> د. مروان هائل

اليمن واحدة من أخطر الأماكن التي يعيش فيها الأطفال وهم الفئة الاجتماعية الأقل حماية بين مواطني البلاد مع أن المتعارف به دوليًا، هو أن الطفل ومنذ لحظة ولادته يجب أن يتم وضعه تحت حماية الدولة، حيث تعد حماية الأطفال وحقوقهم أحد المجالات ذات الأولوية في السياسة الاجتماعية للدولة، لكن في اليمن وعلى الرغم من أنه من المفترض وفي المقام الأول أن تقوم العائلة بحمايتهم، فإنه غالبًا ما يحدث أن يحتاج الأطفال وخاصة القُصَّر إلى الحماية من آبائهم وأمهاتهم.

غالبًا ما تبدأ الإساءة للأطفال في اليمن داخل الأسرة ومن ثم المدرسة والشارع وتتزايد الإساءة عليهم بسبب أوضاع البلاد الصعبة التي تدفع في النهاية بالكثير من الأطفال خاصة القصر إلى التسول والعنف أو الصمت والانطوائية وآخرين إلى ارتكاب جرائم وبينهم كذلك الكثير ممن قتلوا أو أصيبوا في الصراعات المسلحة ومنهم من يعاني أمراضًا نفسية تصل به إلى الانتحار.

مؤخرًا ذكرت منظمة الصحة العالمية إن نحو 25 % من سكان البلاد يعانون من اضطرابات نفسية تستدعي التدخل والرعاية بينهم الكثير من الأطفال، بسبب ارتباط صغر سنهم بكثرة الأحداث المؤلمة والفقر والضغوط النفسية والاجتماعية والصراعات التي يعانون منها حتى أصبحوا لا يستطيعون التعبير عن تجاربهم بالكلمات وكأنهم "متجمدون" وسلوكياتهم قد تبدو في بعض الأحيان غريبة وهو ما يربك البالغين الذين يعتقدون خطأً أن الأطفال لا يفهمون أو أنهم لا يهتمون أو أنهم غير طيعين.

في بلادنا كل ما هو مرتبط بالأطفال (الحدث) من عناية واهتمام وتغذية وتعليم يعاني من صعوبة وشحة الإمكانيات وخاصة في أماكن احتجازهم وإقامتهم، وللأمانة ورغم الصعوبات والإمكانيات إلا أن هناك جنودًا مجهولين (موظفين وقضاة) يجتهدون في تلبية متطلبات المراهق المحتجز قدر الإمكان وعلى القائمين على هذا الموضوع دعمهم وإن كانوا غير قادرين على ذلك فالحل هو The boot camp أو المعسكر التدريبي أو العلاج بإعادة التأهيل للمراهقين في المعسكرات التدريبية عبر ممارسة تمارين رياضية غايه في الصعوبة تجعل المراهق يفكر كثيرًا بعد قضاء مدة العقوبة قبل ارتكاب جرم جديد.

تعد المعسكرات التدريبية للمراهق المخالف للقانون جزءًا من النظام الإصلاحي والجنائي في كثير من دول العالم للمراهقين، حيث تم تصميم برامج التدريب على غرار معسكرات تدريب المجندين وتعمل التدريبات على التغيير السلوكي والنفسي للمراهق المذنب نحو الاتجاه السليم لحياته تصل حتى التخلص من المخدرات، ومن تلك التدريبات كذلك يتعلم المراهق الانضباط والتحلي بالمسؤولية ووفقًا للبحوث والنتائج، فإن التدريبات لها تأثير إيجابي واضح على الحد من العودة إلى الإجرام بسبب الانضباط الصارم، أما مسألة إرسال المراهق المعاقب إلى معسكر التدريبات يقرره مسؤولو الإصلاحية.