إن غياب الاهتمام بما تنشره الصحافة المسموعة والمقروءة وما يكتبه حملة الرأي والمهتمين وقراءة واستقصاء آراء العامة - والاستفادة منها - قد أنتج بالضرورة أخطاء ونواقص لا تلك التي تحدث عادة وترافق كل عمل كبير (من لا يعمل لا يخطأ) وحسب ولكن تلك التي تؤثر على سلامة الإداء ومهنيته أيضًا، وفي هذا الإطار لقد برزت مؤخرًا جملة من الآراء والانتقادات والمطالبات بتصحيح المسار نشرتها الصحافة الورقية والإلكترونية وفي مواقع التواصل الاجتماعي تزامنت مع وجود احتقان وتململ شعبي رافض للسكوت على حرب الإفقار والتجويع والأخطاء والنواقص لم يتم، الالتفات إليها طالما كان عدم الاهتمام هو السائد.

• لقد جاء في بيان مليونية علي عشال مزاعم قضايا أخرى حيث لم يقتصر بيان المليونية على المطالبة بـ(الكشف عن المخفي قسرًا علي عشال الجعدني) بل والمطالبة بـ(الكشف عن مصير العشرات الذين تم اعتقالهم بطرق تعسفية خلال السنوات الماضية...) وبـ(إصدار بيانات رسمية تكشف عن مصير الكثير من القيادات الجنوبية التي لقيت حتفها بشكل غامض ...) و(إغلاق السجون والمعتقلات غير القانونية التي لا تخضع للسلطات القضائية...) بحسب البيان إياه الذي نشرته صحيفة "الأيام" الغراء في عددها يوم الاثنين 5 أغسطس الحالي، ولذا يكون من المناسب الرد على تلك المزاعم في سياق إصلاح السياسات وتصويب المسار حيث يتطلب ذلك والحيلولة دون استغلال قوى الأعداء والمتربصين ومن في فلكهم لحالة الاحتقان وما يفترض أن يقومون به من تحشيد لتظاهرات/ اعتصامات يبتدعون لها أغطية ومسميات ما أنزل الله بها من سلطان، قد تؤدي في حال خروجها إلى اندساس قوى الإرهاب والتخريب وإحداث فوضى وإضرار بالملكية والمصالح العامة والخاصة وإخلال بالأمن والاستقرار والسكينة العامة وممارسة الناس لحياتهم اليومية بأمن وأمان.

• لقد حان الوقت للاهتمام بالرأي العام وقراءة مزاج الشارع وإصلاح السياسات وتصويب المسار وتأمين سير قطار التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية والتأسيس لدولة المؤسسات والكفاءات والنظام والقانون والأمن والاستقرار والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية والحقوق والحريات وممارسة حق الرأي والرأي الآخر ولا ريب في ذلك.