسي وعاطفي من قِبَل شريك حميم أو شريك سابق".
وتضيف المنظمة "رغم أن الذكور يمكن أن يكونوا ضحايا أيضًا، فإن عنف الشريك الحميم يؤثّر على الإناث بشكل غير متناسب".

جميع أشكال العنف ضد الأشخاص دون سن الثامنة عشرة، سواء من قبل الأبوين، أو غيرهما من مقدمي الرعاية تصنف ضمن العنف ضد الأطفال، حسب منظمة الصحة العالمية.

الأطفال من الفئات الضعيفة التي تحتاج للحماية، الأمان، التربية والتعليم، ولكن هذه الفئة عرضة للعنف، وفي أوقات النزاعات والحروب يحرم الضحايا من العدل ويجد الأطفال أنفسهم في مواجهة أشكال متعددة من سوء المعاملة، التجنيد، القتل والتشويه، والاغتصاب، حسب ورقة بحثية حول العنف ضد الأطفال أثناء الحروب والنزاعات.
عن "المشاهد"