> «الأيام» استماع:

أكد الأكاديمي والإعلامي المغربي المتخصص بشؤون الجنوب د. توفيق جزوليت، أن ارتباطه بالجنوب وقضيته سبق أحداث الحرب في العام 1994، حيث عقد قبل ذلك سلسلة لقاءات مع قيادات وشخصيات سياسية جنوبية وشمالية تناولت الشأن اليمني والجنوبي خصوصا.

وقال جزوليت إن "الوحدة اليمنية جاءت نتيجة انهيار الاتحاد السوفييتي الذي كان يعتمد عليه الحزب الاشتراكي اليمني وما نتج عنه من أزمة اقتصادية، والخطأ الذي ارتكب في عدن أن الوحدة عادة يجب أن تمر بثلاث مراحل وهي: وحدة اقتصادية ثم وحدة سياسية ثم وحدة اندماجية، والهرولة إلى وحدة اندماجية دفعة واحدة أدت إلى أنه من نظر القانون الدولي أن الجنوب فقد شخصية الدولة، الأمر الثاني أن علي سالم البيض هرول إلى الوحدة ولم يعد إلى استفتاء الشعب في الجنوب، ورغم هذا وذاك كان المواطن اليمني جنوبا وشمالا مرتاحا للوحدة، ولكن بعد ذلك بدأت بعض المؤشرات بأن علي عبدالله صالح لم يكن موضوعيا".

وأضاف في حوار أجرته معه قناة "عدن المستقلة" اليوم، قائلا: "تمت الوحدة الاندماجية، وعلي عبدالله صالح وضع جيشه في مواضع استراتيجية، وأنا التقيت عبدالرحمن الجفري نائب رئيس الجمهورية في الجنوب في 94م، أنا التقيته في لندن بعد حرب 94م وأكد لي أنه اشتريت بعض القيادات العسكرية الجنوبية من قبل صالح بدولارات مزيفة، إذا الجنوب دخل الحرب غير مستعد والرئيس اليمني دخلها مستعدا، بالإضافة إلى أن الإصلاح قام باستقدام مجموعات من الإخوان من الصومال والسودان والعراق، واعتقل العديد منهم وشاهدتهم بنفسي".

وعن خفايا المواقف الدولية التي رافقت غزو الجنوب في حرب صيف 94م، كشف جزوليت عن اتخاذ الولايات المتحدة الأمريكية موقفا مساندا لسيطرة شمال اليمن على الجنوب، وقال: "في 94م التقيت بالبعوث الأممي إلى اليمن آنذاك الأخضر الإبراهيمي، وأخبرني بالحرف "الولايات المتحدة ترفض الانفصال"، وقال لي الولايات المتحدة تريد أن يكون هناك توازن استراتيجي بين يمن موحد والسعودية".

وعن الوضع الجنوبي قال: "الجنوب فقد شخصية وقانونية الدولة في الأمم المتحدة والمطالبة الآن بفك الارتباط أو الانفصال خطأ والصحيح هو استعادة الدولة، وفق وجهة نظر القانون الدولي يتوجب الآن صياغة مشروع دستور للدولة الجنوبية، ويجب عند الإعلان عن دولة جنوبية توفر اعتراف ودعم إقليمي أو دولي".