نحن مع التخفيف على أبناء تعز المحاصرين ومع فتح الطرق كحق من حقوقهم وليس منة من أحد، لكني هنا أرجو أن لا يندفع البعض بعاطفة عمياء مهللة لمن دمر تعز وقتل أبناءها وكأنه بطلٌ قومي، وكأن ذاكرتنا ليست مثقوبة فقط بل محروقة.

أيها الكرام من الإعلاميين والناشطين والشخصيات الاجتماعية حاشى مثلي أن يتهمكم بالتخاذل وأنتم من صمدتم وقت الشدائد وتعرضتم للموت مرارا لا يخلوا بيت منكم إلا ومنها شهيد أو جريح كأقل تقدير فأنتم الوطنيون الأحرار الذين لا يستطيع أحد المزايدة عليكم ولكن:

كل ما نرجوه أن تتصرفوا بالعقل والحكمة لا بالعاطفة والتأثير النفسي الموجه من قبل من دمر تعز وقتل أبنائها دون أن نحسب لذلك حساباً.

أيها الكرام مشروع الحوثي ليس جمعية خيرية ولا منظمة إنسانية ولكن مشروعه مشروع قتل ودمار وإذلال لكل اليمنيين، ولهذا لا تغركم مزايداته فتعتقدون أن الإنسانية نزلت عليه بيوم وليلة، فتتفننون في جلد ذاتكم والطعن في قياداتكم والتشكيك فيهم، ولا تذهبوا بعيدا ولكن انظروا الآن كيف يتعامل الحوثي مع الإعلاميين والناشطين والذين يعملون في المنظمات الإنسانية ومع رجال الأعمال وعامة الناس، وكيف ينكل بهم في مناطق سيطرته وبعضهم من سانده ولم يسلموا من أذاه، فهل سيرحمكم أنتم وأنتم من واجهه.. وأرجو ألا يفهم أحد أنني ضد فتح الطريق أبدا والله فأنا مع الفتح ولكن فتح القادر لا فتح المستسلم.

مع ترحيبنا بمبادرة فتح الطريق ومطالبتنا لقيادة تعز بالتعاطي معها بإيجابية عالية ولكننا بالوقت ذاته نقول لهم خذوا حذركم لأن صاحب المبادرة ما اتخذ هذه المبادرة إلا وقد أعد عدته ويعمل عليها منذ شهور، فهو في كامل الاستعداد لما يخطط له، فضعوا كل احتياطاتكم العسكرية والأمنية وليكن شعاركم كما قال سيدنا عمر بن الخطاب (لست خباً ولا الخِبُ يخدعني) يعني لست مخادعاً ولا المخادع يخدعني، مع استشعار واجب التخفيف على المواطنين وفتح الطرق متوازيا مع الاحتياطات التي تحدثنا عنها.

فلا تتصرفوا تحت تأثير الضغط الإعلامي، ولكن خذوا وقتكم الكافي وتصرفوا كرجال دولة يهمكم خدمة المواطن وتخفيف معاناته، مع حفظ الأمن وحماية مكتسبات الشهداء والجرحى بالحفاظ على المدينة والاستعداد لأي طاري أو خديعة.

تعز أمانة في أعناقكم وأنتم من يقدر الموقف وضعوا القيادة السياسية بالصورة أولا بأول ممثلة بفخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي د. رشاد العليمي لتتحمل مسؤوليتها معكم في أي طارئ أو أمر مستجد.
أكرر نحن مع المواطن ورفع المعاناة عنه دون إذلاله، وستبقى تعز شامخة شموخ جبل صبر ولن يركعها أحد.